سينما في الصين للمكفوفين لمشاهدة الأفلام

0

ريحانة برس – الرباط

هي فكرة خطرت لرجل أعمال سابق من الصين يدعى “وانغ ويلي” لجعل نادي سينيمائي للمكفوفين لمشاهدة الأفلام، الفكرة خطرت له عندما كان يروي لصديق كفيف تفاصيل فيلم “ترمينيتور” الأميركي.

ويتذكر قائلاً “رأيت العرق يتصبب من جبهته وأنا أصف له مشاهد الحركة. لقد كان مهتماً جداً بالفيلم، وكان يقول لي باستمرار: تابع وصف ما تراه”.

وبمدخراته، استأجر “وانغ ويلي” غرفة داخل شقة في بكين القديمة عام 2005، تضم جهاز تلفزيون صغيراً وآخر مستَعملاً لأقراص الفيديو و20 كرسياً، وفي هذا المكان انطلق النادي.

وكانت صالة السينما البدائية هذه التي لا تتعدى مساحتها 20 متراً مربعًا، تمتلئ في كل عرض. أما اليوم فبات النادي يقيم عروضه في دور سينما كبرى وعصرية، لكن بسبب الوباء، استعان وانغ بالإنترنت لبث الوصف الصوتي للأفلام عبره أيضاً.

يسترشد أشخاص مكفوفون أو ضعفاء البصر بعصيهم البيضاء للجلوس على أرائك السينما في بكين القديمة و”متابعة” أفلام يروي لهم متطوّعون أحداثها بحماسة. ولا يفوّت جانغ زيشينغ (51 عاماً) أياً من هذه العروض الأسبوعية، إذ يستقل قطار الأنفاق كل يوم سبت في رحلة تستغرق ساعتين ليتمكن من المشاركة فيها، مستخدماً في تنقلاته عصاه وتطبيق “جي بي اس” الذي يحدد له اتجاهات السير.

بعدما فقد بصره وهو في العشرين بسبب مرض تنكسي، أعاد اكتشاف حبه للسينما بفضل نادي “زينمو” (“رؤية العقل”) ومجموعة صغيرة من المتطوعين. ويروي “كانت المرة الأولى التي استمعت فيها إلى وصف صوتي لفيلم عام 2014، وكان ذلك بمثابة عالم جديد انفتح أمامي”.

ويضيف “شعرت بأنني قادر على فهم الحبكة على الرغم من فقداني البصر. تشكلت صور واضحة في ذهني”.

ويتوافد العشرات من المشاهدين المكفوفين وضعاف البصر لحضور هذه العروض المجانية، اليوم.

ويتولى الراوي الموجود في القاعة والمجهز بميكروفون وصف ما يحدث على الشاشة، كتعابير وجوه الشخصيات وإيماءاتهم وملابسهم وحتى حال الطقس. كذلك يشرح بالتفصيل العناصر المرئية اللازمة لفهم الفيلم، كالانتقال من مشهد تساقط الأوراق إلى مشهد انهمار الثلوج تعبيراً عن تغيير الفصول.

إلا أن وصف الأفلام لجمهور من المكفوفين ينطوي على صعوبة وخصوصاً إذا كانت تتضمن سياقاً تاريخياً معقدًا أو عناصر غير معروفة للمشاهدين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.