0

 

ريحانة بريس :متابعة محمد اليحياوي
ما هذه الكآبة والعتمة والخوف الذي عم المدينة؟
هل سنعلن مكناس مدينة أثرية و كفى؟ للتاريخ وكفى؟ ألم يعد مجال الحياة بهذه المدينة؟

إن مظاهر التقهقر التي تعرفها المدينة في الأونة الأخيرة من تراجع مهول للنشاط الاقتصادي والاستثماري، ومن تآكل للبنيات التحتية وتردي للخدمات الاجتماعية وتغييب للاشعاع الثقافي وغياب أي دعم لمبادرات شبابنا و ابداعاتهم و ابتكاراتهم وما يقابله من زحف مخيف للاجرام بشتى انواعه ومن غياب لعروض الشغل وانسداد الآفاق امام الشباب، وتمكن العشوائية من التجارة بشوارع واحياء المدينة… هي مظاهر شتى مقلقة تطرح أكثر من سؤال حول من له المصلحة في ما يقع اليوم لمدينة مكناس؟؟

هل هي الحسابات والمزايدات السياسية الضيقة أم ضعف من أؤتمن عن تدبير وتسيير المدينة؟ بئس السياسة إن كانت كذلك!

إن المخططات التي استفادت منها عدد من المدن باستثمارات مهيكلة بملايير الدراهم كطنجة الكبرى والدار البيضاء الكبرى والرباط عاصمة الانوار والمغرب الشرقي والحسيمة منار المتوسط… هي مبادرات بقدر ما نحييها ونقدرها ونستشعر التنمية التي تعرفها هذه المدن بفضلها، بقدر ما نحس بالغبن والحسرة كغيورين عن مكناس لغياب أي تصور تنموي للمدينة ولجهتها.

إن كانت التنمية التي تستفيد منها جهات من واجهة المغرب هدفها الرفع من الاستثمارات الخارجية، فإن أي مخطط تنموي لمكناس ولجهتها سيكون صمام أمان وتتبيث للاستقرار بكل اشكاله للجهة وللوطن ككل، ناهييك عن مميزات مكناس الجمالية والجغرافية والثقافية والبشرية القادرة على خلق فرص النجاح والاستدامة.

لكل هذا، أضم صوتي للأصوات التي تدق ناقوس الخطر وتقول: كفى عبثا، كفى تجاهلا لمدينة مكناس! مكناس مدينة تاريخية أثرية على الانقاض، مكناس تجمع سكاني وعمراني ضخم وطاقات بشرية مهمة في خطر… تحتاج لبرامج حكومية
مكثفة وحكامة محلية ناجعة وانضباط ممثليها وليقظة مصالح أمنها… تحتاج لسواعد بناتها وأبنائها البررة… مكناس تحتاج عودة اهل مكناس الذين حققوا نجاحات بمدن أخرى لإنقاذ مدينتهم… تحتاج لخلخلة بالمجتمع المدني وانخراط الشباب في العمل السياسي والشأن العام. تحتاج لتدخل عملي ومستعجل.”

يقيننا أن العطف المولوي السامي وكما عهدناه لن يتأخر عن المدينة.
نريدها يد واحدة لانقاذ مدينتنا.
*مكناس ليست وليلي…مكناس ماض وحاضر ومستقبل*
*ابن مدينة مكناس*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.