إقليم شفشاون:تشويه معالم جيولوجية طبيعية بشاطئ اسطيحات: عشوائية وتخريب للملك العام وصمت مريب للسلطات

0

ريحانة برس- عبدالإله الوزاني التهامي

 تفاجأ زوار قرية اسطيحات/تيجيساس – المنتمية لإقيل شفشاون – بمشاهد مقززة مقرفة منفرة، اجتاحت أحجار ضخمة محاذية للشاطئ، وذلك بطغيان صباغة جيرية بيضاء وزرقاء عليها مما أفقدها جماليتها وعذريتها الطبيعية التي يجب أن تبقى كما هي وأن يحافظ عليها بكل الوسائل.

عشوائية تامة تكتسح بعض أهم نقط شاطئ اسطيحات وعلى رأسها هذه النقطة الاستراتيجية بحيث كان المطلوب أن يتم مسح الأحجار الشاهقة بمواد لامعة خاصة بذلك، ليزداد اللون الرمادي والمائل إلى السواد -ليزداد- بروزا وتجليا، في إطار تجميل المرافق والمواقع والمعالم، أو على الأقل تركها كما هي مع تنظيف محيطها. لا تغيير صورتها الأصيلة بطلاء جيري وكأنها مقابر أو أضرحة أو بيوت.

أحجار اسطيحات القريبة من حي البام المسماة “حجرة المصابغا”، تعد تراثا ماديا جيولوجيا طبيعيا، على المسؤولين إيلاءه الأهمية المستحقة، باستشارة أخصائيين ومهتمين قبل لمسه والتصرف فيه بمثل العشوائية والشوهة التي نراها الآن.

وأما السلم -الدرج- فيجب أن يبنى بقطع من جنس نفس حجارة المنطقة، سواء الحجارة “الجبلية” أو الحجارة “البحرية -الميلق-، لأن المكان مكان طبيعي يجب محاكاته والتجاوب والتفاعل معه بنيويا وهندسيا بما يتطلبه، لا بكتل إسمنتية وغيرها، التي مل الناس منها وهجروها في المدينة بحثا عن عذرية الطبيعة وجماليتها الساحرة، لا يفعل ما فعل بهذه الأحجار الجميلة إلا فاقد للذوق وفاقد للحس الجمالي.

وبالتعبير الصريح لا يحق لأي كان التصرف على هواه في شيء مشترك بين عامة المواطنين والناس، ساكنة وزوارا مغاربة وأجانب، إذ أن هذا الفعل يعتبر إخلالا بالذوق العام مثله مثل الإخلال بالأخلاق العامة.

ما هذا العبث بالتراث البيئي والجيولوجي، وما هذا العبث بالممتلكات والفضاءات العامة؟!

أليس لهذه الجماعة مسؤولون وفاعلون عقلاء يراقبون ويتتبعون كل صغيرة وكبيرة خدمة للصالح العام ومساهمة في إبراز جمالية البلدة وإشهار تراثها والتعريف به.

 وأما إذا أطلقنا العنان لآلة العبث والعشوائية فإنه من غير المستغرب أن يتم يوما ما “تجيير” رمال وحجيرات الشاطئ لتشبه زبد البحر، الذي يذهب جفاء مثلما تذهب الارتجالية والعشوائية في منطقتنا بفرص التنمية المطلوبة هباء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.