عبد الله الجباري – rihanapress
بعد توقيع سيدنا سعد الدين مع الإرهابي بن شبات اتفاق التطبيع بين البلدين، صارت دولة إسرائيل من الدول الصديقة والشقيقة، والتي ستخضع المراسلات معها إلى البروتوكول العام للخارجية المغربية.
ولهذا التطبيع آثار تربوية، حيث بلغ إلى علمنا أن الثقافة العبرية قد تدرج في ثنايا المقررات التربوية، في حين لم تدرج بعد المقاومة الريفية بقيادة الخطابي، أو المقاومة الجبلية بقيادة الريسوني، أو المقاومة الجنوبية بقيادة الهيبة، وغير ذلك.
ولعل من الثقافة العبرية، أن يُدرج يوم رأس السنة العبرية ضمن لائحة العطل الرسمية، كما هو الحال بالنسبة ليوم رأس السنة الرومية.
ولهذا التطبيع آثار ديبلوماسية، حيث سيحضر سفراء المغرب في العالم مع نظرائهم في الحفلات الرسمية التي سيقيمها سفراء إسرائيل في العالم بمناسبة عيد استقلال إسرائيل، ويوم الاستقلال عندهم هو يوم احتلال فلسطين، وعندما يحضر السفراء المغاربة في هذه الحفلات، سيدلون بتصريحات ليديعوت أحرنوت وشوف تيفي وجيروازاليم بوست والأحداث المغربية، وستكون تصريحاتهم كلها عبارة عن غزل ومودة لأشقائهم الإسرائيليين في يوم اغتصاب أرض أشقائهم الفلسطينيين.
والحمد لله، المغتصِب شقيقنا، والمغتصَب شقيقنا. ونحن أشقاء الجميع.
وكل هذه الآثار قد تهون، مقارنة مع الآثار القانونية.
بالنسبة للقانون، يرجى من جميع المغاربة أن ينخرطوا في دروس الدعم والتقوية في القانون، خصوصا قانون الصحافة والنشر. لأن الجهل بنصوصه قد يودي بكثير من المغاربة إلى السجن، وبما أن البنية التحتية لمؤسسات شقيقنا التامك قد لا تستوعب الجميع، فإن الدولة المغربية قد تستعين بالقدرات اللوجستيكية لأشقائنا في إسرائيل من أجل إصلاح وترميم سجن قارة بمكناس، لاستيعاب ضحايا التطبيع.
ماذا يقول القانون؟
الفصل الأول من الفرع الرابع من القانون المذكور معنون ب”المس بكرامة رؤساء الدول الأجنبية والممثلين الديبلوماسيين”، والمادة 81 منه تنص على: “يعاقب بغرامة من 100000 إلى 300000 درهم على الإساءة لشخص وكرامة رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الشؤون الخارجية للدول الأجنبية”.
وتنص المادة 82 على “يعاقب بغرامة من 50000 إلى 200000 درهم على الإساءة لشخص وكرامة الممثلين الديبلوماسيين أو القنصليين الأجانب المعتمدين أو المندوبين لدى جلالة الملك”.
بمعنى، من الآن فصاعدا، يمكن للنيابة العامة أن تتابع كل من كتب منشورا مسيئا لأخينا بنيامين نتانياهو، أو لوزير خارجيته أو لرئيس الدولة. ويمكن لهذا المغربي أن يؤدي 30 مليون غرامة،
مثال: إذا كتبت مثلا: نتن نياهو، فهذه قد يرسو عليها الاجتهاد القضائي في الحد الأدنى، وهو 10 د المليون، وفي حالة العود، قد تصل إلى 20، وإذا كتبت عن شقيقنا عبارة [الإرهابي نتنياهو] أو [رئيس وزراء كيان العدو]، فلا تلومن إلا نفسك، لأن الاجتهاد القضائي سيميل إلى الحد الأقصى نظرا لقسوة العبارة، وستؤدي 30 د المليون يا حبيبي.
وللإفلات من العقاب، ما عليك إلا أن تكتب: شقيقنا وأخونا بنيامين نتنياهو.
أما الديبلوماسي الصهيوني الذي سيحل بالمغرب قريبا، فإن أهنته بعبارة غير لائقة، كأن تقول عنه: الإرهابي فلان، أو ممثل الإرهابيين في الرباط، فستنال العقوبة مرتين، مرة طبقا للقانون المشار إليه أعلاه، ومرة لأنه سيكون من جنسية مغربية لا محالة، وسيتابعك من الزاوية الأخرى.
لذلك، أنصح المغاربة من الآن، بالتزام آداب الضيافة واللباقة والتسامح والدين الإبراهيمي، وأن يستعملوا عبارات الصديق والشقيق والرفيق وغيرها، راه القضية حامضة،
ولو أن القانون يسري على الجاني بأثر رجعي، لجرجروا أخانا سعد الدين العثماني في المحاكم على العبارات التي صدرت عنه سابقا في حق الإرهابيين القتلة الغاصبين. ولكن الله سلمه، بناء على مبدأ لا رجعية القوانين.
اللهم انصرنا على أشقائنا، وانصر أشقاءنا على أشقائنا.
اللهم إن أشقاءنا قد بغوا على أشقائنا فانصر أشقاءنا المستضعفين على أشقائنا البغاة.
هذا دعاء كيوت، ليست فيه عبارات جارحة تخضع للقانون المذكور.
والحمد لله رب العالمين

التعليقات مغلقة.