سلايدر

0

ريحانة برس- محمد عبيد 

تتجه الأنظار كلها نحو العاصمة الرباط التي تستضيف المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل في دوىته ال29 انطلاقا من يومه الجمعة 9 الى غاية 19 ماي 2024.

وعلى غرار الدورتين السابقتين، ستنظم دورة 2024 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بفضاء OLM السويسي.

يذكر أن تظاهرة المعرض الدولي للنشر والكتاب كانت تنظم بمدينة الدار البيضاء قبل أن يتم نقلها منذ دورتها ال27 إلى مدينة الرباط.

ومقابل ذلك، تمت برمجة معرض دولي جديد بالعاصمة الاقتصادية للمملكة هو “المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء” الذي نظمت دورته الأولى في نونبر الماضي.

وهذه فرصة لإعادة فتح النقاش حول علاقتنا، نحن المغاربة، بالكتب والقراءة بشكل عام.

تشهد البلاد، كما يحدث في جميع أنحاء العالم، ارتفاعًا سريعًا في الشبكات الرقمية والاجتماعية، لكن هذا لا يعني أن الكتاب “قد كان”!؟

علاوة على ذلك، تشهد منطقة السيل تدفقا كبيرا كل عام، مما يعني أن المغاربة لم يقطعوا الحبل السري بالكتب والقراءة، ومع ذلك، فإن أرقام الوقت الذي نقضيه في قراءة الكتب سنويًا قاتمة.

ولكن هل ينبغي لنا أن نستسلم ونعلن هزيمتنا في مواجهة التقدم الحتمي للتكنولوجيا الرقمية ومجرة وسائل الإعلام التابعة لها؟
ومن الواضح أن الجواب “لا”…

لا يمكن أبدا مواجهة تحدي التنمية إذا لم يدرك المجتمع ككل أهمية ثقافة الكتاب.

وفي أماكن أخرى، لا نتردد في الحديث عن صناعة الكتب الحقيقية لأن المخاطر عالية جدًا. إن الوسائل موجودة في بلادنا، وبالتأكيد الإرادة أيضا، ربما تكون كافية لتغيير نهجنا.

فبدلاً من فرض الكلاسيكيات الأدبية على طلاب المدارس الثانوية المتصلين، يجب علينا أن ندفعهم بسرعة لاختيار العناوين والمؤلفين”بما يتوافق مع روح العصر” بهدف جعل القراءة والكتب رائعة إلى حد ما.

هذا لا يعني التغاضي عن الكلاسيكيات ولكن الهدف هو أولاً تعزيز الارتباط مع الكتب، والباقي سوف يتدفق بشكل طبيعي…

ما يجب أن نقوله اليوم، في مغرب يشهد تغيرات عميقة، مغرب التحديات الشاملة، هو أنه بدون تركيز كل شيء على التعليم والتدريس والمعرفة، ستظل البلاد تعاني من التأخير في العديد من المجالات.

إذا علمنا ومن خلال تحليل الأرقام التي قدمتها الوكالة الوطنية لمكافحة الأمية، التي تشير  إلى أن عشرة ملايين مواطن مغربي، من أصل 36.47 مليون نسمة، لا يجيدون القراءة أو الكتابة…

بخصوص القراءة، من بقية المتعلمين، ليس هناك احصاءات اسمية ترصد معدل القراءة، كما أننا لم نسمع عن احصاءات قامت بها مراكز البحث أو مؤسسات اعلامية تمكننا من الاجابة بموضوعية علمية حول التساؤلات التي بدأت تطرح بشكل واسع حول ضعف القراءة داخل الأوساط المغربية المتعلمة، أو تراجع معدلات القراءة بنسب كبيرة تختلف عما كانت عليه قبل عقد أو عقدين من الزمان.

