تشوهات الشبكة الطرقية بإقليم إفران تعود للواجهة، وجمعية حقوقية تندد باختلالات أشغال مقطع طرقي “نموذجا”

0

ريحانة برس-محمد عبيد

أضحت المعيقات البنيوية للشبكة الطرقية بإقليم إفران خاصة على مستوى العالم القروي تتكرر كلما نزلت بالإقليم أمطار عاصفة لتكشف ولتخلف أسفا على مصير الاشغال والمنجزات بعد إنشائها بعد أن غابت عنها العقلانية ولتفرز بأن هذه المنجزات كانت عند قيامها في حاجة إلى مسؤولية حقة بضبط واحترام مجال الصيانة، ولضمان جودتها، خاصة في مجال بناء الطرق غير المصنفة بغية رفع العزلة عن المناطق القروية والجبلية، والذي يستهدف إنشاء آلاف الكيلومترات من الطرق..

وقد عرت الكارثة الطبيعية “الرعدة المطرية” التي أصابت الطريق المعبدة رقم 10-72 الرابطة بين جماعتي عين اللوح ووادي إيفران السبت الاخير (18يونيه2022) والتي نتج عنها قطع هذه الطريق في وجه حركة العربات، عن واقع البنية الطرقية بالإقليم ككل..

الطريق التي كان أن جاءت ضمن إطار البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية يربط بين عين اللوح وزاوية إفران وخصص لها غلاف مالي بلغ 7 ملايين درهما فقط لإعادتها، لكن العاصفة المطرية الأخيرة فندت كل ما تتغنى به الدوائر المسؤولة بإقليم إفران من اجتهادها لأجل ضبط عمليات بناء وتحديث المسارات والطرق إن الوطنية أو الإقليمية اوالقروية في مختلف الجماعات الترابية بالإقيلم، ومعلنة أن هذه الرقابة والمراقبة تعد جزء من اهتماماتها لمكافحة التفاوتات الإقليمية والاجتماعية وخاصة في المناطق القروية…

برامج لمقاطع طرقية داخل إقليم إفران يتم تمويلها من قبل صندوق التنمية الجهوية، وصندوق التنمية القروية والجبلية وجهة فاس – مكناس، والمجلس الإقليمي لعمالة إفران، تستدعي ضرورة اعتماد مقاربة مسؤولة أبانت الكوارث بأنها يغيب عنها منظور إستباقي يعالج الأسباب بدل الإكتفاء بمعالجة النتائج وانتظار الأمر الواقع…

برامج تتكرر وتعاد أحيانا برمجة بعض منها تتطلب توفير أغلفة مالية يتم رصدها لها كل سنتين الى خمس سنوات لا تقل عن المليار من الدراهم في أضعف تقدير، مما كان سببا في مناسبات متكررة في ارتفاع أصوات سواء من ساكنة جبلية او من جمعيات مدنية او حقوقية نادت ولازالت تنادي بالعمل على الانتباه إلى هذه المجالات لتمكين الساكنة ومستعملي الطرق من بنية طرقية آمنة، متوخاة أن تضاعف الجهات المختصة جهودها في هذا الاتجاه، بهدف فتح طرق أخرى في المناطق القروية، وتحسين عدد من الطرق المتدهورة، مثل الطريق على محاور مناطق اشجار الارز التي تربط الطريق الوطنية13 في دار الأرزية بعين اللوح، وبحيرة ويوان عبر بحيرة أفنورير، والطريق القروية التي تربط ضاية عوا بـصفرو عبر ضاية إيفر، من بين طرق أخرى تسترعي العناية اللازمة بها، سيما وأن القطاع الطرقي يعد رافعة للتطلعات الاقتصادية والسياحية للإقليم، إذ بات يلعب دورا هاما في تحريك عجلة النسيج الاقتصادي المحلي والجهوي بحكم موقع المنطقة الجغرافي، وما تزخر به هذه المنطقة من مقومات طبيعية… كما أنه يشكل رافعة للتنمية باعتباره مرتبطا بكافة المجالات الحيوية الأخرى كالسياحة والفلاحة، إذا علمنا أن الشبكة الطرقية المصنفة بإقليم إفران يبلغ طولها 814كلم من بينها 608كلم طرق معبدة ( أي78%)، و206 كلم في حالة مسالك.

ففي آخر صيحة تندد بتقوية شبكة الطرق وتحسين البنية التحتية بإقليم إفران وتجاوز الاختلالات عند إنجاز الأشغال، أثارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان -فرع أزرو، في تقرير معاينة لها في موضوع الطرقات حالة طريق بالإقليم، وما وقفت عليه من حالة كارثية التي أصبحت عليها الطريق الوطنية 13، الرابطة بين أزرو والراشيدية، المقطع الطرقي غابة أزرو بين أزرو في اتجاه هبري، الذي توقفت أشغال توسيعه بدون سابق إنذار، ومعلنة بأنها عاينت مجموعة من الخروقات والتي تشكل خطورة على مستعملي هذه الطريق وسيما بالليل من قبيل ترك أكوام من الحجارة والصخور والمخلفات بجانب الطريق مباشرة وبدون اي علامات تحذير، زائد إزالة حواجز الاصطدام بالمنعرجات مما تركها بدون اي حماية خاصة مع وجود حفر كبيرة وحافات خطيرة،..

وذكرت الجمعية في تقريرها الذي عممته على الرأي العام المحلي بأن مكتبها في أزرو تلقى العديد من الشكايات من مستعملي هذه الطريق لما تشكل من خطورة على مرتاديه.

وعبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأزرو عن استنكارها هذا الإستهتار بسلامة وأرواح مستعملي هذه الطريق أساسا مع تزامن هذا الوضع مع بداية العطلة الصيفية وتوافد الجالية بالخارج وعيد الأضحى، وما تعرفه الظروف من رفع من عدد المسافرين عبر هذا المقطع..

ولتتوجه الهيئة الحقوقية لكل الجهات المعنية، وعلى رأسها عمالة إقليم إفران والمديرية الاقليمية لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بإفران، لتحمل مسؤوليتها والتدخل العاجل لمعالجة هذه الكارثة، معلنة بأنها ستوجه مراسلة في الموضوع لكل المتدخلين قصد التدخل.

ويذكر أن المقطع الطرقي على الوطنية رقم 13 الرابطة بين أزرو وهبري كان أن خصص له خلال العشرية الأخيرة غلاف مالي بلغ 24,5 مليون درهما للانجاز ومايتطلبه من صيانة، وكان أن عرف تعثرا نظرا للإجراءات القانونية لاسيما مع المندوبية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إذ تتميز هذه الطريق بتواجد أشجار الأرز على قارعة الطريق ما يحتم استحضار الاهتمام بالبيئة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.