محمد المتوكل - ريحانة برس

0

محمد المتوكل – ريحانة برس

لم يعد الوضع الصحي لفاطمة الزهراء المنصوري عمدة مدينة مراكش والوزيرة المكلفة بالسكنى والتعمير وسياسة المدينة، والمنتمية الى حزب الاصالة والمعاصرة والمراة الحديدية كما يسميها المراكشيون، (لم يعد) خافيا على الجميع، حيث لوحظ غياب فاطمة الزهراء المنصوري عن مختلف الانشطة الحزبية والوزارية والتسييرية والتدبيرية منذ مدة لبست بالقصيرة.

فقد غابت العمدة المنصوري وخاصة منذ انتخابها كمنسقة وطنية لجزب البام عن اجتماعات الحزب واحتماعات الوزارة، كما غابت عن اجتماعات المجلس الجماعي لمراكش، وكانت دائما ما تنيب نائبها في الجماعة او اعضاء القيادة الثلاثية التي شكلها حزب الاصالة والمعاصرة من اجل تصريف مواقفها في محتلف القضايا والمواضيع التي تعرفها الساحة المحلية والوطنية والدولية.

فمنذ انتخاب القيادة الثلاثية لحزب الاصالة والمعاصرة خلال اشغال المؤتمر الوطني الخامس، يأمل أعضاء الحزب بهذه المناسبة، في رؤية المنصوري التي طال غيابها. فبوصفها منسقة وطنية للحزب، فقد بدأت تتزايد الشكوك حول قدرتها في القيادة، سواء داخل الحزب، أو في إدارة العلاقات مع الشركاء السياسيين أو الحكوميين.

فالمراة الحديدية كما يلقبها بعض اعضاء الحزب بمراكش خصوصا، داخل الحزب الثاني في البلاد، دخلت مرحلة غريبة، لكن ليست جديدة. فمنذ تحولها إلى رئيسة لحزب الأصالة والمعاصرة في 11 فبراير الفائت، تراجع معدل ظهورها بشكل تدريجي قبل أن تختفي بشكل نهائي تقريبا.

فقد شاركت فقط في لقاء لهيئة الأغلبية الحكومية، ثم في مجلسين حكوميين. وبعدها توقفت عن الظهور مرة اخرى لاسباب يرجح ان تكون صحية حسب ما توصت اليه جريدة ريحانة بريس من مصادر خاصة.

فقد تركت في 17 فبراير الماضي القيادة الثلاثية فريقها في مجلس النواب يجتمع وحيدا في محاولة للبحث عن مخرج لما كان يبدو مأزقا، و يتعلق بمصير رئيسه، أحمد تويزي، وأيضا توزيع المناصب المتعلقة بمكتب هذا المجلس، إلا أن الاجتماع الاستثنائي، والذي كان رؤساء الحزب في الماضي يشاركون في مثله باستمرار، سيكتفي بإبلاغ أعضائه بـ (الرسائل) التي تريدها القيادة الثلاثية بواسطة الهاتف. شعر البرلمانيون الذين يتجاوز عددهم الـ 100 بأنهم دون تغطية سياسية من الحزب الذين ينتمون إليه.و في 23 أبريل الماضي، اضطرت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، إلى تعويض المنصوري في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، حيث كانت الأسئلة حول برامج الإسكان الأكثر إلقاء خلال تلك الجلسة.

وفي 24 أبريل، لم تكن فاطمة الزهراء المنصوري من بين الوزراء الذين شاركوا في جلسة عرض رئيس الحكومة لحصيلته المرحلية (النصفية) باعتبارها رئيسة حزب حليف، فإن غيابها كان مثيرا للتساؤل أكثر.

و في 25 أبريل، لم تكن فاطمة الزهراء المنصوري بين الوزراء المشاركين في اجتماع مجلس الحكومة.وكذلك، في 26 أبريل، غابت فاطمة الزهراء المنصوري عن أشغال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب الاستقلال. هذه المحطة التنظيمية شديدة الأهمية بالنسبة لشريك حكومي، حضرها رئيس الحكومة عزيز أخنوش بنفسه، باعتباره رئيس التجمع الوطني للأحرار. بينما لوحظ غياب فاطمة الزهراء المنصوري، وحضر نيابة عنها، محمد المهدي بنسعيد، الذي يبدو انه مكلف بتغطية الفراغات التي تتركها المنسقة الوطنية لحزبه فاطمة الزهراء المنصوري.

