من داخل سجن فاس نور الدين نفيعة يصدر بيانا بشأن تنظيم دولة البغدادي

0

حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي الدولة

نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله و صحبه الغر الميامين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

فهذا بيان إلى أمتنا المسلمة عامة و إلى الرأي العام بالمغرب الأقصى خاصة أبين فيه موقفي أنا العبد الفقير إلى الله أبو معاذ نور الدين نفيعة موقفي من تنظيم الدولة الإسلامية فأقول وبالله التوفيق – نصحا للأمة و تبرئة للذمة – أنني لن أكون حربا على المستضعفين ولن أكثر سواد من صال على أهل القبلة بغير حق كائنا من كان، ولن أسكت عن من استباح حمى علمائنا وأئمتنا أو قدح في إيمانهم وأمانتهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وأؤكد لكل من يبلغه خطابي هذا من عامة المسلمين أن من أصول الدين الذي ارتضاه الله لنا اقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم و سلفنا الصالح رضوان الله عليهم والاجتماع على ذلك والاقتداء بأئمة الهدى وورثة الأنبياء فهم خيار الأمة، وروادها وعدولها ومن أصوله اجتناب الأهواء وأهلها واجتناب الفرقة وأسبابها واجتناب العلو في الأرض والفساد ومن أصوله أن نأخذ الناس في أحكام الدنيا بظواهرهم ونكل سرائرهم إلى الله وأن من استفاضت عدالتهم وشاع الثناء عليهم لا يسأل عن عدالتهم فضلا عن تجريحهم كما أن من صحت عدالته وثبت في العلم أمانته لم يلتفت فيه إلى قول أحد :

فقل للعيون العمي للشمس أعين**سواك تراها من مغيب و مطلع

و سامح نفوسا لم تؤهل لحبهم ** فما يحسن التخصيص في كل موضع

و لن تدرك المطالب العالية إلا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة ولن يمكن الله لمن ظهرت أعمالهم لجميع العقلاء خلاف ما تقتضيه الحكمة و أتت على أنقص الوجوه و أشنعها وأجهزت على جل المصالح المقصودة بها خلاف لما يقصده الشرع وتقتضيه الحكمة.

فإن كان كثير من العقلاء استدلوا على النبوة بنفس الشريعة و استغنوا بها عن طلب المعجزة – لأن دعوة الرسل من أكبر شواهد صدقهم- فإن سيرة تنظيم الدولة الإسلامية على العكس من ذلك، ففيها أكبر شاهد على أنهم أبعد الناس عن الرشاد و منهاج النبوة، و كل من علم ما هم عليه و لم يمنعه مانع من الوقوف على حقيقة الحال و ناصرهم بعد ذلك فهو منهم وحكمه حكمهم، كما نطق به علماؤنا.

ونقول لأهل الإسلام قاطبة أن ما وعد الله تعالى به حق و أن ما بشر به رسولنا صلى الله عليه و سلم واقع لا محالة، و أن وجود الباطل في الكون من كمال حسن الحق فإن الضد إنما يظهر حسنه بضده :

وربما كان مكروه النفوس إلى ** محبوبها سببا ما مثله سبب

فما عزمت على إصدار هذا البيان إلا بعد أن صار السكوت موقفا يزكي ما يقع في حق أهلنا في الشام من جرائم على يد تنظيم الدولة الإسلامية، وإن كان قد طال سكوتي كل هذه الفترة فلضرورة الوقوف على حقيقة الحال و التبين والتثبت من كل القرائن والأدلة التي انبنى عليها موقفي في هذا البيان فبعد أن كمل النصاب واتضحت الرؤية صار لزاما علي بذل هذا النصح رجاء ما عند الله تعالى ونصرة للمستضعفين وأداء لبعض الحق الذي علينا لخيار الأمة.

وأذكر بما صح عن نبينا صلى الله عليه و سلم حيث قال : ” بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُتَّهَمُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فيها الْمُتَّهَمُ، وَيَنْطَقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ . قَالُوا: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «السَّفِيهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.”.

ومن المعالم الكبرى لفتن آخر الزمان : التفقه لغير الدين والتعلم لغير العمل وإلتماس الدنيا بعمل الآخرة وقلة الأمناء و كثرة الأمراء وقلة الفقهاء وكثرة القراء. والعصمة من ذلك كله سفينة الاعتصام بالكتاب والسنة والرد عند التنازع لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعدم التقديم بين يديهما بقول أو فعل. وأولى الناس بهذه العصمة هو أعلمهم بالحق وأرأفهم بالخلق وأفقههم بسنن الخالق، وأظل الناس القائلون على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يعلمون الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا و أشقاهم أئمتهم فهم أضر على الأمة من أهل الذنوب.

فنرجوا الله تعالى السلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يمن علينا وعلى جميع المسلمين بالعافية واليقين. والحمد لله رب العالمين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.