ميوعة ثقافة الكرنفالات في “مهرجان إزوران” بآزرو؟… حديث ذو سجون

0

ريحانة برس – محمد عبيد

 تساءل عدد من المتابعين والمتهمي بالشان المحلي بمدينة آزرو عن ماهية الهدف الحقيقي من وراء تنظيم المهرجان الحالي بمدينة آزرو والذي انطلق منذ الجمعة الأخير 26 غشت 2022 إلى غاية الأحد من نفس الشهر، والمنظم من قبل “جمعية إزوران” بشراكة مع الجماعة الحضرية لأزرو، تحت شعار: ”الماء مصدر الحياة، من الواجب الحفاظ عليه”،،، وذلك في ظل سنة فلاحية جافة وأزمة اقتصادية تشكل قلقا لمختلف الشرائح الإجتماعية؟…. فضلا عن حاجة المدينة إلى صرف اعتمادات مالية فيما يفيد عددا من النقط البنيوية بالمدينة والتي تئن من عدم اصلاحها من طرق وازقة ودروب خاصة على مستوى أحياء شعبية منها حي تابضاليت وحي مسعودة والسعادة…. وكذلك في غياب اعتماد فضاء قادر على استيعاب عدد كبير من الجماهير كالفضاء بالمركز الرياضي بدلا من اعتماد قيام السهرات وسط المدينة على قارعة الطريق بشارع حيث تم تعطيل حركة الجولان بها قُبَيْل وخلال الأيام الثلاثة للمهرجان بإغلاق الطريق الرئسية بقلب المدينة، مما يضطر معه أصحاب المركبات إلى تغيير المسار لمسافة أطول للتنقل من طرف إلى آخر من نقط بالمدينة، وليتكبدوا مصاريف إضافية في ظل غلاء المحروقات، بحسب ما عبر عنه عدد من أصحاب العربات المتحركة بصفة خاصة.

 وليمتعض بشكل كبير عدد من المواطنات والمواطنين تنظيم السهرات الفنية الليلية في نقطة حساسة كذلك شعائريا ودينيا، نقطة تتموقع بين مسجدين مما كان له صدى أثار حفيظتهم رغم الوعي بصعوبة الظرف ومتعة البعض بالفرجوية؟ حيث جموع شبابية هائجة متمايلة في ساحة ما بين مسجد أيت غريس ومسجد النور بآزرو من أجل إرهاق أجساد منخورة؟!! بصخب موسيقى واهازيج، بدل العمل الجاد لإخراج الشباب من حالة العزوف عن الثقافة والسياسة، ولِمَ لَمْ يستحضر المجلس الجماعي ذلك بقدر ما انشغل بالتخطيط والترتيب لتعبيد الطريق لفصول الميزانية والتحايل على صرفها لتعويض ما سيتم صرفه من أموال في مهرجان النَْمٌِيَة عكس ما يتغنى به من تحقيق اهداف في التنمية!

لن نناقش هنا بحسب ما تلقيناه من عدد كبير من المهتمين بالشان المحلي الذين عبروا عن امتعاضهم من تأسيس جمعية خلسة وبعيدا عن أنظار جل الفاعلين الجمعويين، جمعية أطلق عليها اسم: “جمعية إزوران”…. وإن كان واضحا بأن ظهير الحريات العامة يسمح للجميع بتأسيس جمعية، لكن هل يحق للمجلس الجماعي أن يعقد شراكة مع جمعية لم يتجاوز عمرها الشهر الواحد؟؟؟!!! وينتقي لتكوينها جمعيات محظوظة ومقربة، ويقصي باقي الجمعيات والفاعلين النشيطين بالمدينة؟… ولتبقى مصداقية تسمية “مهرجان جمعية عمومية” بدل “مهرجان جماعة ترابية” مثيرة الجدل؟؟؟ كون الجماعة الترابية لآزرو هنا استظلت بشراكة مع جمعية تمت فبركتها في آخر اللحظات؟

