إفران : تحالف البرد و الصقيع والحطب يأي ثمن

0

ريحانة برس – حدو شعيب

 في الوقت الذي يتوجه فيه المغاربة بالدعاء إلى الله قائلين «اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك» يتضاعف الدعاء لدى سكان الجبال والمناطق النائية، طالبين الدفء من قرٍّ يلسع ويوقف نبض الحياة عن مساراتها اليومية المعتادة.

في المدن يشعر المغربي بقليل من البرد، يلجأ إلى منزله حيث المكيّف أو المدفأة الكهربائية، ويغير ملابسه ويتمدد أمام التلفاز، يشاهد ما تواتر من برامج وأفلام ومسلسلات، هذا المشهد يوجد نقيضه في جبال «الأطلس المتوسط» مثلاً، حيث يصبح الحطب سيد اللحظة وتصبح الحرارة عز المطلب.

في بداية موسم الشتاء، يزداد الإقبال على الحطب، كما أن السعر في الغالب يرتفع بنسبة قليلة، لكنه يرهق جيوب الفلاحين من سكان البوادي المرتفعة في إفران وعين اللوح وأزرو مثلاً، فيصبح الحطب قطعة من الجنة، والحصول عليه مثل غنيمة في حرب ضد الطبيعة التي تواظب على عاداتها رغم ما تحاول السلطات المعنية وهيئات المجتمع المدني توفيره من إمكانيات وتدابير للحد من آثار موجة البرد على الساكنة.

قبل سنوات، كان الجدل قد احتد وبالضبط في سنة 2017 والتي تلتها، بعد ارتفاع ثمن الحطب الذي تسلق بدوره الأعالي وجلس فوق قمة الغلاء.

مرت تلك اللحظة، لكن الحطب حافظ على الثمن نفسه، بمعنى أنه بقي في مستوى الإرتفاع، لكنه استقر على العموم، وهذا هو الأهم دون زيادة أو نقصان.

كل الذين لا يعرفون قيمة الحطب بالنسبة لسكان الجبال، عليهم زيارة إفران أو عين اللوح أو أزرو والتمتع بالمناظر، لكن دون ملابس دافئة ودون سيارات مكيفة ودون وجبات دسمة وساخنة. عليهم أن ينتظروا في العراء، وبعد ذلك ليصفوا جمال المكان، القاطن ليس كالزائر الفرق شاسع، لأن الأول يعيش اليومي بكل تفاصيله أما الزائر فيعيش متعة السياحة الشتوية ويعود إلى دفئه في المدينة…….

 يتبع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.