بيان المؤتمر العربي العام “متحدون ضد التطبيع “

0

ريحانة برس – الرباط

 إن العدوان الأخير الذي شنُه الكيان الصهيوني على لبنان والردّ الصارم والفوري للمقاومة الإسلامية اللبنانية قد كشف جملة حقائق :

أولها : أن النوايا العدوانية الصهيونية ضد لبنان وفلسطين وسورية والعديد من أقطار الأمة هي في جوهر المشروع الصهيوني الاستعماري، وتعبير مستمر عن سياساته تجاه أمتنا، وأنه لا يمكن الردّ عليها إلاُ بالمقاومة بكل اشكالها، وفي مقدمها المقاومة المسلّحة ، كما رأينا في غزُة وجنوب لبنان .

 ثانيها : أن محاولة العدو تغيير معادلة الاشتباك التي فرضها عليه إنتصار لبنان المقاوم في عدوان تموز /يوليو 2006 فشلت فشلاً ذريعاً ، وأن المقاومة أكدّت له ولحلفائه أنها قادرة على الدفاع عن لبنان رغم كل الظروف الاقتصادية و المعيشية والسياسية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون منذ سنوات .

ثالثها : أن تل أبيب ظنّت أنها بتوقيت عدوانها الوحشي مع تحركات داخلية لبنانية ستنجح في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه منذ 15 عاماً ، حيث عاش لبنان في ظلّ ردع المقاومة ومعادلتها الذهبية (جيش وشعب ومقاومة ) أمناً وسلاماً من أي غارة أو عدوان صهيوني، وهو أمر لم يعرفه لبنان منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948.

 رابعها : أن هذا العدوان جاء ليؤكد أن ما يتعّرض له لبنان من أزمات مالية واقتصادية ومعيشية خانقة هو جزء من عدوان واشنطن وتل أبيب وأتباعهما في المنطقة ، والمستمر من أجل كسر إرادة اللبنانيين وإذلال الشعب اللبناني وضرب عناصر قوته.

 خامسها : لقد جاء هذا العدوان على لبنان ،كما العدوان الأخير على القدس وكل فلسطين ، في أجواء هرولة بعض الحكومات العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ليؤكّد أن التطبيع لم يكن يوماً مدخلاً للأمن والسلام والهدوء في المنطقة ، بل هو مظّلة لتغطية كل أشكال العدوان المستمر على فلسطين ولبنان وأقطار الأمة والإقليم.

 إننا في المؤتمر العربي العام “متحدون ضد التطبيع ” ، والذي تشكّل حركات المقاومة في الأمة مع المؤتمرات و المؤسسات و الإتحادات والهيئات الشعبية أبرز مكوناته، إذ يحيّ المقاومة ويثمّن سرعة تصديها للعدوان والتصدي لأغراض غاراته واعتداءاته ، يؤكد على ضرورة إلتفاف قوى الأمّة الحيّة وأحرار العالم حول المقاومة اللبنانية والفلسطينية ، كما يدعو كل القوى الفاعلة في لبنان الحبيب إلى تجاوز كل الحسابات والحساسيات العابرة من أجل إخراج لبنان ،العزيز على كل عربي ، من محنته وتمكينه من الإنتصار على كافة العوامل المعيقة لتطوره ونموه ، وفي مقدمها الفساد والاحتكار والنظام الطائفي والعصبيات المذهبية المريضة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.