0

علي بن صالح الغربي السوسي – ريحانة برس 

 قبل مدة صرح عبد المجيد تبون رئيس الجزائر بالنيابة لأحد القنوات الإعلامية الأجنبية باللغة العربية أنه ” لا عودة للجزائر مع المغرب ” ، ولا ندري عن اي عودة يتكلم عبد المجيد تبون وهو اليوم يعيش على صفيح نار ملتبهة بين فرقتين من كبار ضباط الجيش الجزائري الشعبي .

    هو صراع حرب داخلية عسكرية خفية بين فصيلين من كبار ضباط قتلة من كارتيلين في شأن ولاية ثانية لعبد المجيد تبون صاحب التصريح الصحفي رئيس الجزائر بالنيابة ، المعين من طرف كبار كارتيلات الجيش الحزائري ، وقد حمي وطيس الصراع أخيرا بين الفصيلين

  مما زاد في تصدع الشرخ الذي بينهما وهما الجنرالات الحاكمين المتقاعدين منهم ، والجنرالات الذين لازالوا يرتدون الزي الرسمي وهم في القوة أقل نفوذا من رؤسائهم المتقاعدين الذين لا زالوا اقوياء لأسباب خارجية . وضمن هذين الفصيلين رجال أعمال جزائريين في دولتين أوربيتين ، منهم دولة كانت تحمي ضباطا جزائريين خرجوا من الجزائر أيام متابعة رئيس الأركان نائب وزير الدفاع الأسبق المقبور أحمد القايد صالح لبعضهم والذين تولوا بعد هلاكه مناصب عسكرية أمنية في أجهزة صلبة ، … لا أريد ذكر الأسماء . ودولة ثانية أوربية تحمي مصالح العديد من كبار حكام الجزائر وأهمهم رؤوس الضباط العسكريين من الفصيلين .

 ، وفي مقابل هؤلاء فصيل ثاني هو أيضا من كبار الجنرالات سنا ومرتبة ونفوذا يساندهم رجال أعمال كبار كذلك من بينهم مقاولين ومستثمرين سماسرة يضعون رجلا في الجزائر والرجل الأخرى في الدولة الأوربية الأم لحملهم جنسية تلك الدولة الأوربية

هاذان الفصيلان هما المحور القوي في تعيين الرئيس القادم للجزائر ومن سيمثل الجنرالات كالعادة . فمنهم من رضي ببقاء الرئيس الحالي لطاعته للأوامر وعدم تدخله فيما لا يعنيه ، وقبوله للمساحة الضيقة التي خوله إياها الذين نصبوه رئيسا بالنيابة عنهم ، وهم بقايا أحمد القايد صالح الهالك ، وهؤلاء في صراع داخلي مع الفصيل الأول الذين غير راضين عن الرئيس الحالي ، بسبب أخطائه التي يتتبعونها بالمنقاش وأكبرها خرجاته الإعلامية التي لا تنم عن نضجه الرئاسي ، ولا عن اتباع خريطة السياسة الخارجية مع من وضعوه رئيسا على الشعب الجزائري المخنوق ، وعلى رأسهم الفريق أحمد القايد صالح رئيس الأركان الأسبق نائب وزير الدفاع. ووافق عليها تبون على مضض من غير اعتراض.

وبعد تدخل مؤسسة عريقة للسياسات الخارجية… لدولة غربية بين الفريقين أخيرا ، وهذه المؤسسة الدبلوسياسية تلعب على الحبلين ، وصل الجميع إلى حل يرضي الأطراف بأن يقدم كل فريق من المتنازعين الاثنين على ترشيح شخص للرئاسة القادمة ثم يكون التوافق عليه .

فالفصيل الأول أظهر اوراقه بتقديم إسم مرشحهم للرئاسة القادمة (…) ، وفريق تبون لا زالوا يصارعون لإبقائه لولاية قادمة شرط ان يلتزم تبون بما سبق الموافقة عليه ، في حياة عرابه أحمد القايد صالح ، وأن لا يستجيش عليهم ليتقوى بدولة أخرى (…) حتى انه ذهب لطلب حماية شخصية لمحيطه الأمني يكون ضمنهم عناصر من قوة خاصة من جهة …لا يتحكم فيها الجيش .

