0

ريحانة برس- محمد عبيد

تحظى مدينة إفران الأيكولوجية والسياحية باهتمام بالغ من مختلف الدوائر المسؤولة إن إقليميا أو محليا وعلى رأسها السيد عبدالحميد المزيد عامل الإقليم، وذلك كله سعيا منهم في أن ترتقي مدينة إفران أكثر تموقعا إن وطنيا أو دوليا.

في هذه الورقة سنقف على واقع إفران في المجال الإيكولوجي، وديباجة أولية على القطاع السياحي الذي سنخصص له لاحقا ورقة على لسان المسؤول الأول عن القطاع هيكليا….

تعتبر منطقة الأطلس المتوسط منطقة جذابة يجتمع فيها المناخ والتضاريس والجيولوجيا والجيومورفولوجيا والغطاء النباتي، وتوفر هذه الكتلة الصخرية مناظر طبيعية ذات قيمة وجمال لا تقدر بثمن، ومناظر طبيعية خلابة، ومجاري مياه وبحيرات سحرية، وغابات ذات جاذبية لا مثيل لها، وموقع اجتماعي فريد من نوعه.

البيئة الثقافية… الأطلس المتوسط برج المياه في المغرب بامتياز، هو أغنى جبال شمال إفريقيا بالأراضي الرطبة، لا سيما البحيرات الطبيعية والأنهار والينابيع العذبة.

تؤدي هذه النظم البيئية الجيرية وظائف هيدرولوجية واجتماعية واقتصادية وبيئية قيمة على نطاق واسع في النطاق الوطني، في حين أن تنوعها البيولوجي وأصالتها يمنحها اهتمامًا عالميًا، وفقًا لمعايير اتفاقية رامسار المتعلقة بالمناطق الرطبة.

منطقة الأطلس المتوسط كثيفة الأشجار، ولا سيما المساحات الشاسعة من غابات الأرز بما تحتويه من نباتات وحيوانات، كما أن الشجرة المحلية والأنواع الرمزية للبلاد تمنح غابات المنطقة مكانة المناظر الطبيعية الإلزامية لرجال الغابات وعلماء البيئة، وعلى مدى عدة سنوات، السياحة البيئية من جميع أنحاء العالم.

وعلى صعيد الحياة البرية، اختفى الآن أسد الأطلس والفيلة… لا تزال حيوانات ابن آوى والوشق تسكن الريف.

وهذه هي الطيور التي ستتاح لك في أغلب الأحيان فرصة مشاهدتها: البط البري، وطيور السنونو، وطيور اللقالق للمهاجرين، وطائر الحجل، وطيور النقشارة، وطيور التدرج، وطائر السمان، وطائر أبو منجل، والطيور الزرقاء.

#مدينة إفران: الحداثة والديناميكية إفران، التي تعني “الكهوف”، أخذت اسمها من هذا الاسم.

وكانت تسمى أيضًا “تورتيت” والتي تعني “الحديقة” باللغة الأمازيغية، أي أرض خصبة غنية بالمياه والمراعي، وتقع على ارتفاع 1648مترًا، “لؤلؤة الأطلس” كما يُعرف بالاسم – هو خلق الإنسان في قلب بيئة الجبال والغابات.

وهي عبارة عن استراحة ورياضة شتوية ومصيف صيفي… وترجع أولى آثار الاستيطان البشري بإقليم إفران إلى العصر الحجري الحديث.

ويتجلى ذلك من خلال الكهوف التي توجد بالمنطقة وخاصة تلك الخاصة بتيزكيت، وكذلك بقايا المواقع الأثرية التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ مثل زيروكة، غبطة، البحر، إيطو، ويتكون سكان الإقليم من 3 سكان كبيرين…

القبائل: يسكن المنطقة قبيلتان كبيرتان تنحدران من قبائل صنهاجة..

✓ بني امگيلد وبني امطير ينحدرون من قبائل صنهاجة الذين توقفت تحركاتهم نحو الشمال في القرن الخامس عشر بسبب حزام القصبة الذي أقامه الملك مولاي إسماعيل… وقد ساهم ذلك في استقرارهم وسمح بإنشاء مدن مثل قصبة أزرو وعين اللوح…

وأضيفت إلى هذه القبائل قبيلة آيت سغروشن التي تنحدر من شرق المغرب والتي تم تنصيبها في نهاية التهدئة الاستعمارية في الجنوب. منطقة بني أمطير (ضاية عوا).

الموقع الحالي لمدينة إفران الذي اكتشفه الأمين العام للمحمية الفرنسية إيريك لابون سنة 1928، أنشأته السلطات الاستعمارية بمرسوم وزاري صادر في 16 نوفمبر 1929، باعتبارها “مركزا صيفيا ممتازا”.

الموقع الجغرافي: إقليم إفران الذي يمتد على مساحة 3573 كلم2، جزء من جهة فاس مكناس، ويحده: شمالا أقاليم صفرو والحاجب، ومن الجنوب والغرب إقليم خنيفرة. شرقا إقليم بولمان.
المكون السكاني: سكان الإقليم يتكون من ثلاث قبائل كبيرة: بني امگيلد، بني مطير وآيت سغروشن.

