محمد المتوكل - ريحانة برس

0

محمد المتوكل – ريحانة برس

 

تعيش مراكش من 2 ماي الحالي على ايقاعات مهرجان البهجة الذي تحتضنه المدينة الحمراء كل سنة وتستدعي اليه مختلف الاصوات الفنية وذلك لتاثيت مختلف الفضاءات التي عرفت حضورا باهتا للجمهور وخاصة فضاء جامع الفنا اشهر الاماكن بالمدينة.

ويعيب المراكشيون على المنظمين لهذا المهرجان تنظيم بعض الحفلات بساحة جامع الفنا الشهيرة، وذلك لان هذا المهرجان قد يكون سببا للتضييق على الحكواتيين و(الحلايقية) الذين يصارعون الوقت والظروف من اجل تحصيل لقمة العيش عبر فقراتهم الفنية وانشطتهم الفكاهية وقصصهم الحواتية التي ينثرونها امام الزوار في الساحة لكن جاء المهرجان المشؤوم ليدخلهم في دوامة لا بداية لها ولا نهاية.

كما ان المهرجان وان كان جمهوره يعد على رؤوس الاصابع ،رغم حجم الفنانين المدعويين الا ان المهرجان يحضره كذلك المنحرفون و(المشرملون) و(السكايري)ة والذين يستغلون هذه الفضاءات من اجل تنشيط جرائمهم واعطائها مفعولا جديدا.

.ولا ننسى بعض الممارسات المخلة بالحياء  والتي يكون ابطالها غالبا بعض المراهقين او الذين اتتهم المراهقة المتاخرة، من قبيل التحرش بالنساء وبالرجال ايضا للاسف الشديد، فضلا عن الانتشار الفضيع لحالات السرقة والنشل والسلب.

بقي ان نشير الى ان الاحتياطات الامنية في مثل هذه الانشطة اضحت ضرورية من اجل تامين حياة الناس من كل خطر محتمل.

جدير بالذكر أن مهرجان البهجة للموسيقى الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس ينظم على مدى 4 أيام بشراكة من منظمة الايسيسكو، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجماعة مراكش، وذلك في إطار برنامج “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024”.

وفي الاخير يتمنى المواطن المراكشي (الحقيقي) من الجهات المسؤولة الاهتمام بالشغل والثقافة والعلم الذي يمكنه اخراج المدينة من البدوية والقروية الى المدنية والتطور والحداثة الحقيقية، والعمل على اصلاح اعطاب المدينة من طرقات ونقل عمومي وفضاءات خضراء وانارة في الاماكن المظلمة، والاختناق المروري وحالات السرقة والنشل والخطف والكلاب الضالة وحوادث السير والفساد الاداري والتسول ومحتلف انواع الاجرام، وعدم الزج بالمراكشيين في ما لا يجدي نفعا لا دنيا ولا اخرة.

كما ان السلطات الادارية والمنتخبين يفترض فيهم التنسيق مع مختلف الجهات الوصية نبغية التركيز على الاولويات التي تهم المواطن الراكشي من تشغيل وتحسين الوضعية الاقتصادية والاهتمام بالاوضاع الاجتماعية والعمل على تحسين الوضعية التعليمية والصحية والخدماتية، والعمل على تخفيض الاسعار وتيسير ولوج المراكشيين الى الحياة العامة بسلاسة ويسر وسهولة، والاهتمام بدور الشباب  ودور الثقافة، وتاسيس المكتبات والمقاهي الادبية والصروح العلمية، وغير ذلك مما من شانه ان يساهم في اعطاء مراكش المكانة التي تستحقها، وليس العمل على تمييع الشباب وتتفيه احلامه وتسفيه اماله للاسف الشديد، مما انبت لنا جيلا عشوائيا وفوضويا وشبابا لا له في الدين ولا له في الدنيا، امة مائلة مميلة (سكرانة) عارية متعرية اختلط فيها الجميع المتدين وغير المتدين ومن ليس له دين اصلا،شابات مراهقات غافلات مسغفلات تبدو سوأتهن للعادي والبادي، فضلا عن  المكان المخصص للصحافة حيث اختلط فيه الحابل بالنابل ولم يعد الصحفي المهني والمحترف يجد له مكانا وسط حشود من الغرباء والمتطفلين والحاملين (بنويطة وميكرو ومصورة) ولكن لا تكاد تجمعه بالصحافة غير الخير والاحسان، بل وحضر عدد من الغرباء واستولوا على المكان وتركوا الصحفيين يقومون بمهنهم في ظروف غير مريحة للاسف الشديد، اما منصة (vip) ولجها المراهقون الوالسكايرية والمعربدون في مشهد لا يشرف المدينة الحمراء على الاطلاق.

اما الاغماءات في صفوف النساء والمراهقات والعاريات المتعريات، فحدث ولا حرج جاء هؤلاء النسوة من اجل مشاهدة فنانيهم المفضلين فاذا بهم يصلوا لمرحلة الاغماء و (الدوخة) والسقوط ارضا مما استدعى حضور سيارات الاسعاف في اكثر من مرة، ادى بالبعض الى العري والتعري، دون ان ننسى السكر العلني الذي شاع بين الشباب طيلة فقرات المهرجان الذي اريد له ان يكون عنوانا على البهجة فاذا به تغيب عنه البهجة شكلا ومضمونا وحضرت فيه كل انواع الفوضى والعشوائية والعبثية، كما حضرت فيه مختلف انواع الفساد والشذوذ والفسوق والمنكرات، اما التنظيم فكان كارثيا للاسف الشديد حيث حضرت الفوضى في كل اروقة المكان، ولم نعد ندري انحن امام فقرات مهرجان فني ام اننا امام  كارثة بكل المقاييس رغم الجهود الامنية المبذولة في هذا الاطار.

فضلا عن الاختلاط الماجن والمائع الشيء الذي ادى الى ارتفاع منسوب الجرييمة والاجرام في مختلف اروقة المهرجان الذي وجب على السلطات المعنية العمل على جعله مهرجانا فنيا راقيا وبفقرات راقية وبانشطة راقية وبتنظيم راق حتى لا نزج بالمجتمع المراكشي في اثون الرذيلة والفوضى والسكر العلني والاختلاط الماجن والعري الفاحش و الفوضى العارمة والجهل المركب والعشوائية القاتلة ونعطي المشروعية لمختلف انواع المنكرات التي تقض مضجع المجتمع وتصيبه في مقتل للاسف الشديد.

مراكش تستحق الافضل في كل شيء باعتبارها مدينة يروج لها انها تريد الدخول الى العالمية، لكن يبدو ان كل الجهود المبذولة في هذا الاطار تصب في اتجاه جعل المدينة ماخورا للشواذ والفاسقين والسكارى والمجرمين والعرايا رجالا ونساء والمارقين والخارجين عن منظومة القانون، والتشجيع على الاجرام بشتى انواعه، رغم ما يبذل من جهود امنية في هذا الاطار لكنها تبدو غير كافية الى حدود كتابة هذه السطور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.