هذا زيادة على أوامر أخرى ستضعها امامه مجموعة الغاضبين عليه منها منصبا ساميا قريبا منه لمرشحهم للرئاسة إن وافقوا على بقاء تبون رئيسا للجزائر بالنيابة .

وحتى ينقذ رئيس موظفي قصر المرادية الناطق الرسمي باسم فصيل من الجيش عبد المجيد تبون رأسه من استئصاله من فريق الصقور الذين يتربصون به ، و الذين يحضرون بل حضروا خلفه لقصر المرادية ، و حتى يمنع طرده من المرادية هرب حافيا إلى الأمام تجاه المغرب ليصرح أنه لا عودة مع المغرب ، في لقاء صحفي مع قناة دولية ناطقة باللغة العربية .،وكان وراء اللقاء الصحفي ما وراءه من الاسباب ….

والسؤال المطروح هو :

هل لا عودة مع المغرب للجزائر ؟!!!

أم لا عودة لتبون بعد نهاية تعيينه رئيسا بالوكالة إلى قصر المرادية ؟!!!

إن عبد المجيد تبون الناطق الرسمي باسم فصيل من الجيش الجزائري يعيش اليوم في مستنقع أخطائه التي لم يتحملها الفصيل الأول الذين كانوا يسعون لتنصيب منافسه رئيسا بالوكالة في الانتخابات السابقة ، ذلك الخيار الذي تبناه جنرالات يقبعون اليوم في السجون ، رغم قربهم في تلك الايام من رئيس الأركان نائب وزير الدفاع الجزائري أحمد القايد صالح الذي أدى ثمن تعيينه لتبون وركوب رأسه وعدم الانصياع للجهات… بحقنة وريدية على شكل مشروب قطع نياط قلبه .

ولهذا السبب ظهر عبد المجيد تبون يتباكى على جنازته خوفا من ان يلحقوه به .

قلت : ومن بين من لم يوافقوا في أيام الفريق القايد صالح رئيس الأركان نائب وزير الدفاع الجزائري جنرال الأمن الداخلي… آنذاك المسجون الذي قيل انهم انزلوه من رتبة جنرال إلى رتبة عريف ( كبرال) وهذا غير صحيح ، فالقانون العسكري يشترط لهذا محاكمة عسكرية على واحدة من ثلاثة جرائم… وبعد إدانة المتهم لا بد من مرسوم رسمي من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الجزائري لتنفيد الحكم بنزع الرتبة العسكرية من المتهم ، وهذا كله لم يحصل . فرغم قرب الجنرال المسجون… اليوم من الفريق القايد صالح آنذاك فهو كان غير موافق على تعيين عبد المجيد تبون ناطقا باسم الجيش رئيسا عنهم بالنيابة .

فالمساحة الضيقة التي تركتها مجموعة القائد أحمد صالح ليتحرك فيها تبون حتى لا ينكشف أمرهم لم يحسن تبون التصرف فيها لسداجته السياسية وغبائه الذهني وإهانته ذاكرة السياسيين بالتدليس عليهم بالكذب ، ومحاولاته تجاوز فصيل الصقور وتخطيهم بالاستجاشة عليهم بدولة اجنبية بخنق انفاسهم ثم إقصائهم . في الوقت الذي كان فريق الصقور يتتبعون حركاته ويحسبون أنفاسه على كل خطوة يتقدمها وفي الحقيقة كان يتأخر إلى الوراء حسب تلك المجموعة .