وقد علق أحد المتابعين والمهتمين على الطريقة المبتكره في اختيار الفنانين المشاركين في المهرجان بأنها سلكت نهج “حسي مسي” موضحا أن مكتب الجمعية تشكل من عدد كبير من الفنانين والذي كلف فنانا لاختيار فنانين آخرين للمشاركة؟ متسائلا عن هذا السلوك خاصة وأن كل فنان رئيس جمعية اعطى أسماء محسوبة عليه من جمعيته، ونسوا ان هناك فنانين بآزرو أبناء المدينة وازنين لم ينخرطوا في أي جمعية وآخرين انسحبوا منها “وكل لديه أسبابه”، وأن هذه الطريقة المبتكره من المنظمين حرمت جل الفنانين المستقلين من المشاركة في مهرجان مدينتهم، مع العلم أن هناك منهم من شارك في عده أنشطة ومناسبات وطنية بدون أجر، والآن حرموا من المشاركة؟”.

وأكد المعلق عن المهرجان بالقول بأن الجماعة ستقول بأن رؤساء الجمعيات هم من تكلفوا لانتقاء المجموعات والفرق الفنية المشاركة!!!.. لكن يقول نفس المعلق””وأنا اقول لهم رؤساء الجمعيات في الأخير هم فنانون كباقي زملائهم، مع احترامي للسادة الرؤساء فالذنب ليس ذنبهم، الذين غيبوا الموضوعية في انتقاء المجموعات او الفرق المشاركة، لأن الطريقة المألوفة في كل مهرجانات المملكة هي تلقي الجهة المنظمة، عند توصلها بطلبات المشاركة من الفنانين الراغبين في المشاركة، بطاقة السيرة الذاتية للفنان أو لمجموعته، حتى تقوم لجنة خالية من كل من ينتمي للميدان باختيار المشاركين على معايير مضبوطة بعيدا عن المحسوبية والزبونية والعلاقات الشخصية؟

ويبقى أيضا أبرز تساؤل مطروحا لدى الرأي العام المحلي هو : “أية قيمة مضافة سيقدمها “مهرج…ان” آزرو في طبعته الأولى؟.. إذ في غياب الوقوف على تطبيق من عدم التطبيق للبرنامج العام لهذا المهرجان، فإنه مهما يكن من محاولات لتلميع صورته وحضوره؟! وأمام الحالة التي عليها المدينة من عدة نواحي بنيوية واجتماعية واقتصادية، لا يمكن إلا وصفه بمهرجان تمييع سياسة “النَّمِّية” خصوصا إذا علمنا كيفية الإعداد التي سادتها أجواء الارتباك والخوف عندما تحكمت في كواليس المجلس عدد من الأمور المرتبطة بتسيير وتدبير المهرجان أبرزها التموين الذي تضاربت في الكشف عن حقيقة قيمة غلاف المالية ومصادره الحقيقية في ظل التكتم المسجل، وإن كان أن أجمعت مختلف المصادر على أن مجلس الجماعة هو الممول حيث خصص غلافا ماليا لا يقل عن 100الفا من الدراهم، ولو أنه غلاف يمكن وصفه بالضعيف مقارنة مع مهرجانات أخرى، إلا أن المتهمين يتساءلون هل هذا الغلاف كان كافيا التكاليف ومصاريف الأيام الثلاثة للمهرجان إذا علمنا ان كل مجموعة من المجموعات الغنائية ال10 تلقت اجرا قدره 5000درهم والفرق الفلكلورية ال3 تقاضت كل منها 3000درهما؟… ناهيك عما كلفته مصاريف إعداد المنصة وما تتطلبه من لوجيستيك فضلا عن الخيمات المنتشرة حولها فقط وسط المدينة؟ إلى جانب تكاليف التغذية المنظمين والمشرفين على المهرجان، ناهيك عن التعويض الخاص بإدارة المهرجان؟ دون الحديث عن مصاريف اخرى وتعويضات خصوصية لأطقم ومساعدين وساهرين على سير التنظيم ومواكبين للمهرجان .. وهو ما يعني صراحة ان الميزانية المعلن عنها مغلوط رقمها؟ ومن أين سيتم تسديد الخصاص؟!!

