0

محمد المتوكل – ريحانة برس

في دنيا الناس هناك العاقل وهناك الاحمق، هناك اللبيب وهناك (المفروح بضم الواو) هناك الصالح وهناك الفاسد، هناك الجميل وهناك القبيح، هناك الاصيل وهناك الدخيل، هناك الجواد وهناك البخيل، هناك الكريم وهناك (الزقرام) وهناك الصالح وهناك الفاسد، وكل أدني وآدمية خلق لما فصل له، فمن كبر على الصلاح ستستمر نسمة الصلاح فيه إلى أن تقوم الساعة، يحيا ويموت ويبعث على الصلاح، ومن شب على العلم والمعرفة فسيحيا على العلم والمعرفة والنور الرباني، وسيعيش على ذلك إلى أن يلقى الله تعالى، ومن عاش على الايجابية والمثالية وكل أرقى أنواع الفكر فحتما سيجد نفسه مطوقا بذلك إلى أن  يأتيه ملك الموت على خيوط من حرير ونسمات من الرحمة الالهية، ومن ترعرع في الخير و (الخمير) فحتما لن تر منه إلا الخير و (الخمير) والبركة والتيسير، ومن كبر في (الجوع والنوع ) فأكيد سيعش على (الجوع والنوع) ولن يحيد عن ذلك قيد انملة، ومن فتح عينيه على الاصول والقيم والاخلاق والعلم الصحيح والفكر السوي والتصور القويم والمبادئ السليمة – و ليس مبادئ الموضة والتلفزيون والشارع-، فلن تخاف عليه من الشطط والانزلاق في أثون الفضائح والكوارث ما ظهر منها وما بطن الى ان يوضع في قبره وينثر عليه التراب ويصلى عليه الجنازة صلاة مودع، ومن كبر في الطفيليات والفطريات و (الخنز ) والعفونة والنثانة والرائحة الكريهة فطبعا لا يمكن ان تجد منه الا القذارة للاسف الشديد مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً، متفقٌ عَلَيهِ.

هذا حال بعض المسلمين والمسلمات مع وقف التنفيذ للاسف الشديد لا هم أحرار، وقد قال الخليفة الرابع عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”، ولا هم يملكون زمام قرارات أنفسهم، بل هم مربوطون الى وتد التخلف والرجعية والغوغائية والعبثية والجهل المركب، بل هو الجهل بعينه، ولا هم لهم في العير ولا لهم في النفير بل يكاد زادهم العلمي والمعرفي والسلوكي والتصوري والقيمي والأخلاقي والعقائدي يكون قليلا بل منعدما من الاساس، ولا هم مستقلون في قراراتهم، بل اكاد أجزم أنهم عبيد للهوى والشيطان وابلس اللعين يعبث بمخبخهم الصدئ كل وقت وحين، ولا هم يستطيعون إفادة الأمة بشيء بغير القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال، لان فاقد الشيئ لا يعطيه كما يقال، ولا هم نوابغ و (عفاريت) في العلم الصحيح والعقيدة السليمة والتصور الناضج والافكار المتنورة والرؤى المستقبلية القابلة للتطور، بل على العكس من ذلك كله، فهم اساطين من اساطين الجمود والتقاعس والتقوقع على الذي يمكن ان يجنيه هذا الانسان المسلم او الانسانة المسلمة من مصالح تكون في الغالب مصالح ضيقة، ويحضر فيها ابليس اللعين بكل قواه العقلية والجسمية من اجل ان يوحي للانسان المسلم والمراة المسلمة مع وقف التنفيذ للاقدام على مختلف الكوارث التي لن تخطر حتى على عقل ابليس اللعين فيطبقها ابليس الانسي وابليسة الانسية نفسه ونفسها شكلا ومضمونا وبالتفاصيل المملة للاسف الشديد.

ابتليت الأمة بناطحات السحاب في البوليميك واستعراض الاجهزة النفاثة، والاستعانة بالمؤهلات الجسمية عوض المؤهلات العقلية، و (بيلدينغات) الهوى وبائعوا الاوهام والراقصون على جراحاتهم بنوع من السادية حتى يخفوا عددا من ندوبهم السوداء سوداوية قلوبهمم ووجوهم، التي يبدو انها ظاهرة للعيان، ولكن القوم عوض ان (يختشوا) بالتعبير المصري، يجاهدون بالغالي والنفيس من اجل اظهار بطولاتهم الوهمية، وابراز شطحاتهم الفارغة، ومزاعمهم الواهية، واكاذيبهم المرجفة والتي يرقص لها الشيطان طربا هو واعوانه ماداموا جميعا في صف واحد لا يفصلهم الا ان الانسان خلق من طين وان ابليس خلق من نار.

لقد ازدحمت الافاق ببعض المسلمين والمسلمات مع وقف التنفيذ من اذا تكلموا فرت الملائكة حتى لا تسمع لاسطوانات مشروخة شراخة عقول من نصبوا انفسهم لاعطاء الدروس، فاذا بهم يتبين ومن غير جهذ مبذول بانهم هم الاحوج الى هذه الدروس، حتى يعلموا حجمهم الحقيقي، وعوض ان يبرهنوا للعالم على انهم كذا وكذا عليهم العلم علما يقينا بانهم لن يغيروا الكون ولن يخرقوا الجبال طولا، ما داموا لا يملكون قوة الجبال، ولا يتوفرون على حس الكون الكوني، وان زادهم فقط هو معرفتهم اليقينية، بالقاعدة القائلة: “من اين تؤكل الكتف” ولا يهمه او يهمها ان كان الكتف حلالا او حراما.

