ابراهيم بن مدان- ريحانة بريس
نظمت مؤسسة الفقيه التطواني اليوم السبت 09 دجنبر 2023 ورشة علمية لمناقشة حقوق المرأة العاملة رفقة خبراء وباحثين في المجال.
وفي كلمته الافتتاحية عبر الأستاذ بوبكر التطواني رئيس مؤسسة الفقيه التطواني أن المؤسسة اشتغلت على الموضوع تقريبا قبل سنة رفقة رؤساء أحزاب سياسية ومنظمات نسائية بالإضافة لنقابات مختلفة وكذا القيام ببعض الزيارات الميدانية التي مكنت المؤسسة من اكتشاف أن حقوق المرأة لازالت بحاجة إلى ترسانة قانونية لحماية حقوقها في مجال العمل.
وخلال مداخلتها أشارت الأستاذة سلوى السماتي أن الدستور أعطى عناية خاصة في المساواة والمناصفة والمساءلة كما أن مدونة الشغل أعطت الضمانات التي وضعها المشرع لحماية المرأة الأجيرة، مضيفة أن المشرع المغربي لم يميز بين الذكور والإناث بمعنى أن مواد مدونة الشغل تطبق على الجنسين، كما أن مدونة الشغل أقرت مبدأ المساواة بين الجنسين. زيادة إلى أن المشرع المغربي منع تشغيل النساء في الأعمال الشاقة.
كما تطرقت مداخلة الأستاذ حمزة شينبو أستاذ علم النفس بكلية علوم التربية. إلى أن موضوع المرأة والعمل يجب أن يكون موضع ترافع للمجتمع المدني كما يجب كذلك خلق خلايا داخل الجمعيات لها القدرة على الإنصات والتوجيه، تساهم فيه الجمعيات والجامعات لإذكاء الوعي مشيرا في ذات السياق إلى أن المرأة العاملة هي موضوع للدراسة والبحث والتدخل. كما أن العمل هو المكان الذي نتواجد فيه أكثر من بيوتنا، وبالتالي يجب أن نخلق خلايا ويكون الاشتغال على هذا الموضوع بشكل حقيقي جدا.
بدوره عبر الأستاذ نبيل شكوح أن الصحة النفسية تنعكس على المناعة الصحية، يمكن للصحة النفسية أن تخلق مشاكل في العمل ويمكن أن يقع العكس كذلك. كما أن أول بوابة للتدخل هو أن تخلق بيئة سليمة للعمل. بالإضافة لتوضيحه العديد من التقنيات والأساليب العلمية التي تمكن المرأة من التعامل مع انفعالاتها وضغوطاتها في العمل. مؤكدا على ضرورة تعلم كيف نعبر عن انفعالاتنا ونلجأ للتواصل غير العنيف، ونتعلم تدبير الضغط لأننا نعيش في بيئة ضاغطة بالأساس.
كما انصبت مداخلة الأستاذ زكرياء بدري على موضوع الشغل وكيف يشكل هذا الأخير دافعا لتفعيل الصحة النفسية للمرأة العاملة في العمل والتي تحتاج للدعم النفسي، كما أن التعرض للضغط النفسي للمرأة يؤدي إلى خلق مجموعة من الأعراض، وبالتالي يجب أن نحقق شرط الدعم النفسي وتفعيل أدوار المجتمع المدني لتحقيق أدوار الإنصات. فكلما رفعنا من مؤشرات الصحة النفسية، زادت الإنتاجية. فمن أدوار المجتمع المدني رفع وإذكاء الوعي لنخرج من الصورة النمطية أن المرأة مقهورة وضعيفة، فإذا أردنا تغيير الصورة النمطية يجب أن ندخل التربية كذلك.
من جهته الأستاذ عبد الله أزور أستاذ علم النفس أكد على أن موضوع المرأة العاملة والتحديات التي تواجهها، هو موضوع حساس ومهم وله مشروعية ويجب أن يناقش ويفتح فيه نقاش عمومي لبلورة اقتراحات وتوصيات للتدخل، كما يجب أن نميز بين الشغل والعمل، الذي يمكننا أن نربي المرأة على حب العمل والاستمتاع به لما يعطيع العمل من قيمة للمرأة داخل المجتمع، فالعمل يعطي إحساسا للمرأة بالإنجاز والكفاءة، كما يساهم في الاستقرار والتوازن النفسي، فلا يوجد عمل في العالم بدون مخاطر ويجب على المرأة في العمل أن تتعلم ويتم تأهيلها لكيفية تأهيل وإدارة المخاطر، وبالتالي نحن بحاجة لتكوين نفسي للعاملين.
يذكر أن مؤسسة الفقيه التطواني فتحت هذا الورش الهام من أجل مناقشة حقوق المرأة العاملة للخروج بتوصيات تساهم في إعطاء المرأة حقوقها والمكانة اللائقة بها في المجتمع.
