الأعراس داخل المجمّعات السكنية و”التْهْلال” الذي يسبق أذان صلاة الصبح: أمثلة على إساءة استغلال الحرية..

0

كثيرة هي ممارسات الإنسان التي يسيء فيهم استعمال حقوقه وحرياته، وكثيرة هي التصورات الخاطئة عن الحرية…ربما قد سبق لكل منا أن صادف بعض الحالات التي تدل

كثيرة هي ممارسات الإنسان التي يسيء فيهم استعمال حقوقه وحرياته، وكثيرة هي التصورات الخاطئة عن الحرية…ربما قد سبق لكل منا أن صادف بعض الحالات التي تدل على هكذا إساءات
شخصيا أصادف الكثير من هذه السلوكات التي تتناقض مع قيمة الحرية: وحتى أكون متوازنا فإن إساءة الحرية لا تقتصر على مجال دون آخر، بل لا تستثني أي مجال تقريبا
ففي المجال الاجتماعي، يحدث أن يُمارس بعض المواطنين حرياتهم في تنظيم حفلاتهم وأعراسهم داخل بيوتهم، وهذا حقهم….لكن الذي ليس من حقهم هو أن يستمروا في ذلك إلى أن تشرق الشمس مع ما يصاحب ذلك من ضجيج يصعب تحمله ،وهو ما يُقلق حرية الجيران ويحرمهم من حقهم في النوم….فحرية صاحب العرس يجب أن تحدّها حرية جاره في الراحة…..
فمن أراد أن يُقيم عرسا بمكبرات الصوت وأن يُحدث ضجيجا يستمر حتى شروق الشمس، ما عليه إلا أن يبحث عن مكان خارج المجمعات السكنية (قاعة الحفلات مثلا) أو يعمل عرسا بدون مكبرات صوت ضخمة……… 
المشكل أن الجار آخر من ُيستدعى ومع ذلك هو الذي يتحمل الضجيج (مثلا هذا الأمر لا يثير مشاكل كبيرة في البوادي لأن كل السكان يدعون إلى الحفل)……
.
علينا أن نجد حلا لهذه التقاليد البالية حتى لا نصاب بأمراض نفسية تؤثر على جميع أعضاء المجتمع….إذ لا يمكن أن تَسعَد مجموعة من الناس ويفرحوا ويرقصوا على حساب راحة الغير…..

ملحوظة قانونية: جميع الأعراس التي تُقام في المجمعات السكنية بعد منتصف الليل هي خارج القانون، لأن الترخيص المسلم لصاحب العرس من طرف السلطات لا يسمح باسمرار العُرس بعد منتصف الليل(,,,,,)
وفي ما يتعلق بالحريات الدينية: يمكن أن نتحدث عن ما يُسمى “المُهلّل” الذي يستيقظ قبل موعد آذان صلاة الصبح ثم يشرع فيما يسمى ” التهلال “….. مُزعجا الناس بدون نص شرعي ولا مبرر مصلحي…..إذ ما معنى أن يستيقظ الانسان على صياح “المُهلّل” على الساعة 3.00 صباحا بينما الموعد الحقيقي للصلاة هو 4,30 ؟….. هل الدين جاء لكي يزعج الناس طيلة الليل أم لتسود السكينة والراحة…. لست ضد آذان الصبح الذي يستغرق أقل من 5 دقائق… بل ضد “التهلال” الذي يدوم أكثر من ساعة ونصف….

أعرف بعض الناس يعانون بسبب هذا الأمر “المُبتدَع”، لكن في صمت، اعتقادا منهم أن ذلك من مشمولات الدين، بينما الدين منه براء ….فمنهم من يكون قد عاد لتوه من عمله اليلي….ومنهم من هو مريض….ومنهم من لديه طفل صغير يقفز من مكانه كلما صاح “المهلل“….

المشكلة أن الذين يقومون بهذه الممارسة لا يخفضون صوت المكبر….والأسوأ أن هناك بعض الأحياء تضم أكثر من مسجد وكل مسجد لديه “مهلله“…..
(,,,,,)
ملحوظة: لقد بحث في أكثر من مرجع عن أي إشارة من الدين الاسلامي لـ “التهلال” كما سألت عدد من المهتمين ولم أجد أي رأي يساند هذا السلوك الذي قيل أنه خاصية مغربية، بل هناك من اعتبره بدعة ضالة وخروج عن سنة الرسول… كما أنه أمر خاص ببعض المدن…وهناك مدن مغربية يُكتفى فيها بالأذان فقط…..
(,,,,,)
إشارة: في البدايات الأولى لدخول عالم التقنية للدول الاسلامية كان “الفقهاء” يعتبرون استعمال مكبرات الصوت في رفع الأذان بدعة ضالة.
(,,,,,) 
ربما علينا بدل المزيد من الجهد لكي نتعلّم الاستفادة من حرياتنا من دون الاساءة إلى حريات الآخرين..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.