محمد المتوكل - ريحانة برس

0

محمد المتوكل – ريحانة برس

تعد مدينة مكناس قطبا اساسيا في محور الجهة التي تتربع على مساحة شاسعة، ومتنوعة من حيث الغطاء الطبيعي والتنوع الثقافي والبيئي والنمو الديمغرافي، وهو ما يفترض على المسؤولين ان يصبوا كل اهتماماتهم من اجل خدمة المدينة والدفاع على مصالحها، والعمل على صيانة مكتسباتها، والدفع بها نحو مدارج الرقي والتقددم والازدهار.

وفي هذا الصدد فقد صادقت وزارة الداخلية على برنامج التنمية الجهوية فاس مكناس الممتدة من الفترة 2027/2022، والذي يضم عدد كبير من المشاريع موزعة على عمالات واقاليم الجهة، ومن بين المشاريع المهمة التي تدخل ضمن هذا البرنامج، نجد مشروع بناء المحطة الطرقية الجديدة بمكناس، وبالضبط بجماعة تولال التابعة لعمالة مكناس.

ومن المرتقب أن يتم عرض هذا المشروع للدراسة والمصادقة  في دورة مجلس جماعة مكناس المزمع عقدها يوم 7 ماي 2024، انطلاقا من اتفاقية شراكة بين المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية وولاية جهة فاس مكناس، وعمالة مكناس ومجلس عمالة مكناس، ومجلس جماعة تولال والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع لجهة فاس مكناس.

هذا وتجدر الاشارة الى أن موقع المحطة الطرقية بمكناس والمشاكل الهيكلية التي تعاني منها، كانت دائما محط نقاش وانتقاد من طرف الساكنة والمهنيين بالمدينة، لهذا أصبح مطلب بناء محطة طرقية من الجيل الثالث بالعاصمة الاسماعيلية، مثلها مثل المدن المغربية الاخرى، مطلب كل المتدخلين في قطاع النقل الطرقي للمسافرين.

بقي ان نشير الى ان مدينة مكناس ينقصها الحس التدبيري والرقي التدبيري والرؤية الاستراتيجية والتي من شانها ان تجعل من مدينة مكناس قبلة سياحية بامتياز، لكن يبدو ان الامر غير وارد على الاقل في ظل ولاية هذا المجلس الذي يبدو انه خارج اهتممات الساكنة المكناسية التي تئن تحت وطاة الفقر والخصاص والحاجة والعوز.

اما المجتمع المدني فاكاد اجزم انه موجود بالاسم فقط، وان اجمعيات العاملة في الميدان قليلة جدا ولا تكاد تفي بالغرض بخصوص كل اهتمامات الساكنة المكناسية التي وضعت ثقتها في مجلس لا يقدم ولا يؤخر في مؤشرات التنمية التي تبدو انها تزاحم الصفر مع كامل الاسف.

اما اذا سالتني عن دور الاحزاب في العاصمة الاسماعيلية فالجواب طبعا هو ان الاحزاب السياسة بالمغرب عموما وبمكناس خصوصا لا تقدم ولا تؤخر في موضوع التنمية بشيء، الا انتهاز الفرص واستعراض العضلات في الحملات الانتخابية والمزايدات السياسية والملاسنات المناسباتية بين الفرقاء السياسيين عند كل مناسبة، اما ما سوى ذلك فان للبيت رب يحميه.

كما ان االوضعية الاجتماعية والاقتصادية لمدينة المولى اساعيل تبقى دون الصفر، وان المسؤولين لا يبذلون ادنى الجهود من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه، خاصة وان مكناس لا تحتاج الا الى الارادة السياسية والقوة التنظيمية والرؤية الاستراتيجية والطموح المشروع والبرامج الناهضة بالعزائم والهمم وهو ما لا يتوفر بمكناس الزيتون الى حدود كتابة هذه السطور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.