حسرة مكناس في البحث عن التنمية المفقودة!

  • بتاريخ : 14 يوليو، 2024 - 11:35
  • ريحانة برس- محمد اليحياوي

    ويحدثونك عن مدينة مكناس مدينة الأحداث والجمال… للأسف المدينة تشكو حسرتها مما يجري فيها من أحداث ومن أشغال أتلفت عنها مجال التنمية المنشودة…

    إذا كان الجمال حالة إنسانية لا يمكن لأمة أو لشعب أو لمجموعة من الناس أو حتى شخص بمفرده أن يفرط أو يستغني عنها، فإن في بلدي وتحديداً في مدينتي مكناس فقد أصبح الجمال من الماضي، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تدني الحياة الإنسانية في مدينة كانت في يوم ما منارة هدى ورمزا حضاريا وإنسانيا كبيرا، فضلا عن كونها مدينة مفعمة بالجمال…

    مكناس التي كان يطلق عليها “باريس الصغرى” أو “فرساي”… اليوم تتكدس في ساحاتها وشوارعها الرئيسة الأسواق العشوائية والباعة المتجولون مخلفة وراءها نفايات تتصارع فوقها الكلاب السائبة والقطط والجرذان…

    وبعد أن كانت أسوارها ومعالمها الحضارية رمزا مكناسيا وتراثا معماريا زاخرا، تحولت إلى مكب للنفايات ومجرى تتدفق اليها ومن خلالها المياه الثقيلة، إنه الجمال المفقود في هذه المدينة، الجمال الذي كان جزء منها، أصبح اليوم حالة غريبة عليها!!… بعد أن كانت فيها أسس الجمال الثلاث: (الماء، والأرض، الإنسان)…

    مدينتي صارت تئن من غطرسة أهلها
    مدينتي… مدينة مكناس… مدينة الصبر والاحتساب…
    مسقط رأس الآباء والأجداد… مدينة ماضيها يعطر الأنفاس…
    تاريخها مضرب كل الأمثال
    حاضرها غم وأحزان… وحياتها تهميش وخذلان..

    مدينة تئن تحت وطأة الغبن…
    مدينة ترزح تحت رحمة وعطف الآخرين
    مدينة تعتاش على فتات موائد الموسرين
    أعيانها في غيبوبة عن واقع صار… ووجهاؤها تشكي سوء الحال وذل السؤال!

    مدينة وضعها الصحي يحتاج وقفات… ووقفات وحتى صرخات..
    حيطان… لوحات براقة… دهاليز لك الله يا مدينة الصبر والاحتساب… ومبكية العشاق عاشت التهميش بكل مشاهده.
    نامت على الظيم بكآبة قسماته.
    كانت تشكل إحدى أهرامات العاصمة الإسماعلية الشامخة في حقبة زمنية زاهية..

    واليوم تعيش تخبط تخطيط… وعشوائية إجراءات.
    لك الله يا مدينتي الحالمة.
    والحمد لله على كل حال.