حينما خرجت بعض الضباع من جحورها ضد زكرياء أبو خلال

0

وداد أزداد – فايسبوك 

إذا كان “أمرابط” و”بونو” هما لاعبي المفضلين من الناحية الكروية والرياضية (دون نسيان باقي العناصر البارزة كحكيمي وزياش وأوناحي وبوفال والنصيري وغيرهم).

فإن اللاعب “ابوخلال” يعتبر الإضافة الأبرز والأجمل من وجهة النظر الأخلاقية والتربوية، والذي كان له حضور وتأثير إيجابي على بقية الفريق حيث أسهم في رفع معنوياته وشحذ همته، وأضفى صبغة دينية لطيفة لطالما كانت غائبة شكلت دفعة “للنية الجماعية” المغربية..

ولكن بمجرد أن تم تسليط الضوء على هذا الشاب الخلوق في المنابر الإعلامية، حتى خرجت بعض الضباع من جحورها لتنبح كالمسعورة لأن كل مايمت بصلة للإسلام من شأنه أن يصيبها بالجرب والهرش والحكة، وليطالعونا بتعاليق تراوحت مابين: “لقد صدعتم رؤوسنا بهذا اللاعب وكأنه الوحيد الذي يصلي” و”ابوخلال سلفي متشدد اخترق المنتخب”، وهو الأمر الذي سارعت جامعة كرة القدم لنفيه مثنية على سلوك اللاعب وأخلاقه.

الآن، من الذي تريده الأسر المغربية قدوة لأبنائها:

هل أشباه الصعلوك والديوث “نزار” الذي كانت فضائحه “تطلي” جدران الفيسبوك وهو يقذف شرف “زوجته” “ندى” التي اقترن بها من أجل ال”بوز” وهي التي لا تقل عنه ميوعة وابتذالا فالطيور على أشكالها تقع.. بحيث كلما حاولت تجنب أخبارهما إلا وباغتك فيديو لهما في جريدة إلكترونية من حيث لاتدري وكأنهما شخصيتان فذتان، بحيث لا يوجد “بوطو” يحمي أطفال المغاربة من كرة وسخهما وبذاءة تصريحاتهما هما وأمثالهما من عاطلي الفكر والمروءة..

أم الم.ت.ح.و.ل القاطن في تركيا الذي يعد عارا على الريف رغم كونه لا يمثل سوى نفسه، في الوقت الذي يحارب فيه الريفيون الأحرار الظروف القاهرة لإعالة أسرهم، عوض التحجج بها مثله للمتاجرة بشرفه وصورته والجهر بسلوكاته المشينة ونشر الرذيلة والفسق في أوساط الشباب والمراهقين.. حتى كان كافيا لوحده لإحداث تحول جذري ومتسارع ومدمر في المجتمع لم نكن لنتصوره في أسوأ كوابيسنا، لم يعد معه أشباه الرجال يخجلون من نشر عهرهم أمام الملأ، حتى صارت الرجولة عملة نادرة.

أم صديقته الم.و.م.س التي كانت أول من شنف أسماع المغاربة بألوان من الخلاعة قادمة توا من غرف نوم عشاقها، عوض التكتم على قبيح أفعالها والتستر والخجل مما ابتليت به، محاولة إيجاد الأعذار باسم الحاجة والضرورة.. بينما يقصد آلاف من المغاربة والمغربيات “الموقف” كل فجر قصد تحصيل لقمة العيش الحلال مقابل ثمن بخس، لأن الشرف والكرامة أغلى من أموال العالم..

أم أصناف من بطلات الفيديوات الإباحية المحلية تحت مسمى “روتيني اليومي” والمدمنات اللواتي تسردن _خلال حوارات مع محسوبات على الصحافة_ قصصا عن زنا المحارم وكل ماشذ عن الطبيعة وعافته الأنفس السوية.. أو المهرجون من المراهقين الذين يسبون الوالدين والملة بمعدل شتيمة كل ثانية.. أم الشيخات اللواتي يتحدثن عن أبواب الشهرة والمال التي فتحت أمامهن بفضل هز الخصر بعدما عانين من العوز والفقر خلال أيام البراءة والعفاف.