فحسب متتبعين فإن ظروف الإعداد سبقها نوع من المغالطة والتكتم بعد أن خلف الإعلان عن تنظيم هذا المهرجان ردود فعل في أوساط محلية التي رأت أن تبدير هذه الأموال كان الأجدر تخصيصها لخدمة جمالية المدينة… خاصة إذا ما قمنا بجولة عبر عدد من الأماكن من شوارع وأزقة ودروب للوقوف عن حالاتها الداعية للشفقة من حيث معاناتها مع انتشار الحفر ومشاكل الزبال والأتربة… ناهيك عن الظروف المعيشية للساكنة وما وجب الاهتمام به لضمان لقمة العيش لهاته الساكنة في وقت يتحبد فيه الشباب محن البطالة في غياب أي مشروع اقتصادي يؤمن لهم موارد قارة…

وعندما نتناول هذا الموضوع فإنه لايعني أننا ضد تنظيم المهرجانات في حد ذاتها، وكذلك لسنا ضد تشجيع الثرات اللامادي وتثمين المنتوجات المجالية والثقافة الأمازيغية؟!! ولكن ضد المهرجانات تتميع فيها فرص لهز البطون وتكليخ العقول… والتي تسعى لضرب قيم المجتمع وإهدار أموال طائلة كان من الأجدى تسخيرها لخدمة قطاعات أخرى هي في أمس الحاجة إليها.

فماذا استفادت ساكنة مدينة أزرو من هذا المهرجان؟ ألم يكن من الأحرى والأجدر بالمجلس الجماعي للمدينة أن يصرف المبالغ المالية التي منحها للجمعية المنشأة لهذا الغرض فقط (المهرجان) في إصلاح وترميم بل وحتى تبليط عدد من الأزقة والدروب، وتعميم الإنارة داخل الأحياء وتجويدها حيث يلاحظ الأمي قبل التقني عيوبها وعلاتها؟ وماذا قدم من حلول للساكنة وللشباب المعطل اساسا لتجاوز وضعية الفقر والجهل؟ (هنا لا يمكن اعتبار برنامج أوراش برنامجا محليا وذي فصل من الجماعة أو حتى العمالة، ولو على علته كذلك نظرا لما عرفه من انتقائية في المستفيدين منه!؟؟)…

 عندما نعلم الظروف المعيشية للساكنة وحاجتها الى الاهتمام بها لضمان لقمة العيش، وليبقى الشباب يتكبد محن البطالة في غياب أي مشروع اقتصادي يؤمن لهم موارد قارة…

إن ما ينفق في المهرجانات من مبالغ مرتفعة، يستدعي التدقيق والمحاسبة في النفقات والمصاريف المعتمدة، في غياب رقيب ذي ضمير للوقوف على مهرجانات الإنفاق المفرط؟ ويبقى على عاتق أصحاب الشأن أن يرسموا مهرجانات تعنى بالتنمية المستدامة التي تخدم البشر والحجر معا… مع ضرورة ترشيد عقلاني توضع من خلاله معالم لعمل مدروس ضمن إستراتيجية تنموية فاعلة.

ويأسف اعتبار هذا المهرجان إنجازا للمجلس في أولى سنة من تحمله مسؤولية تسيير المدينة ليظهر بمساحيق التجميل؟ ومتى يكون التجميل حاجة وضرورة؟ والأوضاع البنيوية والبيئية والجمالية ككل بالمدينة تعاني من ضياع بشتى أنساقه المادية منها والمعنوية؟”.

إن ثقافة الكرنفالات والاحتفالات عديمة الجدوى لا تصنع وعيا ولا توجه ضميرا ولا تعلي قيمة الإنسانية.

فهل هذا هو نصيب مدينة آزرو الأطلسية من التنمية؟ وهل هذا هو حظها مع التنمية التي يروجون لها بأن المهرج…ان من أجل مدينة مبادرة ومنفتحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.