و كان آخر نشاط لها يتعلق بالحياة الداخلية للحزب، قد سجل في 20 مارس الفائت. حيث شاركت في اجتماع للمكتب السياسي، حيث كان ذلك هو الاجتماع الثاني لهذا المكتب منذ المؤتمر الخامس.

ويسري نفس الشيء كذلك في وزارتها، السكنى والتعمير وسياسية المدينة، حيث نادرا ما يلحظ الموظفون وجودها في مكتبها الرئيسي، وكان آخر نشاط مسجل لها قبل أزيد من شهر أيضا.

يمتد هذا الغياب كذلك، إلى مهمتها الأخرى، باعتبارها رئيسة للمجلس الجماعي في مراكش، يتذكر أعضاء الحزب كيف أنها في يناير الماضي، لم تشارك في حفل زميلها في الحكومة، والحزب، محمد المهدي بنسعيد، تسمية مراكش عاصمة للثقافة الإسلامية. فقد اكتفت بإرسال نائبها في الجماعة، بينما حضر المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، سالم بن محمد المالك، ورئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، ووالي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش فريد شوراق.

ويقدم اعضاء الحزب غياب فاطمة الزهراء المنصورها كونها تعاني من ازمة صحية تؤثر على تحركاتها سواء فيما يتعلق بالحزب او الحكومة او اادرتها لدفة الجماعة بمراكش، وقالت بعض المصادر بان البامية فاطمة الزهراء المنصوري ليست المرة الاولى التي تبدو فيها غائبة عن المشهد الحزبي والسياسي والتدبيري والتسييري لشؤون مراكش، بل تكررت حالات الغياب بسبب بعض المشاكل الصحية التي تحول دون ان تتمكن المراة الحديدية من الحضور في مختلف المناسبات والانشطة والبرامج.

بقي ان نشير الى ان فاطمة الزهراء المنصوري او (بنت الباشا)، كما يلقبها البعض، كانت شديدة الحرص على الظهور في مختلف الانشطة سواء الحزبية او الحكومية او التدبيرية لمدينة مركش، قبل ان تنتابها بعض المشاكل الصحية التي تقف في وجه هذه المراة التي شغلت الراي العام، ووجدت نفسها في مرمى عدد من الفاعلين السياسيين الذين اتهموا حزبها بالمتاجرة في المخدرات، وبين من يصف حزبها بجزب (التريبورتور)، ومن يرى ان تدبيرها لوزارة الاسكان والتعمير وسياسة المدينة كان فاشلا وخاصة في مرحلة الزلزال، وكيف وقفت الوزيرة عاجزة عن تدبير هذه الازمة احسن تدبير، فيما يبقى حضورها بمدينة مراكش قليلا ويعد على رؤوس الاصابع، وان تسييرها للمدينة الحمراء وتدبيرها لشؤونها يشوبه عدد من النواقص، بل وفي عهدها وقعت عدد من الفواجع والتي لم يستطع المواطن المراكشي ان يتعافى منها، ولعلها ازمة الزلزال الذي ابان عن ضعف تفاعل فاطمة الزهراء المنصوري مع هذه المصيبة الربانية، بل ولا زالت تداعيات هذه الازمة مستمرة الى حدود كتابة هذه السطور، دون ان تتمكن فاطمة الزهراء المنصوري من لملمة جراح المغاربة، وبقيت مراكش في عهدها تئن تحت عدة مشاكل ابرزها الحفر التي تزين مراكش في كل مكان، وحوادث السير والتي يكون ابطالها غالبا اصحاب الدراجات النارية، اضافة الى الازدحام المروري، والبطالة والفقر وغلاء الاسعار وغلاء المواد المعيشية وغيرها من المثالب التي لا زالت تقف حجرة عثرة في وجه تقدم المدينة نحو مدارج التقدم والازدهار والتطور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.