أضاحي العيد بين العرض والطلب: مواطنون يبكون وكسابة يبررون ومضاربون يشنقون

0

ريحانة برس – محمد عبيد

تعرف مختلف المدن المغربية حركة تجارية متصاعدة بإعداد السلطات المحلية فضاءات تحتضن أسواق بيع الأضاحي، هذه الفضاءات، التي اعتادت السلطات إقامتها بمحاذاة المُدن أو الأسواق الأسبوعية تجتمع فيها شاحنات الفلاحين أو “الكسابة” كما يحلو للمغاربة تسميتها.

ويلاحظ انه رغم اقتراب عيد الأضحى، لا تزال أسواق الماشية تشهد ضعفاً في الإقبال، حيث لا يزال العرض محتشما في أغلب الدول العربية بسبب غلاء الأضاحي،  ووسط شكاوى التجّار من ارتفاع تكلفة الأعلاف والنقل..

وفي جولة ببعض أسواق بيع الأغنام والماعز في المغرب يلاحظ وجود وفرة في المواشي، لكن أسعارها مرتفعة بكثير عن السنوات الماضية، بزيادة تبدأ من 500 درهما عن الأثمنة كانت السنة الماضية.. بالمقابل يسجل ان هناك عزوفا من طرف الزبائن، بسبب الارتفاع الصاروخي في أسعار الأضاحي، حيث ىالإقبال على شراء المواشي ضئيل جدا..

وقد عبر عدد من المواطنين خاصة منهم أصحاب الدخل المحدود، عن عدم قدرتهم على توفير ثمن أضحية العيد، وبأنه لا يمكنهم حتى شراء الأضاحي الأقل سعرا لأن ثمنها يتجاوز قدرتهم..

فيما اشتكى عدد من بائعي الأغنام، غياب الزبائن، مؤكدين أن هناك “العديد من الأسباب” التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، أبرزها “غلاء العلف والمحروقات وبعض مواد الاستهلاك، بالإضافة إلى ارتفاع كلفة النقل”.

ويرى فلاح، أن ارتفاع أسعار المواشي جاء بسبب جائحة كورونا التي استمرت لأكثر من سنتين، وتأثر المغرب بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن السلطات المحلية تبذل جهودا من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين، وذلك بتوفير فضاءات مسيجة لعرض المواشي.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات ووسوم من قبيل “خليه يبعبع” في إشارة إلى صوت الأغنام، تعبيرا عن رفضهم لهذا الارتفاع في أسعار الأضاحي.

وإذا كانت كل هذه الأسباب تناقش الوضعيات الاجتماعية وارتباطها بالظرف الاقتصادي المتزامن مع أسواق الاضاحي، فإنه قد سجل على بعض الأسواق احتكارها من قبل الشناقة، حيث عبر مواطنون عن مخاوفهم من استغلال من يوصفون بـ”أصحاب الشكارة”، لظرفية الدخول الاستثنائي لأفراد الجالية، وتزامنا مع توصل الموظفين أجورهم الشهرية، مما نتج عنه ارتفاع أسعار المواشي قبيل عيد الأضحى، وزيادات قياسية في الأثمنة… بل هناك من الأسواق (على مستوى الأطلس المتوسط مثلا) من سجل بها احتكار الشناقة وشراء جل رؤوس الاغنام (الخرفان) بغرض نقلها وعرضها في اسواق بمناطق اخرى خاصة بالشمال وبالغرب، بحسب ما أشار إليه احد المواطنين بمدينة آزرو كونه أمس الثلاثاء تزامنا مع السوق الأسبوعي وقف صباحا على وفرة رؤوس الخرفان، وما بعد الزوال عند عودته لاحظ أن العرض في السوق اقتصر على رؤوس الشياه (الخروفات)، ولما استفسر في الأمر تلقى ردا بكون الشناقة “شطبوا السوق من الحوالة لتحويل الاتجار بهم الى مدن الشمال!”..

وفي خلاصة واقع الأسواق ورؤوس الأغنام المعدة لأضحية العيد لهذا العام، وفي حديث مع أحد المسؤولين، قال بأن أسعار الأغنام المعدة للذبح طبيعية، وتتوافق مع القدرة الشرائية للمواطنين، وذلك بفضل وفرة العرض، وأن الأسعار تختلف بحسب سلالات المواشي وجودتها ومنشئها، وكذلك حسب العرض والطلب، موضحا أنه مع وفرة العرض سيجد أي مواطن السعر الذي يناسبه.

(@) وهنا نقدم لكم رسما تبيانيا لمتوسط سعر الاسعار (بالدولار) في بعض دول العالم العربي:

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.