يوم دراسي حول دير تومليلين لإعادة البناء للتاريخ وأمجاد هذه المعلمة التاريخية بالمغرب

0

ريحانة برس – محمد عبيد

احتضن المركز الثقافي بمدينة آزرو مساء أول أمس السبت 6ماي2023 يوما دراسيا تحت عنوان : “حوارات بتومليلين” وذلك تزامن يوم إحياء ذاكرة دير تومليلين، شارك فيه باحثون ومثقفون وفاعلون من المجتمع المدني، وهي منطقة تقع بالقرب من مدينة أزرو ، كانت تضم في الماضي ديرًا يحمل نفس الاسم، وكان مناسبة جديدة لإعادة إحياء أمجاد هذه المعلمة التاريخية بالمغرب عموما وبالأطلس المتوسط على وجه الخصوص من حيث ما لعبه من أدوار في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية والاقتصادية والتسامح والتكامل بين الأديان .

اليوم الدراسي الذي يدخل في إطار الاحتفال بشهر التراث نظم المركز الثقافي لآزرو بشراكة مع مؤسسة ذاكرت من أجل المستقبل و مختبر الترجمة والتواصل والآداب بالجديدة وجمعية أصدقاء ابن زيدون للشعر والثقافة والفن والتنمية يوما دراسيا بعنوان : حوارات بتومليلين وذلك يوم : 06 ماي 2023 .

وجاء تنظيم هذا الحدث بمبادرة من مؤسسة “ذكريات من أجل المستقبل” بالشراكة مع مركز أزرو الثقافي، ومختبر الترجمة والاتصال والأدب بالجديدة (جامعة شعيب الدكالي)، وجمعية أصدقاء ابن زيدون للشعر والثقافة والفن والتنمية…

وقد هدف هذا اللقاء إحياء اللقاءات الدولية التي تم تنظيمها في مدينة تومليلين خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بحضور شخصيات تنتمي إلى عالم الفكر والأدب والسياسة والاقتصاد والثقافة من جميع أنحاء بلاد عالم.

وخلال هذا الملتقى الفكري تم تقديم العديد من الشهادات حول ذاكرة هذه المنطقة، فضلاً عن الأبحاث والمداخلات من قبل الأكاديميين الذين أكدوا على أهمية اللقاءات الدولية التي استضافتها تومليلين، والتي شكلت نموذجًا للحوار والتعايش الديني والثقافي بين الأديان المختلفة، ونشر قيم التسامح والحوار ونبذ العنف والتطرف بكل أشكاله.

ففي تصريح صحفي، قالت رئيسة مؤسسة “ذكريات المستقبل” لمياء راضي، بأن هذا اللقاء جاء بمبادرة من المجتمع المدني في أزرو يهدف إلى إحياء قصة استثنائية تم تنظيمها في دير تومليلين ، عندما أعلن رهبانه في عام 1953 دعمهم للراحل صاحب الجلالة محمد الخامس ورفضوا نفيه.

وأضافت المتحدثة، بأنه بعد الاستقلال مباشرة أقيمت لقاءات دولية في تومليلين تميزت بحضور شخصيات من خلفيات مختلفة، من أجل خلق حوار ديني يكون نموذجًا رائدًا للتعايش الديني في مقياس القارة الأفريقية.

من جهته ، أكد أحمد السرغيني، الأستاذ في المركز الإقليمي للمهن التعليمية والتدريبية بمكناس ورئيس جمعية آباء واولياء التلاميذ بالثانوية التأهيلية طارق بن زياد بأزرو، على أن اللقاء بحث سبل إعادة تأهيل تومليلين.. ومشيرا إلى أن المبادرة تهدف إلى إعطاء دفعة قوية للسياحة الثقافية والبيئية في المنطقة.

بالنسبة للسيد زهير بوشيبة، مدير المركز الثقافي بأزرو ، فلقد عبر على أن اللقاء هو جزء من الاحتفال بشهر التراث، ويهدف إلى بدء التفكير في ثراء التراث الوطني وروافد هويته، مضيفًا أن له مساحة و تشهد ذاكرة تومليلين على قيم التسامح والتعايش.

جدير بالإشارة إلى أن تاريخ تأسيس دير تومليلين يعود إلى سنة 1952، وقد واصل بعد الاستقلال مزاولة أنشطته قبل إغلاقه نهائيا سنة 1968، حيث تميز، خلال العقد الممتد من سنة 1956 إلى سنة 1966، باحتضانه فعاليات “الملتقى الدولي لتومليلين” التي كانت تتميز بمشاركة عدة شخصيات من مختلف القارات ومن جميع الأديان.

وقد خضع الدير قبيل نهاية سنة 2022 الى إعادة تأهيله وتثمينه في إطار اتفاقية شراكة مؤسسة “ذاكرات من أجل المستقبل وإدارة المياه والغابات، بغرض الحفاظ على هذا التراث التاريخي الاستثنائي، وتثمين السياحة البيئية عبر وضع برنامج طموح لإعادة تأهيل البنية التحتية وتجهيز الدير والمسارات السياحية المحيطة به… وذلك بغية جعله فضاء استقبال وترفيه طبيعي ونقل ذاكرته إلى أجيال المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.