نوراليقين أحمد - ريحانة برس

2

نوراليقين أحمد – ريحانة برس

لعل القارئ قد يظهر له أنه مجرد سؤال عادي يطرحه المغاربة ، كما أن الاغلبية العظمى ستجيب بكون الموضوع سياسي يتعلق بقضية الصحراء لكن الامر أبعد من ذلك بحسب ما سنوضحه ..

نعم ! القضية تتجاوز ما هو سياسي فقد عرت مباراة كروية جرت في اطار كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم سبب هذا الكره حيث رفض الفريق الجزائري “اتحاد العاصمة” إجراء المباراة بدعوى إرتداء الفريق المغربي “نهضة بركان” لأقمصة تحمل خريطة المغرب كاملة من طنجة إلى الكويرة و هو ما أدى إلى إلغاء المباراة و في النهاية أعلنت لجنة الأندية بالكاف انتهاء المباراة بفوز الفريق المغربي و قد حصل و للأسف نفس السيناريو في مباراة الإياب بالمغرب.

كما ذكرت فهي ليست مجرد مباراة عادية لكرة القدم فهذه الحادثة تظهر كيف أن النظام الجزائري يحاول إدخال السياسة في جميع المناسبات حتى الرياضية منها ، و هي مباراة كشفت إزدواجية الخطاب الجزائري الذي أعلن رئيسه أكثر من مرة أن الجزائر لا دخل لها في نزاع الصحراء !.

و من المعروف أن النزاع حول الصحراء هو نزاع دائر بين جهتين، دولة قائمة معترف بها في منظمة الأمم المتحدة لها مؤسسات و قوانين و أنظمة عاصمتها الرباط و كيان وهمي اسمى نفسه “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” غير معترف به يجعل من ولاية تندوف الجزائرية عاصمة لها و مكانا لاحتضان جماعات إرهابية لها علاقات وطيدة مع حركة “طالبان” و “داعش” و تنشط في مجال تمويل الارهاب و نشر التسلح في المنطقة.

و بالعودة إلى السؤال يتضح أن الشغل الشاغل للنظام الجزائري هو جعل قضية الصحراء قضية شأن داخلي ، و هذا يظهر من خلال رفض الفريق الجزائري إجراء المباراة بينه و بين نظيره، و هو ما انعكس حتى على خطاب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي جعل من “مشكل الخريطة” مسألة تتعلق بالمساس ب”السيادة الجزائرية”.

و سريعا ما اظهر النظام الجزائري كرهه الشديد حيث بالتزامن مع هذه الأزمة الكروية فقد أجرى الرئيس الجزائري اجتماعا ثلاثيا بينه و بين نظيريه التونسي و الليبي و قد كان الهدف هو جعل المغرب متهما مباشرا في الموت السريري لاتحاد المغرب العربي علما أن المملكة المغربية لم تتلقى أي دعوة رسمية لحضوره.

و من المعلوم أن وسائل الإعلام الدولية قد فسرت كون هذا الاجتماع قد جاء في إطار خروج الجزائر من عزلتها الإقليمية و الدولية، و من أجل تجاوز نكساتها الداخلية بالمقابل يظهر ذلك “المغرب” القوي القريب من اوربا و الممتد في افريقيا و الذي هو ليس في حاجة إلى الجزائر أو غيرها لإثبات ملكية أرض هي في الأصل جزء منه و لا تعاني من أية نعرات داخلية (يتبع

2 تعليقات
  1. محمد يقول

    مقال جميل يستحق النشر

    1. admin يقول

      مقال متزامن مع التطورات السريعة الحالية ، شكرا لاهتمامكم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.