شاكير ولد الحومة - ريحانة برس

0

شاكير ولد الحومة – ريحانة برس

لا حديث ولا كلام في الوسط السياسي المراكشي، الا عن تركيبة المجلس الحالي، الذي يتراسه الرئيس سمير كودار المنتمي الى حزب الأصالة والمعاصرة، وبحنكته استطاع أن ينتزع المشعل من الرئيسين السابقين، أحمد خشيشن، وأحمد التوزي، المنافسين له قبل انتخابات 8 شتنبر 2021،

واستطاع أن يفوز برئاسة مجلس جهة مراكش آسفي، بأقل تكلفة مالية وسياسية، لأن الوالي السابق (قسي لحلو) كان هو المنسق لحزب الجرار من بداية الحملة الانتخابية الى نهايتها، لكن قسي لحلو (مسكيييييييين) لم تنفعه تنسيقية حزب (البام)، ولا حبه لرجالات ونساء الاصالة والمعاصرة بجهة مراكش اسفي، بل وجاهد بكل جهده من اجل ان ينصب سمير كودار باسم الاصالة والمعاصرة على قائمة راس جهة مراكش اسفي، والمنصوري على رأس عمادة جماعة مراكش باسم حزب (البام)، وكذا عدد من الجماعات والمجالس كغرفة الفلاحة والصناعة والتجارة والخدمات وعدد من المجالس الإقليمية، وكان منسقا عاما للأحزاب الثلاثة حزب الاصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار.

 

والغريب في الأمر، أنه لم ينفع (قسي لحلو) كل هذا العمل الذي سهر من اجله ليلا ونهارا، بل وحارب جميع الأحزاب الأخرى، وعلى راسها حزب العدالة والتنمية، وأصبح الكل يتذكر أيام الانتخابات وخاصة بداية الثمانينات واواخر التسعينات ولم تنفعه لا تنسيقية الأحزاب ولا رجالات ولا نساء هذه الأحزاب.

ورغم كل هذه المجهودات الجبارة، في الأخير تم التشطيب عليه من وزارة الداخلية وذهب إلى حال سبيله ولكن كما يقولون: (المزيودة عامرة)، وبمجرد ما تنحى من رئاسة إدارة الولاية بجهة مراكش اسفي، أصبحت العيوب تظهر في اغلب الجماعات والمجالس بجهة مراكش اسفي تتفكك اغلبيتها المصنوعة، وفي الايام الاخيرة اخذ اغلب أعضاء  مجلس الجهة يفكرون وينسقون في الخفاء من أجل مقاطعة الدورة القادمة لأنهم فهموا ان دورهم في مجلس الجهة إنما هو للتصويت فقط، كما ان اغلب أعضاء المجلس يحسون بالتهميش والاقصاء.

فهل فعلا انتهت مدة السحر وانقلب السحر على الساحر؟، كما يقال “الفقيه اللي كنا نترجاو باراكتو دخل للجامع ببلغتو”، فالمجلس اليوم بلغ نصف ولايته، والساكنة التي صوتت على أعضاء هذا المجلس، لازالت تنتظر وتتساءل حول مآل المشاريع التي وعدهم بها في الحملات الانتخابية السابقة.

ويتساءل المتتبع للشأن العام المحلي عن الحصيلة التي راكمها مجلس جهة مراكش اسفي، والتي تبقى هزيلة وضعيفة، كما يعرف ان اغلب أعضاء المجلس ونواب الرئيس مسهم التهميش والإقصاء من قبل الرئيس والرئيس المنتدب، لأنه في الغالب وكالعادة، مجلس جهة مراكش آسفي ينتخب رئيسا للمجلس والرئيس ينتخب رئيسا منتدبا للمجلس، وهو الذي يصول ويجول ويفتي في (الشاذة والفاذة)، منذ ولاية عبد العالي دومو مرورا بحميد نرجس واحمد التويزي وأحمد اخشيشن.

كما ان اللجان العاملة بمجلس الجهة في اجتماعاتها، تتم مناقشتها خارج إدارة المجلس، إما في المقاهي وإما في الصالونات وإما في دار المنتخب بحي جليز.

أليس من العبث يا أولي الأبصار، ان تجتمع اللجان وأعضاء اللجان خارج إدارة المجلس، لماذا؟ فدار المنتخب للمنتخبين، وليس لأعضاء مجلس جهة مراكش اسفي، كما هو الشأن بالنسبة لاجتماعات باقي المجالس الفلاحية والصناعية والتجارية والخدماتية.

وذلك كما رسم لها فطاحلة السياسة، والذين أسسوا مجلسا قويا كان يشبه بمجلس النواب، وكانت تطرح فيه الأسئلة الشفاهية والكتابية، وكانت دورات المجلس بمثابة عرس ديمقراطي للمنتخبين والسياسيين والمثقفين والإعلاميين والحقوقيين وكافة أطياف المجتمع المدني.