لكننا نستطيع أن نتحدث عن ظاهرة ضعف وتراجع القراءة ليس في المغرب وحده بل كذلك في العالم العربي من خلال عدة معطيات ليس هناك احصاءات اسمية ترصد معدل القراءة في دول العالم العربي، كما أننا لم نسمع عن احصاءات قامت بها مراكز البحث أو مؤسسات اعلامية عربية تمكننا من الاجابة بموضوعية علمية حول التساؤلات التي بدأت تطرح بشكل واسع حول ضعف القراءة داخل الأوساط العربية المتعلمة، أو تراجع معدلات القراءة بنسب كبيرة تختلف عما كانت عليه قبل عقد أو عقدين من الزمان…لكننا نستطيع أن نتحدث عن ظاهرة ضعف وتراجع القراءة في العالم العربي من خلال عدة معطيات.

التقارير التي تنشرها المنظمات العربية والاسلامية والعالمية في المناسبات المختلفة وتتحدث عن ارتفاع نسب الأمية في العالم، فقد سبق وان حذرت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية من خطر زحف الأمية على معظم فئات المجتمعات الاسلامية، وأكدت على أن نسبة الأمية في العالم الاسلامي تتراوح بين 45 و60%، أي أن أكثر من نصف السكان يعانون من الأمية.

أما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فقد أكدت بدورها في دراسة حديثة لها أن الغالبية السكانية في العالم العربي تعاني من الأمية، وأن عدد الأميين سيرتفع إلى 66% من الألفية الثالثة. كما ذكر تقرير لمنظمة العمل العربية أن 53% فقط من سكان العالم العربي قادرة على القراءة.

أما منظمة اليونسكو فقد تحدثت تقاريرها الأخيرة عن نسبة 43.4% من مجمل سكان العالم العربي يعانون من الأمية.

وإذا رجعنا لاستقراء رفع الانتاج الفكري وحجم الاصدارات السنوية، فسنجد أن العالم العربي يأتي في مؤامرة الركب العالمي من حيث الاصدارات السنوية، نأخذ على سبيل المثال مصر، فهي تصدر أو تنتج ما يقارب (1638) كتاباً أو إصداراً سنوياً، في المقابل نجد بريطانيا تصدر ما يناهز (48000) كتاباً أو اصداراً سنوياً، أما روسيا فمعدل الاصدارات السنوية يقارب (81900) إصدار.

وتصدر الولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب (84800) إصدار سنوي، كما تصدر (200) مجلة تعنى بالأطفال، في مقابل (10) مجلات للأطفال في العالم العربي. وقد أكدت بعض الإحصائيات أن ما تطبعه دور النشر العربية مجتمعة لا يصل نصف ما تنشره إسرائيل وحدها (اليونسكو سنة 1996).

وهذه المعطيات في حركة النشر يؤكدها المسؤولون عن النشر والطباعة والتوزيع في العالم العربي، إذ يتحدثون عن تراجع نسب توزيع الكتاب في الأسواق العربية بشكل ملفت وخطير، مما يشكل ظاهرة تحتاج إلى الرصد والمتابعة لمعرفة أسبابها وتداعياتها على واقع التنمية المترنحة أصلاً في العالم العربي.

وإذا رجعنا لاستقراء آراء المعلمين والأساتذة في مختلف المستويات التعليمية، فسنجد أن هناك شبه إجماع على أن غالبية الطلبة والتلاميذ لا يعتنون بالقراءة إلا في حدود المناهج والكتب المقررة، وأن حصيلتهم المعرفية والثقافية هزيلة وفي تراجع مستمر.

وعليه فبغض النظر عن عدم وجود احصاءات علمية حول نسب ومستويات القراءة في العالم العربي، إلا أن هذه المعطيات المذكورة، من ارتفاع نسب الأمية وتراجع حركة النشر، لا تترك مجالاً للتأكيد أو للحديث عن ظاهرة العزوف عن القراءة في العالم العربي، وأن هذه الظاهرة آخذة في الانتشار والتوسع، تدعمها أسباب داخلية اقتصادية وسياسية واجتماعية، وأسباب خارجية يمكن اعتبار العولمة الثقافية وانتشار وسائل البث الفضائي من أهمها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.