في 8 مارس

0

نهاد الجريري صحفية في دبي – ريحانة برس

هو فرصة للمراجعات والاحتفال بالإنجازات. نحن في الرقعة العربية تحديداً، لا نزال نحتاج إلى تعديل قوانين أو إدخال قوانين جديدة تضمن رفاه نسائنا وبناتنا. والأهم، نحتاج إلى تعديل سلوك على مستوى المجتمع، ومنه مجتمع النساء، لتقبل هذا التغيير ودفعه بإيجابية حتى لا نظل ندور في حلقة مفرغة.

فكلما أتممنا مهمة فهو كأنما ”أحيينا“ امرأة أو بنتاً وربما أسرة … ولنا أن نتخيل ما بعد الأسرة.

وحتى نستطيع إتمام المهام بنجاح، يجب أن نتقبل قصورنا حتى لا نعاود الخطأ. نحتاج أيضاً إلى الاستفادة من تجارب مجتمعات أخرى في بلدان أخرى. ومهم جداً أن لا نستنسخ التجارب استنساخاً. بل أن نشرحها حتى نستفيد مما يصلح لنا.

بعض النشاطات النسوية المخلصة لا تدرك أو تتهاون في مسألة تطويع التغيير بما يتسق وخصوصية المجتمع وبالتالي تحقيق المطلوب. المهمة صعبة ولهذا نحتاج إلى الجميع شركاء. وما لا نستطيع تحقيقه اليوم، لا بأس، نحققه غداً.

**

وضع المرأة عربياً؟

أعتقد أن وضع المرأة العربية بشكل عام في تحسن. لننظر إلى حضور المرأة في التعليم والعمل. قوانين تحسين بيئة العمل للنساء. تحسين قوانين حماية المرأة والأسرة. لكن مع هذا تبرز تحديات جديدة. فكما أن العالم حولنا تغير، نحن أيضاً جزء من هذا التغيير. وكما أن العالم يتحرك بوتيرة سريعة، بتنا نلهث أحياناً.

وللأسف، عند أول منعطف أو مطب؛ أول ما يُلقى اللوم على المرأة في تعليمها وعملها. ولهذا نحتاج دائماً إلى تعزيز المكتسبات التي تحققت. فلماذا لا نزال نعاني من اختلاف الأجور بين العامل والعاملة. لماذا لا نزال نعاني في التعامل مع العاملات الأمهات؟ لماذا لا نزال نعاني في التعامل مع العاملات العازبات؟ لماذا لا نزال نعاني في قوانين الزواج والطلاق والحضانة؟ لماذا لا نزال نتحدث عن حق المرأة في منح جنسيتها لبناتها وأولادها؟ لماذا لا نزال نتحدث عن الزواج المبكر؟ لماذا لا نزال نتخبط في التعامل مع المرأة ”كتابع مُستباح“ في الشارع والعمل. كل هذه أمور يُفترض أن نكون قد تجاوزناها الآن.

 

كل هذا يستدعي إعادة النظر في تربية الأولاد والبنات. وفي هذه المسألة، لا نزال نحتاج إلى إعادة النظر في المناهج بطريقة ذكية تحافظ على قيم المجتمع وتحتفي بخصوصيته بدل استنساخ أعور دائماً يأتي بالنتائج الخطأ. نحن هنا. نعم. ولكن المشوار طويل.

***

ماذا أتمنى في اليوم العالمي للمرأة المقبل؟

كصحفية، أتمنى أن يأتي اليوم العالمي للمرأة العام المقبل ونحن نحتفل بإنجاز حق المرأة في منح جنسيتها لبناتها وأولادها. هذا يعني الكثير ليس فقط للمرأة ولكن لمجتمعات بأكملها. وقانونياً، يمكن البناء عليه في تسهيل استحقاقات أخرى في المدونات المدنية … زواج، طلاق، حضانة مجتمعياً أيضاً، سيعزز مكانة المرأة ومسؤوليتها كمواطنة كإنسانة.

أتمنى أن يأتي العام المقبل وقد فرغنا من الحديث عمّا تلبسه المسلمة في الدول العربية والمسلمة وفي الدول الغربية أتمنى أن يأتي العام المقبل، وقد تداوت آلام الإيزيديات اللواتي وقع عليهن ظلم أعادنا قروناً إلى الوراء. للأسف، الحركات النسوية في العالم العربية لم تنصف الإيزيديات في تلك المحنة. أو ربما جاء التدخل متأخراً ومتواضعاً. فهذه المظلمة تقع في صلب فهمنا لذاتنا كمجتمعات عربية ومسلمة.

هذه مظلمة عرّتنا أمام أنفسنا رجالاً ونساء في هذه الرقعة. يجب أن تظل هذه المظلمة حاضرة في سؤال: كيف وصلنا إلى هناك؟ وحاضرة أيضاً من باب الاعتراف بفضل رجال ونساء عرب في المنطقة ساعدوا الإيزيديات على الهرب من ذلك الجحيم. يجب ألا ننسى هؤلاء أيضاً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.