كما كانت جلسات دورات مجلس جهة مراكش اسفي (سابقا)، تحضرها شخصيات وازنة، ورؤساء المصالح الخارجية وعمال اقاليم الجهة، وحين يتم طرح سؤال شفهي وبعد الجواب عليه يرد العامل او الوالي او مدير مصلحة معينة، بكل علم واريحية وثقة في النفس فيخيل اليك وكأنك جالس في قاعة بمجلس النواب، وليس مثل جلسات أعضاء المجلس الجهوي في هذه الولاية والذين يوجد من بينهم من قطر بهم السقف وأصبحوا محللين وسياسيين ومسؤولين وجهويين واقليميين في رمشة عين.

فالمتتبعون للشأن السياسي  يتساءلون، عن ماذا حدث بمجلس جهة مراكش اسفي؟ فهل مقر جهة مراكش اسفي مقرا اداريا للمنتخبين والسياسيين والحقوقيين والاداريين والإعلاميين، ام انه مقر لحزب الاصالة والمعاصرة؟، ولماذا رئيس المجلس يقوم بتهميش واقصاء أعضاء المجلس المنتخبين من الشعب؟ هل هم أعضاء لم يرقوا الى مستوى الرئيس او بعض النواب المحظوظين بالمكتب؟.

الجواب، هو أن رئيس مجلس جهة مراكش اسفي الأستاذ سمير كودار لم يستطع ان يوفي بعهده الذي تعهد به  اعضاء المجلس الذي انتخبوه رئيسا بالإجماع، كعادته، وان الرئيس نسي نفسه ان الجميع يسجل عليه (الشاذة والفاذة)، وكان في احدى الندوات الصحفية بدار المنتخب، حين طرح عليه السؤال والذي مفاده، لماذا غيبت الاعلام والصحفيين عن اشغال المجلس ولم تتواصل مع الصحافة بجهة مراكش اسفي؟؟.

وبعد مرور نصف ولايته على راس المجلس، وتعهده هو والأستاذ احمد خشيشن الرئيس السابق ونائبه بالسير على سنة الأستاذ والمفكر والسياسي المحنك والمؤسس لمجلس جهة مراكش اسفي، عبد العزيز المسيوي، الذي كان ينظم بالمناسبة يوما دراسيا حول الاعلام والصحافة وكان في الغالب يوما دراسيا في المستوى المطلوب، لكن لم يوفي بعهده، والمتتبع للشأن المحلي والجهوي يلاحظ ان المشاريع التي كانت تخرج للوجود في الجبال والقرى والمداشر والدواوير وجميع مناطق الجهة لم ترى النور لحد كتابة هذه السطور.

لكن للأسف الشديد لاتزال الجهة غائبة او متغيبة لا في المشاريع، ولا في الاعلام ولا في التواصل مع المجتمع المدني، وحتى أعضاء المجلس لم يحضوا بالتواصل مع الرئيس الا بعض المحظوظين او الموالين لحزب الرئيس.

اللهم ان هذا منكر، لقد كانت جهة مراكش تانسيفت الحوز سابقا، ومراكش اسفي حاليا يضرب بها المثل، وكانت في بدايتها لها اشعاع كبير، جهويا ووطنيا ودوليا، وابرمت عددا كبيرا من الاتفاقيات والتوأمات بين المجالس داخل المغرب وخارجه كالمجالس العربية والافريقية والاوربية والاسيوية والأمريكية، وكان أعضاء المجلس بجهة مراكش في عهد عبد العزيز المسيوي وعبد العزيز السعدي وعبد العالي دومو واحمد التويزي في عطاء وتقدم، ويضرب بهم المثل في العطاء ونكران الذات، لكن اليوم يبدو ان مجلس سيدي بوعثمان افضل من مجلس جهة مراكش اسفي، وأعضاء بلدية سيدي بوعثمان افضل بكثير من أعضاء مجلس جهة مراكش اسفي، بل والجميع يصنف أعضاء مجلس جهة مراكش اسفي الحاليين بالأعضاء الموافقين.

فهل سيغير الرئيس سمير كودار من سلوكه ومعاملته؟ وخاصة مع أعضاء المجلس الذين انتخبوه بالإجماع، هل الرئيس سمير كودار سيبقى على حالته التي كان عليها منذ تدشين هذه الولاية بشرها وخيرها؟، فالتاريخ يسجل على كل شخص يتحمل مسؤولية من المسؤوليات وخاصة فيما يتعلق بالشأن العام المحلي والجهوي والوطني، كل صغيرة قبل الكبيرة، نتمنى ان يستيقظ رئيس المجلس الجهوي من غفلته وغيبوبته، والى ان يستيقظ ضمير المسؤولين نعزي أنفسنا فينا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.