ويعتبر إقليم إفران من الأقاليم القليلة التي حافظت على رونقها الذي هو بالتالي قوة صارخة للنشاط السياحي الثقافي المتطور ..

عن هذا التراث يمكن الحديث عن:
1)التراث الطبيعي: يتوفر إقليم إفران  على غنى طبيعي متميز بتوفره على أرضية غابوية التي تنتشر بها أكثر من مائة من أنواع الأشجار والصنوبر التي من جهتها تعد ناذرة  مثل-
–Des canaries « le Pin et le Pin maritime-
فيما يمثل انتشار الأرز وحده ثلث المساحة الوطنية في نوعه بمناطق : منظر يطو – أرز گورو – الشلالات– البحيرات والمنتزهات الطبيعية التي تشكل قواعد التنمية الثقافية الإيكولوجية ومن الطراز العالي…

كما أنه تجري حاليا الاستعدادات لمشروع تهيئة وادي إفران، الموقع الإيكولوجي، بمبادرة من إقليم إفران… وبكلفة إجمالية تناهز 64 مليون درهم بشراكة مع وزارة الداخلية (12 مليون درهما) ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (20 مليون درهما) ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة (10 ملايين درهما) والمجلس الجهوي لفاس مكناس (10 ملايين درهما) والمجلس الإقليمي لإفران (6 ملايين درهما) والمجلس الحضري لإفران (6 ملايين درهم)… ويروم المشروع الحفاظ على التنوع الايكولوجي والمناظر التي يزخر بها وادي إفران وثراء مخزونه الإحيائي، وتوفير فضاء غابوي سليم وآمن للزوار والنهوض بحماية البيئة.

 2) التراث التاريخي: إقليم افران غني بمواقع أركولوجية قديمة منها مواقع: زروقة – إيطو – غابة البحر – التي يعود تواجدها لما قبل التاريخ ، كذلك الشأن، بالنسبة للمغارات المنتشرة عبر تراب الإقليم.. فضلا عن الموقع الأثري دير تومليلين المتميز تموقعه المثالي للغابات العميقة المبنية على أشجار البلوط القوية، وهي منطقة تقع بالقرب من مدينة أزرو ، كانت تضم في الماضي ديرًا يحمل نفس الإسم، وقد تمت مؤخرا إعادة تاهيله وتثمينه.

حاليًا، شهدت مدينة إفران العديد من التغييرات في خطة إعادة تطويرها بهدف إعادة اكتشاف متعة المركزية في مساحة للمشاة حيث يمكنك التنفس، المشي مع العائلة، بعيدًا عن ضجيج المركبات والحماية من التلوث… ممرات المشاة والساحات العمومية والمساحات الخضراء أمام قاعة المؤتمرات لإعادة إفران بعد “المدينة الحدائقية”.

في جميع أنحاء المدينة، من الممتع اكتشاف وادي تيزگيت وعين ڤيتال، مساحات بيئية بعيدة عن التلوث والازدحام المفرط مساحات لربط إفران بنبع ڤيتال عبر مسار للمشاة يسمح للجميع بإعادة شحن بطارياتهم وإعادة اكتشاف الجمال…

أماكن في الهواء النقي ومحمية من التأثيرات الملوثة للمركبات، لبناء صورتك على الرفاهية التي يمثلها اليوم البحث عن الروحانية والثقافة، ولإتاحة الفرصة لك للنظر في التنوع الموسمي مما يمنحها بعدًا ثقافيًا لجمهور متنوع..

ومن أجل إعطاء بعد دولي لإفران بهدف الترويج للسياحة الراقية والمتطلبة، المنتشرة على مدى فترة إقامة طويلة، حدد مسؤولو المدينة مهرجانًا يسمى “مهرجان إفران الدولي”، ومن المنتظر أن تقام نسخته السادسة صيف هذا العام 2024، غنية بالفعاليات الموسيقية واللقاءات والأنشطة الثقافية والمسلسلات الترفيهية….

ناهيك عن المهرجان الدولي لأحيدوس بعين اللوح، ومهرجان الكرز بعين اللوح، ومهرجانات صيفية بباقي الجماعات، في وقت يقام ماراطون الأرز الذهبي المتوقع أن يتم تنظيمه ايام 31 ماي وفاتح و2 يونيه 2024.

وتتوفر إفران على مجموعة من الفنادق، منها فندق واحد من فئة 5 نجوم يحمل اسم فندق ميشليفن، ويوجد أيضاً بإفران مجموعة من مراكز الاصطياف والتابعة للأعمال الاجتماعية لقطاعات خاصة وعمومية…

أخيرًا، يلاحظ أنه في المنطقة المحيطة الغنية بغابات الأرز والبلوط الخضراء، توجد مدينة أزرو، من بين أمور أخرى، تعد موطنًا لمركز حرفي مشهور بـصناعة خشب الأرز ونسج السجاد لقبائل بني امگيلد..

كما يمكننا رؤية القصبة (القلعة) التي بنيت في عهد مولاي إسماعيل.
تعتبر المناطق المحيطة بأزرو أماكن مفضلة للمشي لمسافات طويلة أو الخنازير البرية أو الحجل أو صيد الأرانب البرية.

يمكنك أيضًا الاستمتاع بصيد سمك الكراكي أو سمك السلمون المرقط، حسب رغبتك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.