مهرجان الحمير

0

محمد المتوكل – ريحانة برس 

ككل سنة يقام بنزالة بني عمار بمولاي ادريس نواحي مكناس (يقام) مهرجان الحميير، ومن أبرز فقراته “كرنفال الحمير”، وفيها سباق للحمير، واختيار لأجمل أتان أو حمار، وتوزيع للجوائز على الشبان الفائزين في السباق، مع أعلاف للحمير، وحملة بيطرية لفائدة الحيوانات بالمنطقة.

كما يؤثثا هذا المهرجان عدد من الانشطة الثقافية والفنية والندوات الفكرية والتي تقام بالموازااة مع فقرات المهرجان الذي يعرف ب (فيستي باز).

المهرجان الذي يشرف عليه الناشط الجمعوي والمبدع محمد بلمو، بلغ دورته الـ13، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجهة فاس مكناس، ومسرح محمد الخامس، والجماعة القروية نزالة بني عمار وجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة الطبيعية. واختار المنظمون لهذه الدورة شعار : “الأمل…ازدهار الجبل”.

وكان المهرجان قد سجل تراثا وطنيا لا ماديا في سنة 2018. لكنه، مع ذلك، ظل يواجه صعوبات في الدعم، رغم ما يقدمه من مساهمات من شأنه أن تروج للمنطقة، وأن تصنع إشعاعها.

ويتضمن برنامج المهرجان ثلاث ندوات، تتناول أولاها يوم غد الجمعة، 3 ماي الجاري، موضوع “الجبل بين الثقافة والتنمية – المعيقات وشروط فك العزلة”، سيشارك في تنشيطها كل من الكاتب والمنظر المسرحي عبد الكريم برشيد، ورئيس الائتلاف المغربي من أجل الجبل محمد الديش، ورئيس منتدى المواطنة وعضو المجلس الأعلى للتعليم عبد العالي مستور، والناقد والشاعر محمد الديهاجي، فيما سيشرف على تسييرها الإعلامي والشاعر عبد اللطيف بنيحيى.

أما الندوة الثانية المرتقبة ليوم السبت، 4 ماي الجاري، فستتناول  موضوع “حفريات في التاريخ المحلي”، ويشارك فيها كل من عبد القادر بوراس الباحث في تاريخ المقاومة، بمداخلة تحت عنوان “جانب من مقاومة قبائل بني عمار للتغلغل الاستعماري ما بين 1911 و1912″، وكل من عالمي الآثار عبد السلام الزيزوني، ومنتصر الوكيلي بمداخلتين حول “موقع (دشر الحافة) ولقاه الأثرية”، وأسند التسيير للأديب والقاص محمد سعيد سوسان.

وتناقش الندوة الثالثة المرتقبة ليوم الأحد، 6 ماي الجاري، موضوع “التراث اللا مادي أفقا للتفكير: من أسئلة التوثيق إلى ممكنات الاستثمار”، وسيشارك فيها كل من عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعبد العاطي لحلو، أستاذ جامعي وباحث أكاديمي في الإثنولوجيا وعلم الاجتماع، ومحمد فخر الدين، أستاذ الأنثروبولوجيا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، بينما يسيرها إدريس لكريني، أستاذ القانون والعلاقات الدولية.

وسيشهد المهرجان أيضا تنظيم سهرات وعرض لصور حية من تاريخ بني عمار، وتقديم وتوقيع كتاب “طفولة بلا مطر” لادريس الكريني، ورسم جداريات تحت عنوان “ألوان بني عمار”، إضافة إلى حملات بيطرية. وسيختتم بسهرة تحييها فرقة “ضي الكمرة”، وجمعية الأصالة لفن الملحون والموسيقى الأندلسية.

بقي ان نشير الى مهرجان الحمير هو تقليد سنوي يقام بضواحي مكناس ويشهد اقبالا كبيرا من مختلف ضواحي مكناس، على الرغم من الطابع السخري الذي ربما سيوحي به هذا البرنامج الا انه يشد اليه الرحال جم غفير من عشاق هذا الحيون الصبور.

كما ان هذا البرناج يحاول ان ينجو منحى المهرجانات الوطنية الاخرى، ويعمل على ان يكون له صيت وطني واقليمي ولم لا صيت دولي، وهو الذي جعل من حيوان الحمار مادة له للترويج لمنطقة بني عمار بزرهون ضواحي مكناس، وهي منطقة قروية وجبلية وتعتمد على احمير من اجل قضاء اغراضها وحمل اتعابها، ولم لا تجعل من هذا المخلوق عنوانا للتكريم والاشادة بما يقدمه هذا الحيوان من خدمات لا متناهية.

مهرجان الحمير اذن يحاول ان يغير من نظرة الناس الى الحمار، وعدم اعتباره حيوانا غبيا كما هو مشاع لدى الكثيرين، بل يحاول هذا المهرجان ان يجعل من الحمار مخلوقا يؤدي ادواره المطلوبة منه بصبر وتان وتؤدة، وانه جزء من الثقافة والمكون المغربي العام وخاصة في البوادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.