0

ريحانة برس- محمد عبيد

شكلت ظاهرة ضعف الإنارة العمومية بمكناس قضية استاثرت بانشغال الرأي العام المحلي الذي كثير ما رفع أصواته عبر منصات التواصل الاجتماعي مستنكرا الوضعية التي لا تقبل التراخي من قبل القائمين عن الشأن المحلي بصفة خاصة مجلس جماعة مكناس، بل تعدت الاستنكارات والأصوات المنددة إلى طرح النازلة في أكثر من مناسبة ضمن اجتماعات دورات المجلس، حيث كان الرئيس يواجهها بشئ من الاستهثار مدعيا المنتقدين بأنهم يسعون للبوز السياسي فقط… وأنه يعمل كثيرا على تمتيع المدينة بشبكة إنارة عمومية من النوع الرفيع!؟!..

وتحت ضغط أصوات الاستنكار والامتعاض المرتفعة والمتزايدة، كان أن خرج مجلس جماعة مكناس ببلاغ (تبشيري) شهر فبراير المنصرم مفاده أن أشغال الصيانة ستنطلق وفق برنامج عقب إبرام صفقة اقتناء 8000 مصباحا…

لكن مباشرة بعد انطلاق عملية الصيانة وتركيب دفعة من مصابيح الأعمدة لاحظ المواطنون أن بعض الشوارع التي بها أعمدة بمصباحين كثيرا ما يشتغل أحدهما ويظل الآخر في عطالة فيما بعض الشوارع والأحياء “المحظوظة” استفادت من خيرات الصفقة وأعطيت لها الأولوية دونا عن أخرى، إذ مازالت معظم النقط بالمدينة تعيش في العتمة وما يرافقها من ظواهر أخرى كالتشجيع على ارتكاب الجريمة.

وقد طال انتظار الجميع، تدخلت مؤخرا  عمالة مكناس بتوجيه مراسلة شديدة اللجهة لرئيس جماعة مكناس جواد باحجي.

وحسب مصادر مطلعة فنص المراسلة الموقعة من طرف الكاتب العام لعمالة مكناس، فإن سلطة هذه الأخيرة، علمت أن عملية صيانة شبكة الإنارة العمومية التي تسهر على تنفيذها مصالح الجماعة المختصة، “تتم في بعض الأحيان دون مراعاة الأولويات، وكذا دون تنسيق مع السلطات المحلية المعنية”… و”أن عدم مراعاة الأولويات في صيانة شبكة الإنارة يؤثر على حسن سير هذه لعملية ويخلق استياء لدى الساكنة”.

وبناء على هذا التوجيه الذي يعكس تفاعل سلطات عمالة مكناس بجدية وواقعية مع مطالب ساكنة المدينة، وبحسب مصادر مطلعة، دعت المراسلة رئيس المجلس والمصالح التابعة له إلى “تحديد الشوارع والأزقة التي سيتم تجديد مصابيحها وشبكتها بتنسيق مع السلطات المحلية المعنية وبالاعتماد على معايير موضوعية أخذا بعين الاعتبار التدخلات ذات أولوية”.

يذكر أن جماعة مكناس أبرمت اتفاقية شراكة مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس فوضت من خلالها صيانة شبكة الإنارة العمومية، لهذه الأخيرة، إلا أنها ظلت تتحكم من خلال قسمها التقني وبعض أعضاء مكتب المجلس في تحديد الأحياء والأزقة التي ستسفيد من عملية تجديد مصابيح الإنارة العمومية، قبل أن تتدخل سلطات العمالة لوضع حد لهذا الأمر، نظرا لكون تدخل منتخبي الجماعة غالبا ما يحتكم لمنطق انتخابي ضيق، الشيء الذي كان مثار جدل بين مكونات مستشاري المجلس وتبادل للاتهامات فيما بينهم خلال الدورات السابقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.