زمن التفاهة والتافهين

0

عبد المولى المروري – ريحانة برس

كان من الممكن ألا أرد على المسمى رشيد أيلال، ولا أن أسمع خزعبلاته حول صحيح البخاري، ولا أن أعطي له اعتبارا وهو يتهجم على أحد كبار علماء العالم الإسلامي وليس المغرب فحسب، وهذا بشهادة أعلام العلم الشرعي في العالم.. ولكن في سياق الحملة المسعورة والمجنونة على الشيخ بنحمزة تحاملت على نفسي وحملتها ما لاتطيق بالاستماع إلى شطحات المدعو أيلال..

في معرض كلامه التائه والتافه، عددت وأحصيت ما يناهز المائة خطأ في اللغة العربية، علما أنني لست بالمتقن للغلة ولا بعالم فيها..

ونحن في مجال تخصصنا في مهنة المحاماة، ننظر في شكليات المقال قبل الدخول في الموضوع، فإذا وافق الشكل القواعد القانونية واستوى سليما عليها، آنئذ انتقلنا إلى المضمون بالبحث والدراسة والتعقيب.. أما إذا خالف المقال شكليات القانون وزاغ عن قواعده وأسسه الأولية دفعنا تواًّ بعدم قَبوله.. دون أن نكلف أنفسنا النظر في الموضوع إلا احتياطا..

وهذا منهج لا يقف عند القانون ومهنه، بل هو منهج يمتد إلى كافة العلوم التي يعتبر المنهج العلمي مسلكا لها، واللغة عمدتها وعدتها ..

المسكين (رشيد أيلال) وقع في عشرات الأخطاء اللغوية والنحوية والصرف، ولا سيما في جانب تمييز العدد وإعرابه عقب الكلام الذي يسبقه..

مادام المسكين في هذا المستوى من الهزال اللغوي الذي لن يؤهله ليستبين اللغة العربية على وجهها الصحيح، ولا يقوى على نطقها على النحو السليم، أنَّى له أن يفهم صرفها ونحوها ومعانيها ومبانيها وبديعها وقوافيها وقوانينها.. أنى له أن يميز بين المتشابه فيها ومجازها واستعارتها وكنايتها.. وأنى له أن يفرق بين طباقها ومقابلتها وتوريتها ومشاكلتها ومبالغتها وإغراقها وغلوها واقتباسها وجناسها.. وغير ذلك من علوم اللغة العربية التي لا يدركها إلا أولو العلم الرصين والباع الطويل والراسخون فيها رسوخ الجبال الشامخات..

ومادام يشكو المسكين من فقر لغوي فظيع أنى له أن يفهم كلام رسول الله على الوجه الصحيح وهو الذي أعطاه الله جوامع الكلم، وأنى له أن يستوعب كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد أنزله سبحانه بلسان عربي مبين..

إن ركام الأخطاء اللغوية والنحوية والإعرابية التي ينزلق فيها المسكين بغباء وجهل مستحكم لقمين بأن يضرب بكلامه عرض الحائط، ولا يشجع المستمع بأن يكلف نفسه النظر في هذيانه وهرطقاته التي تفتقد المبنى اللغوي قبل المعنى الملتوي، وقد زاغت عن اللغة السليمة قبل أن تزيغ عن الحكمة والفضيلة..

ولكن ما عسانا نقول أو نفعل، إنه زمان الرويبضة، والعهد الذهبي للتافهين ومرزقة الفكر والإعلام.. وأقدم اعتذاري إلى الشيخ العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة أن أقحمت اسمه وشخصه الكريم إلى جانب أحد أزلام الرويبضة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.