فاستعانوا عليه بالدولة الام التي ربتهم ولا زالت تحمي مصالحم عندها ،وظهر ذلك في زيارة رئيس تلك الدولة للجزائر ، وما سبقها من الاماني ثم ما تبعها من الكشف والفضح والفشل الذي وضع كله على عاتق عبد المجيد تبون ولو انه كان مسيرا من قريب ، ومع ذلك لم يشفع الآخرون له أي من يسعون اليوم لتنحيته وإرساله لبيته، لأنهم يرون فيه أداة في ايدي فصيل الفريق أحمد القايد صالح رئيس الأركان الاسبق وإرثه لضربهم مع تلك الدولة ومنها مصالحهم المهددة هناك .

هذا في الوقت الذي بدأ الفريق المساند لتبون يرتمي اكثر مما سبق في أحضان دولة شرقية… كبرى هذا الذي ترفضه الدولة الأم للجزائر حيث لن تقبل ضربة أخرى من تلك الدولة الشرقية … في الجزائر كما حصل لها في النيجر وبوركينا فاصو ومالي والكونغو ، مع العلم ان الدولة الشرقية ….قدمت لتبون طلب زيارة موسكو في هذا الشهر ماي 2023 . وقبل ايام أعلن الديوان الرئاسي الجزائري أن عبد المجيد تبون سيزور فرنسا في يونيه 2023 بعد طلب من فرنسا وبعد موافقة من أحد الفصائل العسكرية. وهي زيارة ستأتي بعد زيارته لروسيا ان حصلت .

فهل ستقبل الدولة الأوربية أن يصبح تبون ومن يلعبون به خطرا يهدد مصالحهم في المنطقة ، بالطبع ستسعى حتى لا يحصل ذلك

زيادة على إيران التي بدأت تتسلل لبعض مفاصل الدولة الجزائرية ومن أهمها بعض المؤسسات العسكرية ، تحت غطاء تسليح البوليساريو وتدريب عناصره والاهتمام بتنمية المخيمات في تندوف . وهذا يحتاج لان تطلع إيران على ملفات سرية تقدمها إليها الجهات العسكرية الحزائر لإنجاح مهمتها ، فتكون الجزائر قد ادخلت الافعى لعقر دارها وبدأ خرابها شاء حكامها أم ابوا . وهذا باب آخر بتصارع عليه الفصيلان بين رافض للتدخل الإيراني ومواقف عليه .

 فالفصيل الأول خصوم الذين عينوا تبون نائبا عليهم يتابعون ويراقبون كيف يمشط الذين نصبوا تبون رئيسا بالنيابة مساحات بعدما حققوا فيها فوز اذرع صلبة ولكنها لا تكفيهم ليسطروا على الوضع في البلاد ، لأنهم اندحروا مهزومين في مواقع أخرى شديدة الحرارة ، في الوقت الذي بدأت ترتفع فيه أصوات ضباط كبار رغم أنهم يقبعون في السجون لم يوافقوا على تعين تبون رئيسا بالنيابة على الجيش ، رغم انهم كانوا ضمن جناح الفريق احمد القائد صالح الهالك كما سبق ذكره ، حيث بدأ أخيرا التقارب بينهم وبين مجموعة الصقور العجوزة للتصدي لفريق حماية تبون الذين يسعون لمنحه ولاية ثانية.

وعليه فإن الايام القادمة مليئة بالمفاجأت على ضوء تحركات الفريقين تحت دولتين هما الدولة الشرقية والدولة الأوربية . ولصالح من ستطفح الكفة سيكون مصير تبون .

و هذا سيشغل حكام الجزائر في الأيام والشهور القادمة ، و سيسقط رؤوسا في صراع محتدم سري بين الفريقين ، إما سلميا أو بالتصفية وهذه هي العادة بينهم.

فهل نائب الجيش على رئاسة الدولة الجزائرية عبد المجيد تبون له عودة لقصر المرادية ام سيلحق بمن سبقه من النواب على رئاسة الجزائر .

أما عودة الجزائر مع المغرب من عدمها فهذا اكبر منه ولن يقدر على التحدث فيه مع من نصبوه فكيف بأن يستشيرهم فيه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.