طلبة أوكرانيا.. لماذا يرفضون اجتياز ممباراة التقييم؟

0

عبد النبي الشراط – ريحانة برس

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا بعد العدوان العسكري الذي تعرضت له هذه الدولة من طرف روسيا أثيرت الكثير من القضايا والمشاكل التي عادة تنتجها حروب.. نتطرق في التالي لواحدة من هذه المشاكل التي ترتبت عن الحرب العدوانية على أوكرانيا، وهي قضية (الطلبة المغاربة) الذين كانوا يدرسون هناك

فما هي قصتهم؟

حسب المعطيات والإحصاءات التي نتوفر عليها فإن عدد الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراساتهم الجامعية والعليا في أوكرانيا يصل إلى 9000 طالب وطالبة تقريبا، وبالنظر إلى أهمية الموضوع يمكن أن نلقي نظرة سريعة على الأسباب التي أدت وتؤدي بهؤلاء الطلبة والطالبات إلى الهجرة لدولة أوكرانيا لمتابعة دراستهم بها، في مجالات الطب والصيدلة والهندسة والهندسة المعمارية على الخصوص..

يقتضي النظام التعليمي المغربي في المجالات سابقة الذكر أن يحصل الطالب/ الطالبة على نقطة جيدة خلال اجتياز امتحان البكالوريا (على الأقل يجب أن يحصل الطالب على معدل (17 / 18) ثم يخضع لمبارة انتقاء من أجل الالتحاق بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان إلخ..

ولأن الأغلبية الساحقة من طلبتنا لا يحصلون على نقطة التميز التي تؤهلهم لاجتياز مبارة الولوج لهذه الكليات، فإنهم يعمدون إلى السفر خارج البلاد وتحديدا أوكرانيا لمتابعة دراسة هذه التخصصات بمعدلات بسيطة جدا لا تتعدى (10/12) أي هؤلاء الطلبة لا يحصلون على البكالوريا إلا بمعدل بسيط لا يتجاوز 10، وبطبيعة الحال فإن النظام التعليمي الأوكراني لا يشترط المعدل الجيد للولوج إلى الجامعات والمعاهد العليا، بالتالي فإن الطلبة المغاربة الذين لا يستطيعون الحصول على ميزة جيدة يفضلون الذهاب إلى هناك بينما زملائهم في المغرب وبالرغم من حصولهم على ميزة جيدة فإنهم يخضعون لإجراء مقابلة تقييم للولوج للكليات والمعاهد المتخصصة.

الٱن وجد الطلبة الذين يدرسون في أوكرانيا انفسهم خارج مسار متابعة دراساتهم بهذه الدولة التي تعاني من ويلات الحرب جراء الهجوم العسكري الروسي عليها، وقد عاد اغلبهم للمغرب بسبب هذه الحرب وتوقفت العديد من الجامعات الأوكرانية عن الدراسة خاصة في مدن خاركوف وكييف وزباروجيا وغيرها.

فما هي مطالبهم اتجاه دولتهم الأم؟

سبق لوزارة التعليم المغربية أن اعلنت استعدادها لاستقبال هؤلاء الطلبة في كلياتها ومعاهدها واشترطت إجراء مبارة تقييم لهؤلاء الطلبة، لكن المشكلة أنهم يرفضون اجتياز هذا التقييم ويطالبون بالالتحاق المباشر بكليات الصيدلة والطب وغيرها من التخصصات الأخرى!

والسؤال العريض المطروح.. لماذا يرفضون؟

لماذا يرفضون الخضوع لإجراء تقييم لمستواهم التعليمي داخل المغرب؟ بينما يقبلون إجتياز المباراة في حالة رغبتهم الدراسة في فرنسا أو بلجيكا أو ألمانيا؟

هل يعتقدون أن مباراة التقييم ستقصي أغلبهم من متابعة دراستهم بالكليات المغربية؟ علما أن سبب عدم التحاقهم بها من قبل يكمن في هزالة مستواهم التعليمي حيث يجدون تسهيلات في أوكرانيا خلال اجتياز الامتحانات ..

ثم ما ذا سيكون موقف زملائهم الذين التحقوا بهذه المؤسسات بناء على معدل جيد + الخضوع لاختبار تقييم؟

إن الذين ولجوا هذه الكليات والمعاهد بناء على مستواهم الجيد لا شك سيشعرون بالإحباط في حالة قبول هؤلاء الطلبة العائدون من أوركرانيا وهم يعلمون علم اليقين هزالة مستواهم التعليمي.. لما يصل من اخبار في كيفية اجتياز الامتحانات في أوكرانيا.

إن الذي يدرس يجب أن ينجح.. ولا يجب أن يفشل أو يحصل على ميزة متدنية ثم يأتي لاحقا فيطالب بمساواته مع من اجتهد وبذل أقصى مجهوداته للحصول على ميزة مشرفة..

إنني أرى أن تحل الدولة قضية هؤلاء الطلبة (العائدين من أوكرانيا) بعيدا عن إلحاقهم بكليات الطب والصيدلة والمدارس العليا للهندسة، وأن تلحقهم بكليات أخرى لا علاقة لها بهذه التخصصات.. وذلك حفاظا على مستوى الجودة الذي يتميز به التعليم المتخصص في المملكة وأن تطبق نفس الشروط على جميع الطلبة الراغبين في الالتحاق لدراسة هذه التخصصات. وإلا سنحتضن جزارين وليس أطباء وتجار وليس صيادلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.