قندهار(أفغانستان) – قال قائد في حركة طالبان الأفغانية الخميس إن صفقة تبادل السجناء التي أطلقت سراح آخر أسير أميركي في أفغانستان، تظهر أن طالبان لها
قندهار(أفغانستان) – قال قائد في حركة طالبان الأفغانية الخميس إن صفقة تبادل السجناء التي أطلقت سراح آخر أسير أميركي في أفغانستان، تظهر أن طالبان لها شرعية كحركة قادرة على التوصل لصفقات ناجحة من خلال التفاوض مع الولايات المتحدة.
وتدين حركة طالبان، التي لم يغير تفاوض الولايات المتحدة من وضعها على لائحة المنظمات الدولية الإرهابية، بهذا “النجاح الديبلوماسي” لوساطة قطر التي ترتبط معها بعلاقة مثيرة للجدل.
ولعبت الدوحة دورا محوريا في عملية تبادل الأسرى التي حصل بموجبها السارجنت بوي برغدال (28 عاما) آخر جندي أميركي محتجز أسيرا في أفغانستان على حريته.
وأفرجت واشنطن عن خمسة عناصر من طالبان من معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا مقابل اطلاق سراح برغدال الذي خطفته طالبان قبل خمس سنوات.
وقال مولوي مبارك وهو “حاكم ظل” من طالبان لمقاطعة شاه والي كوت في إقليم قندهار إن “هذا يمنح الإمارات الإسلامية شرعية أكبر أمام العالم.. إنه يظهر أننا قادرون على التعامل بشكل مباشر مع الأميركيين وبنجاح أيضا.”
ويقول مراقبون إن مولوي يعيش على اضغاث أحلام غذتها في عقول قادة طالبان الحكومة القطرية التي كانت حريصة أكثر ما يكون على تقديم خدمة تراها عظيمة للأميركيين، ليس إلا، وإن الحال سوف يتغير بعد تحرير العسكري الأميركي.
وعقب الاتفاق الذي أطلق بموجبه سراح برغدال عبر مسؤولون أميركيون بالمخابرات ومستشارون بالكونغرس عن بواعث قلقهم إزاء دور قطر كقناة اتصال بين واشنطن والمتشددين الإسلاميين.
وقال مسؤول خليجي إن أعضاء طالبان الذين حصلوا على تصاريح إقامة قطرية لن يعاملوا كسجناء في الدوحة، وإنه لن يشارك مسؤولون أميركيون في مراقبة تحركاتهم في قطر.
وقال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب وهو من الحزب الجمهوري إن ثقته محدودة في التطمينات الأمنية القطرية فيما يتعلق بحركة قادة طالبان المفرج عنهم ونشاطهم كما أن ثقته أقل في استعداد الدوحة لضمان تنفيذها.
وقال محقق بالكونغرس طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا بالتعقيب على هذه المسألة “منذ اكتشفنا أمر هذه الانتقالات أبدى أعضاء بالكونغرس مخاوف كبيرة بناء على تقديرات المخابرات وأداء قطر في الماضي”.
ووردت تفاصيل مخاوف وزارة الخارجية بشأن رقابة قطر على المتشددين المفرج عنهم في برقية دبلوماسية صادرة من السفارة الاميركية في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير/شباط 2009 استنادا إلى حالة الجار الله المري الذي أفرج عنه من غوانتانامو في قطر في يوليو/تموز عام 2008.
وفي البرقية انتقدت السفارة الاميركية قطر لعدم تنفيذ وعودها بمنع المري من مغادرة قطر مشيرة إلى أنه قام برحلتين إلى بريطانيا منذ الافراج عنه من غوانتانامو وأن السلطات البريطانية ألقت القبض عليه خلال زيارته الثانية في أوائل عام 2009.
وتمنع سياسة الحكومة الاميركية التفاوض المباشر مع الارهابيين. ولتفادي أي اتهامات لجأ الرئيس أوباما لوساطة قطر التي لها تاريخ في إجراء محادثات بين واشنطن وطالبان.
وفي العام 2010 توجه قادة طالبان إلى قطر لإجراء مفاوضات سرية مع الحكومة الاميركية بشأن اتفاق سلام محتمل لوضع نهاية لوجود قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان.
وعندما تعثرت تلك المحادثات بقي بعض زعماء طالبان في قطر واعتادوا على رغد العيش فيها.
وشوهد هؤلاء في مراكز تجارية وأسواق كما شوهدوا يلعبون من أولادهم في صالات رياضية مكيفة الهواء.
وقالت مصادر مقربة من هذه المجموعة إنها تعيش في مجمعات سكنية خارج الدوحة على حساب الحكومة القطرية.
وأطاح ائتلاف قادته الولايات المتحدة بحكومة طالبان في أفغانستان عام 2001 إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول ولكن لا يزال للحركة “حكام ظل” في أنحاء البلاد.
وقال مولوي مبارك إن هذه الصفقة ستعزز الروح المعنوية في صفوف طالبان بما في ذلك مئات الرجال المنضوين تحت قيادته في ثلاث مقاطعات مجاورة.
وأضاف “هذا يمنحنا المزيد من الشجاعة والتصميم للاستمرار في هذه المهمة المقدسة.”
ولا تزال حركة طالبان المتمردة تتمتع بقوة كبيرة رغم أكثر من 13 عاما من الحرب وإنفاق مليارات الدولارات على إعادة الإعمار.
واكتسبت الحركة أرضا مع انسحاب القوات الأجنبية والتي من المقرر أن يغادر معظمها بحلول نهاية عام 2014 .
وسلمت طالبان برغدال إلى قوات خاصة أميركية في أفغانستان يوم السبت بعدما أمضى خمس سنوات في الأسر مقابل نقل خمسة أعضاء في طالبان من معتقل غوانتانامو إلى دولة قطر.
إرسال تعليق