هيئة بيئية مغربية تطالب بعقلنة غرس النخيل وبوقف الغرس العشوائي للنخيل خارج مجاله المناسب

0

ريحانة برس – محمد عبيد
تشهد الشوارع بالعديد من مدن المملكة ظاهرة غرس اشجار دون اعتبار للخصوصيات او المناخ الخاص بكل من هذه المراكز، مما أثار معه حفظة العديد من السكان والفعاليات المجتمعية الانتفاضة والاستنكار بهذا الإجراء البيئي الغير المعقلن..
وفي هذا الإطار، دخلت ”حركة مغرب البيئة2050″ على خط التنديد والترافع للمطالبة بوقف غرس أشجار النخيل بالمدن المغربية والعمل على الحد من وزحف النخيل في غير مجاله الخاص به (الواحات)، حيث وجهت عريضة إلى كل من السيدة وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة و وزيرة الإنتقال الطاقي والسيدة وزيرة اعداد التراب وسياسة المدينة, والسيدة وزيرة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة. لتنبيهها إلى أن النخيل يتوقف مستواه البيومناخي بجهة مراكش شمالا وفكيك شرقا، معتبرة غرسه بباقي المدن “خطيئة” لا تراعي التنوع البيولوجي الذي يزخر به المغرب، وتخريبا للهوية المنظرية والإيكولوجية لهذه المدن.
وعلى غرار الرفض الذي طال هذه الظاهرة بمدن كفاس وأكادير والدار البيضاء وغيرها، عبرت حركة الشباب الأخضر بمدينة طنجة عن سخطها من عملية اقتلاع عدد كبير من الأشجار المتنوعة واستبدالها بعدد من أشجار النخيل البلدي.
وأكدت الحركة رفضها القاطع لـ”سياسة التنخيل” خارج المجال الواحي، معتبرة اقتلاع الأشجار المتنوعة، جريمة خطيرة وغير مبررة، وجب على النيابة العامة المختصة التحرك من أجل ردع مرتكبيها.
وأكدت الحركة على أن “سياسة التنخيل” من شأنها انتهاك الهوية المنظرية والتاريخية لمدينة طنجة، داعية الجماعة وولاية الجهة إلى التدخل العاجل للحفاظ على الهوية المنظرية والبصرية للمدينة، واعتماد سياسية ترابية بعيدة عن العبث والعشوائية.
وذكرت الهيئة بأنها بعد حملتها ضد التنخيل العشوائي السنة الماضية، فقد حان وقت التدخل المؤسساتي العاجل لإنقاذ مدننا.
ومشيرة في غريضتها التي نشرتها على صفحتها بمنصة التواصل الاجتماعي الى أن المغرب يحتل المرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط، وهي خصوصية متفردة تستحق منا الإهتمام العالى والحرص الشديد على ثرواتنا الطبيعية ذات الطابع الهش. وبالتالي لا يمكن أن نتعامل مع المغرب في تهيئته الترابية ببساطة وعبث وإهمال وتماطل ولا يمكن أن نصنفه موطنا للنخيل على جل ترابه. اي ان النخيل بنوع الفنيكس داكتيليفرا أو النخل البلدي, يتوقف مستواه البيومناخي بجهة مراكش شمالا وفكيك شرقا. علما أن منطقة سوس توجد خارج الفضاء النخيلي. وهذا امر جوهري يجب مراعاته واحترامه.
من جهة أخرى, هناك شق ثاني لايقل أهمية عن الأول في ظاهرة التنخيل العشوائي هذه, وهو فرض مدبري الفضاء العام بمدننا النوع الدخيل الأمريكي الأصل “الواشنطونيا” أو “البريتشارديا”  حتى أنه تم إدماجه بجانب النخل البلدي الشامخ بمراكش منذ مدة أمام صمت الجميع.
أليس  انتهاكا لحقوق منظرها الطبيعي الاصلي الذي يشكل هويتها المنظرية والتاريخية؟
وقالت سليمة بلمقدم. مهندسة منظرية ورئيسة “حركة مغرب للبيئة” في نفس العريضة بأنها “شخصيا وبالمفهوم الحقوقي البيئي, هذا السلوك اللامسؤول اصفه بالجريمة البيئية والثراتية.
نفس الشيء بالمدن الاخرى، كجهة سوس ماسة على مستوى أكادير وشتوكة آيت بها، عاصمة الأركان التي استسلمت للأسف هي كذلك لتخريب هويتها المنظرية والايكولوجية.
ثم جهة طنجة تطوان الحسيمة، موطن الصنوبريات التي شهدت اجتثات الانواع الشجرية المحلية وتعويضها بكثافة في شوارعها وساحاتها بنوع الواشنطونيا أو حتى النخل البلدي… الدار البيضاء التي أصبحت مشتلا للنخلة الكاليفرنية بجميع أحيائها رغم صعوبة تأقلمها على شط المحيط بكورنيش عين الذياب, على شكل شريط فقير الجمالية والنسق.
ثم الرباط، العرائش، القنيطرة، فاس، مكناس، وحتى أزرو يا رؤساء ومهندسين و مدراء, ويستحسن ذكر كل المدن لانني زرت معظمها وتأسفت لتغييب الضمير المهني والوطني وانعدام الانصات للكفاءات المتخصصة في الميدان, حتى تم تشويه طابع كل منها وأصبحت كلها متشابهة ومستنسخة غير وفية لذاكرتها.
تلك الذاكرة التي يعتز بها كل ابن او ابنة منطقته وتلعب دورا ثقافيا ونفسيا وروحيا جوهريا في تربية الشخصية وجعلها متشبتة وفخورة بالتراب الذي تعيش به.
لماذا غرس النخيل خارج مجاله الواحي خطأ مهني بيئي فادح؟
لأنه انتهاك للهوية والذاكرة المنظرية للمجال الترابي وما أحوجنا لإرساء وترسيخ الهوية من أجل الصحة النفسية للساكنة والأمن المجتمعي و إغناء شروط السياحة الوطنية والدولية، لأن النخلة المغروسة بغير مجالها تتعذب ولا تكون بصحة جيدة وينتهي بها الأمر الى الذبول ثم الموت   لأن النخل وخاصة الكبير القامة, ياهض الثمن أي أنه مكلف على مستوى ميزانية الجماعة الترابية ولا داعي للتذكير كم أننا في حاجة للحكامة.
النخل لا يمدنا بالظل اللازم الا اذا كان على شكل مجموعة الشيء الذي يصبح جد مكلف – النخل لا يمد كل الخدمات الايكولوجية وبنفس النسبة، التي تمدها الشجرة كامتصاص ثاني اكسيد الكربون
النخل لا يحمي من انجراف التربة كما الشجرة وبالطبع, حين نخون التنوع البيولوجي بمجال ما فإننا نخون المنظومة الإحيائية برمتها.”
جغرافيتنا رائعة وثراتنا الايكولوجي ساحر وغني ومن واجبنا الخضوع لقوانينه وتنزيل او تفعيل المواثيق الحضرية المنظرية والعمرانية التي يجب ان تتواجد بكل مدينة.
” لا للتنخيل العشوائي، نعم لحماية الهوية الإكولوجية لمجالاتنا الترابية.”- تختم سليمة بلمقدم. مهندسة منظرية ورئيسة حركة مغرب للبيئة رسالتها العمومية ولمطالبة الفعاليات المجتمعية بالتوقيع على العريضة التي يوجد رابطها على منصة الفايسبوك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.