أم الكسالى الذين يتعاطون الحشيش والخمور أمام أنظار آبائهم الراضية والذين يتم تقديمهم عنوة كنماذج للنجاح، بينما يشوهون صورة المغرب تحت تصفيقات متابعيهم من عبدة الشيطان الذين يفخرون ب”صيد الدريات” في مهرجانات العار وبحملهم للواقيات الذكرية التي لم تفلح في حماية الوطن من مجيئهم، وذلك برعاية من مؤسسات رسمية..

أم التلاميذ الضائعون الذين تتعقب الكاميرات آثارهم أمام الثانويات بحثا عن أحقر وأتفه تصريح لكي تجعل منهم “مؤثرين”.. فبعدما كان المجد والنجاح من قبل حكرا على المتفوقين والمجتهدين، أصبحت أبواب الشهرة مفتوحة أمام من هب ودب من الرعاع.. حيث يكفي الإتيان بفضيحة أكبر من سابقاتها لاحتلال مساحة واسعة تحت الأضواء وتحصيل الأموال الطائلة.. فالثراء هو معيار التفاضل بين الناس اليوم بغض النظر عن رداءة الطرق المؤدية إليه وشبهتها.

أين كان المنتقدون المصابون بانفصام الشخصية و”حماة الوطن” المنافقون المزيفون حينها ؟.. أهؤلاء السفلة المذكورون فوق ممن أعتبرهم أسلحة دمار شامل مسلطة على أطفالنا وشبيبتنا أفضل، أم لاعب ناجح ملتزم منفتح وبشوش يرتل القرآن ويقيم الصلاة، والذي يمثل ملايين المغاربة الحريصين على تأدية شعائرهم الدينية أو الذين يحاولون ويطمحون لذلك على الأقل ؟.. شاب ساهم في نشر فضائل الأخلاق في المنتخب الوطني الذي تسر عناصره الناظرين بتجردها من تصفيفات الشعر الغريبة، والذين يطلون علينا أحيانا من المسجد قبل بعض المباريات عوض الحانات والمراقص، بغض النظر عن حياتهم الشخصية بعيدا عن العدسات والتي لاتهمنا في شيء..

فريق “مرضي الوالدين” يردد الفاتحة قبل الركلات الترجيحية، ويرفع علم فلسطين، ويسجد لله فوق الملعب في السراء والضراء وحال الفوز أو الهزيمة.. مثل لاعبوه خير سفراء للمغرب وساهموا في رسم صورة حضارية جميلة له ترجمت تشبت أهله بدينهم ومبادئهم وببر الوالدين (بعيدا عن الصورة النمطية اللصيقة به)، وأبهرت العرب والعجم على حد سواء..

نعم هذا الفريق يشكل خطرا على فئة مشبوهة محدودة لأنه يمثل ملايين المغاربة بينما يستثنيها، عوض تكريس الانطباع الرديئ القذر الذي يود البعض أن يروجه عن المغرب والكفيل في حال تحققه بتدمير أخلاق شبابه وإطفاء بريق تاريخه، وكبح تطوره عبر جعله مجتمعا ممسوخا مشوها بين الأمم، وليس البلد الرائد الفتي الطموح الذي يشق عباب الصعوبات موجها دفته نحو مستقبل مشرق بإذنه تعالى، صوب السؤدد وحماه.. دام منتداه وحماه..

“يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”.. لقد أرادوا نسخا من “طوطو” فأخرج الله لهم “أبوخلال” وإخوانه.. لأن “في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا”…

ب.س: لايفوتنا أن نبارك لهذا اللاعب زواجه، وأن نسأل الله أن يبارك في حياته الشخصية وفي مسيرته الكروية.. أما من اتهمه بالتطرف فهو بذلك يشتم أغلب المغاربة وينعتهم بالتشدد..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.