0

 محمد لعفو بلخياط – ريحانة برس 

لأنهم لا يتحملون منظر الدماء، ومشاهد القتل والذمار و إزهاق الأرواح، فقد خرج المغاربة للتظاهرتضامنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم ، خرجوا ليوقظوا ضمير العالم، لعله يستيقظ، لعل أحرار العالم يفعلون شيئا لمنع فصول الإبادة في غزة

المغاربة فطرتهم سليمة وعقيدتهم صحيحة لذلك يستقبحون إراقة الدماء، وقناعتهم أن من قتل نفسا بغيرحق فكأنما قتل الناس جميعا، هم لا يكرهون أحدا ولا يحقدون على أحد وقد عاشوا لحظات جميلة مع اليهود في القرن الماضي و ما قبله، كانوا كالاصدقاء أو أكثر من ذلك قبل أن يخلف في اليهود خلف بني صهيون قتلة الأطفال و النساء.

حتى اليهود استفزتهم الدماء، و همسوا في أذن الصهاينة أن لا تقتلوا باسمنا، أن لا تبيدوا شعبا بعقائد ما أنزلها الله، ولا نزلت على رسل بني إسرائيل، وخرجوا للشارع الأمريكي يهتفون بكلام جاهر لا لبس فيه ولا غبارعليه؛ أن كفو عن حصار أهل غزة و إبادتهم باسمنا… و إنما فعلوا ذلك، لأن قتل الشيوخ و النساء و الأطفال عمل بشع تستقبحه النفوس البشرية السليمة بغض النظر عن القناعات و المعتقدات .

ولعل حديث غزة،قد ذكر الجميع بحديث النكبة، وأحاديث الدماء و التهجير وأحاديث أخرى تكاد لا تنتهي،فهؤلاء هم من يقتلون هذا الطفل وتلك المرأة وذلك الشيخ، و يقطعون الشجرة و يفسدون المحصول، ذلك لان ماكينة القيم في مجتمعاتهم معطلة بنظريات فاسدة تدعو إلى القتل و الدم والخراب و الفناء وتناول الفطائر المقدسة، التي تزداد قدسيتها عند خلطها بدماء الأطفال و الشيوخ.

لذلك كان لزاما على أحرار العالم أن يكشفوا همجية المستوطنين، بما يقدرون عليه من الوسائل… ومظاهرة الرباط تأتي في هذ السياق. و هي كذلك، رسالة إلى كل العرب أن القضية الفلسطينية لازالت حاضرة في أدهان العرب و الأمازيغ، أن الصهاينة غادرون حتى لو اتبعت ملتهم، أن عبيد الغرب و جمهور المنبطحين لا سبيل لهم لوأد قناعات الشعب المغربي في نصرة كل المستضعفين في العالم…. فهل يا ترى سيفهم العبيد الرسالة و يكفوا عن التهجم عن عناصر الهوية الوطنية و ثوابت هذه الأمة المغربية، أم سيستمرون في محاولاتهم اليائسة في بلورة قناعات جديدة … أكيد سيستمرون ولو بعد حين، فقد جرت العادة أن أهل الشر قوم معاندون لا يملون ولا يستكينون إلا أن يضع الله أمرا كان مفعولا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.