لقد كنا ولازلنا وستبقى بحول الله نقول للحق حقا وللباطل باطلا والصلاح صلاحا وللفساد فسادا والجميل جميلا والقبيح قبيحا ولن ياخذنا في ذلك لومة لائم مادام اننا في صف اعطاء لكل ذي حق حقه، وعدم اغماط الناس حقوقهم، ولن يحاول بعض ممن ابتليت بهم الامة بصغر عقولهم او انهم لا يمتلكون عقولا اصلا ان يزيحوا عنا خطام الامانة والانفة والعزة والكرامة والنخوة والكبرياء.

لا غرو ان كل من يحاول ان يثبت فشله او انه على ثغر من ثغور الامة فهو واهم بل يحاول ان يوهم نفسه كانه شيئا وهو في الحقيقة لا يساوي شيء، وعليه ان يدرك انه لا شيء حتى لا يصنع من نفسه اضحوكة يتملى بها العالم في عيد من اعياده، يتقاذفونها كما تقذف الكرة يمنة ويسرة وبدون رحمة ولا شفقة احيانا، ولا شك ان كل متعالم او مدعي للعلم والمعرفة وهو لا يعدو ان يكون (سطلا) فارغا لمدعاة للسخرية والاشفاق على بعض المسلمين والمسلمات مع وقف التنفيذ على اعتبار انهم سلكوا وذلك نصيبهم من العلم والتربية طريقا لا مدخل لها ولا مخرج، وانهم في الطريق الى عمل ما عليه ابليس من شيطنة وابليسية وبحكم التقليد والمحاكاة والتطور اصبحوا يتقنونها شكلا ومضمونا.

ليس عيبا ان يعلم المسلم والمسلمة مع وقف التنفيذ عيوبه وعيوبها ولكن العيب هو ان المسلم والمسلمة مع وقف التنفيذ يحاولون بكل ما اوتوا من قوة وجهد على ان يكون كل قتهم وجهدهم في اتباع خطوات الشيطان اللعين خطوة خطوة، حتى اذا دخل الشيطان جحر ضب دخلوه معه غير ماسوف عليهم، بل و مغضوب عليهم ويتساوون مع الضالين الذين ورد ذكرهم في اولخر سورة الفاتحة والتي يصلي بها المسلم الحقيقي والمسلمة الحقيقية بها صلواته وصلوتها الخمس عشر مرات على الاقل، بينما بعض المسلمين مع وقف التنفيذ وبعض المسلمات مع وقف التنفيذ لا يكادون يقربون الماء للوضوء، فبالاحرى اقتراب الصلاة والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

حري بالمتعالمين والمدعين والملتزمين نفاقا وزورا وبهتانا وكذبا وادعاءا وتمظهرا لغاية في نفس ابليس قضاها ان يعلموا ان الدين الاسلامي الحنيف امقت ما يمقت هو افة النفاق التي يدعي اهلها واصحابها انهم اهل فضل وعلم ويقين وعقيدة وسلوك سليم وتصور واضح، وهم في الحقيقة ليسوا الا اعوانا لابليس ينفذون اوامره ليلا ونهارا صباحا ومساء وفي كل وقت وحين بدون ملل ولا كلل.

لقد اصبح فرض عين على كل من ليس له لا في العير ولا في النفير لا في الدين ولا في الدنيا ان يعلمو علم اليقين ان الحياة ماضية بدونهم، وان رحمة الله يصيب بها من يشاء، وان الله تعالى ماض في حكمه ولو كره المدعون والمنافقون والحاقدون والشامتون والدوغمائيون والبهلوانيون والذين كانوا ولا زالوا وسيبقوا حبيسي المصلحة الخاصة ولو كانت بالمال الحرام.

بقي ان نشير الى ان الاسلام والمسلمين الحقيقيين بريئون من كل ما يرتكب باسمه في الحفلات الخاصة وفي اللقاءات الخاصة وفي المقابلات الخاصة وفي التجمعات الخاصة وفي الخلوات الخاصة وفي الفضاءات الخاصة ووراء بعض ممن فطما على (البروفيتاج) بشكليه المادي والمعنوي، فان الاسلام بريئ من كل هذه الفواجع والكوارث والفضائح براءة الذئب من قميص يوسف.

وختاما نسل الله العلي القدير ان يجود على المسلمين الحقيقيين والمسلمات الحقيقيات بالنور التام يوم القيامة، وان يرزقهم من حيث لا يحتسبون، اما المنافقون والمدسوسون والحربائيون والمدعون، فالاسلام سائر بدونهم ومنتصر بدونهم، ولن يقف عليه مادموا قد اخلفوا الموعد مع الرسالية والعالمية والنورانية وابوا لا ان يعيشوا في جنح من الظلم والظلام مختبئين وراء ما لا يسترهم لا دنيا ولا اخرة، وانه سبحانه وتعالى هو اعلم بمن اتقى وهو علام الغيوب سبحانه وتعالى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.