ريحانة بريس – محمد اليحياوي
يظن أغلب الناس من المغرومين بالبطولات الأجنبية الاحترافية في أوروبا أو غيرها أن الاحترافية تكمن في الإمكانيات و ضخامة رؤوس أموال الفرق ، و ثقل أسماء اللاعبين و النجوم التي تلعب لها إلى درجة تجد حديثهم يدور عن ذلك دون أن ننسى ولعهم بمشاهدة مقابلاتهم.
خاصة تلك الفرق التي يناصرونها ، إلى درجة الفرح لفوزها ، أو الحزن لخسارتها يتلونون بألوان فرقهم و يتنافسون على اقتناء قمصانهم الرياضية إلى درجة أن البعض يتسمى بأسماء لاعبيه المفضلين في ظنهم أنها كذلك من الاحترافية و لكن هل الاحترافية هي كذلك؟
في الحقيقة ما ذكرته سابقا هو فعلا جزء من عالم الاحتراف في كرة القدم
و لكن قبل الماديات هناك جزء مهم و أهم ألا و هو احتراف الذهنيات نعم ، العقليات بمعنى آخر، و هنا نسأل أنفسنا؟ هل نحن بذلك المستوى؟ هل نحن على قدر المسؤولية في تحقيق ذلك؟ و الجواب هو لا.
اندهشت عندما أعلن عن انطلاق بطولة احترافية في بلادنا، و الحقيقة أن دهشتي زادت عندما شاهدت مستوى الفرق ، و العقليات التي مازالت تسير بها الفرق، فأدركت حينها أن الاحتراف في بلادنا لا يحمل من المعنى سوى لفظه.
نعم الاحتراف في بلادنا يتكلم عليه البعض و كأنه يلعب على جهاز بلايستيشن
عفوا و لو أن ذلك حقيقة غير أننا بعيدون عن ذلك ، و الدليل في ذلك العنف داخل الملاعب ، ضعف التحكيم، فرق تتسول الأموال من أجل إكمال البطولة
، بنى تحتية هشة ، ملاعب أكل عليها الدهر و شرب، مدربون دون المستوى
دون أن ننسى غياب الطب الرياضي و هياكل الاستقبال من فنادق و مركبات ، و قناة رياضية لمواكبة الحدث بمواصفات جد حديثة وواصفين رياضيين لهم ثقافة رياضية ،و صحف رياضية ذات مصداقية، و جمهور مثقف رياضيا……إلخ
و الأهم فرق تسيرها شركات استثمارية ، تمول نفسها بنفسها و تؤسس نفسها كشركة ، لا فرق متسولة تسيرعلى نفقات الدولة ، ثم لا يمكننا أن نغفل ضرورة فتح مدارس للتكوين و الاهتمام بالفئات الشبابية على أنها الممون الرئيسي للفرق باللاعبين و النجوم، و أن نضع جانبا العصبية و الجهوية ، و عقلية التفلسف التي لم تجلب لنا سوى الويلات ؛ و في الأخيرالاحتراف الحقيقي أولا لابد أن يكون احتراف العقليات و الذهنيات نحو تسيير أفضل يجعلنا نتطلع نحو بطولة احترافية بكل المقاييس تجعلنا على قدم المساواة مع البطولات الأخرى.