هشام الصميعي- ريحانة برس 21:26

0

هشام الصميعي- ريحانة برس 

ينكر العديد من الخبراء وجود ما يسمى بالنظام العالمي الجديد فهذا المفهوم في نظرهم ما هو في حقيقته الا استكمال لمنطق توسع القوة في حدودها الممكنة والولايات المتحدة الامريكية تعي ذلك جيدا فهي تعتبر بان القوة المسلحة هي الوسيلة المتاحة للاستراتيجية اي الى تحقيق نتائج سياسية مستهدفة و”  لاغاية  إلا النصر ” كما قال مارشال بعد الحرب العالمية التانية .

فصياغة الأهداف الاستراتيجية لا تعرف حدودا بالنسبة للعم سام , من هذا المنطلق, كان اركان ادارة بوش الى جو بايدن يعتبرون القوة وسيلة لإزالة العقبات في طريق التقدم الطبيعي للشعوب نحو الرأسمالية الليبيرالية بزعمهم , من هنا تبدو امريكا كقوة متغطرسة تبرر استعمال الحرب كوسيلة لتحقيق الهيمنة السياسية على الشعوب .

وحتى الاتفاقيات الدولية المؤطرة للحرب يمكن الدوس عليها في سبيل تحقيق هذه الاهداف  , في حرب الخليج لم تحترم ادارة بوش اتفاقيات جنيف بخصوص العدد الحقيقي للقتلى العراقيين فقد اكد كريستوفر جيرود مندوب الصليب الاحمر الدولي انه سأل السفارة الأمريكية مرتين عن معلومات حول القتلى العراقيين ,  دون الحصول على اي منها دون ان يتلقى الاجابة وقال جيرود لازلنا ننتظر الرد من الحلفاء عن أمكنة القبور الجماعية وعدد القتلى العراقيين من واجبهم اعطاؤنا هذه المعلومات وفق البند 17 من اتفاقية جنيف ..لم يزودنا الامريكيون ابدا بأي رد.

وقد لاحظ هانز مورجنثاو من قبل ميل الولايات المتحدة الأمريكية الى اعتبار الحرب “مشروعا فنيا متكاملا بداته , يجب كسبه بسرعة , وبأقل التكاليف , وبصورة حاسمة كلما امكن ويجب ان يكون منفصلا عن السياسة الخارجية السابقة عليه والثالية له “!!

ومن هذا المنطلق سقطت الولايات المتحدة الامريكية في ازمة اخلاقية جديدة  بعدم تبنيها لقرار الهدنة الانسانية في حرب اسرائيل على غزة لانها تختزل الحرب في ممارسة للاستخدام الكفء للقوة , مع تهميش كل الاعتبارات السياسية والانسانية الى ان يتوقف إطلاق النار , ويصبح من الضروري إقامة سلام تفرضه قوة النيران .

فما دام ان الجيش الاسرائيلي لم يحقق هدفه الاستراتيجي من الحرب على غزة والمتمتلة في  تحرير الرهائن والقضاء على حماس ,  فلاضير في قصف المدنيين والتهجير واستخدام سلاح التجويع , برفض دخول المساعدات وتهديم المستشفيات وكلها اليات لحرب ابادة متوحشة ادانتها المسيرات في عواصم معظم الدول بما في ذلك امريكا  .

 وبذلك صمتت بل ايدت  و بالسلاح ادارة بايدن حرب متوحشة اهتز لها الداخل الغربي وستكون لها تبعات على ادارة الديموقراطيين ,  بسبب سوء تقدير مستشاري بايدن لتكلفة مساندة هذه الحرب اخلاقيا وسياسيا . وتعرى منطق الازدواجية الذي يلعب به الغرب بين الموقف من سقوط مدنيين في حرب روسيا على اوكرانيا والموقف من سقوط الاف الضحايا في  حرب الدولة العبرية بلاهوادة على الشعب الفلسطينيين .

تتشابه الحربين في كونهما حربين استباقيتين فالروسية على اوكرانيا كانت لكبح توسع الناتو على حدود روسيا وردع القوميين الاوكران  والتانية كانت منبعتة  .  من مخاوف حماس من ان تكتسح اسراييل القطاع وتفرض مشروع طريق ايلات الذي ترعاه امريكا والاتحاد الاوروبي بتحويل تلابيب الى سمسار للطاقة والموارد في المنطقة بين اسيا والشرق الاوسط  من جهة والاتحاد الاوروبي وهي ضربة مزدوجة يريد الغرب توجيهها للصين بضرب طريق الحرير الجديد تم الاستغناء على الغاز الروسي وتعويضه بالخليجي الذي سيمر عبر اكبر ميناء كان من المتوقع انجازه بغزة .

مشروع مثل هذا سيجعل قناة السويس في خبر كان وفقدان مصر لايرادات ضخمة كانت تجنيها من مرور السفن كما سيحول باب المندب الى منطقة ليست دات اهمية استراتيجية وهذا ما يجعلنا ننظر الى دخول حوتيي اليمن الحرب ضد اسراييل وتلويح ايران بدخولها والتي ترى في ذلك المشروع الغربي الاسراييلي تهديدا اقتصاديا لها .

الكل كان ينتظر ان تسقك حماس بعد هجوم السابع من اكتوبر بسرعة بين فكي الالة العسكرية الاسراييلية وحجت دول الاتحاد الاوروبي بسرعة واخرجت الاوراق الاي كانت معدة سلفا لمرحلة غزة بعد حماس ، والاستحواد على الموقع الاستراتيجي لغزة قلب الشرق الاوسط الجديد ، لكن السيناريوهات السياسية شيي وتقديراا الحرب شكل تاني سقطت اسراييل في مستنقع غزة ضد عدو تجهله تماما فيما  واصبحت دباباتها الباهضة الثمن عمياء كعصف ماكول تفعل فيها قدايف الياسين التي لا تتجاوز التلاتين دولار ما ؤفعله السكين في الزبدة .

وظهرت حكومة ناتانياهو بدون بداهة سياسية ولا نباهة عسكرية امام داخل المجتمع الاسراييلي الذي اصبح يرى ان هذه الحرب هي حرب ناتانياهو وفقط وكلما طالت بخسايرها الفادحة طال جلوسه على كرسي الحكم وعدم محاكمته ، وبدى السنوار حاكم غزة واسراييل على السواء يلعب باعصاب جنرالاتها ويفرض شروطه التي يطبقها نتانياهو كتلميذ نجيب كان اخرها انسحاب فيلق الكولاني من غزة كبداية للانسحاب الشامل للجيش الاسراٸيلي…يتبع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.