عندما وضع المجلس الوطني للصحافة عنق المراسل الصحفي على مطرقة قانون أعمى (الحزء الأول/2)

0

ريحانة برس – محمد عبيد

*صدق من قال :”المشرع حرامي!”*… ففي خضم ما خلقه بلاغ المجلس الوطني للصحافة من ضجة من خلال محاولة إقصاء المراسلين الصحفيين و”كردعتهم”، وهم الذين يعتبرون اصلا نواة الصحافة الوطنية بصفة عامة، كون الموقف المعلن نهاية الأسبوع الأخير أثار حفيظة عدد من المراسلين الصحفيين المحليين إثارة غير بريئة تنم عن اجتهاد مشرعين لتصفية “أعضاء” الجسد الإعلامي المغربي مِن مَن يراه البعض من المقننين للتشريع الصحفي بأن “عضو” المراسل الصحفي فقط استغلالا لهذه الطاقات، سيما فيما يحصل الآن من فوضى التي تعيشها المناطق المتضررة من الزلزال لانتشار واسع لأصحاب الكاميرات لنقل وتدوين مشاهد واعتبارهم صحفيين، وقد اسالوا اما غفلة وهي مسؤولية عيون اليقظة! او بمباركة من البعض الذي غض الطرف عند تقدم هؤلاء المتسللين لتقمص دور الصحافة او المراسل الصحفي؟!!، وهذا أكثرخطرا لتشويه المجال الصحفي ككل مع سبق الإصرار والترصد؟!

في كل دول العالم الديمقراطي هناك اعتراف صريح للمراسل الصحفي بكامل حقوقه وواجباته ومقنن بشكل صريح…. إلا في المغرب للأسف يريدون استعباد المراسل الصحفي وهضم حقوقه بل إقباره إحباط مجهوداته رغم استغلال العديد من المنابر من قبل اصحاب ومناصب بالمجلس الوطني للصحافة؟ وكثيرون مِن مَن يُعتمدون من قبل بعض المنابر هم من طبعة ” باك صاحبي وصاني عليك”.. أصدقاء أو مقربون من عائلاتهم أو محزبون في مراكز قرار داخل تنظيماتهم الحزبية!؟؟

فمن هو المراسل الصحفي؟

يجمع المراسلون الصحفيون معلومات حول عنصر ما ويكتبونه أو يبثونه عبر قنواتهم إما المصورة او المكتوبة سواء ورقية او إلكترونية.. توجد دورات للصحافة!… لكن هل سمع أحد عن معهد يقدم دورات في إعداد التقارير؟ هذا لأن التقارير جزء أو مجموعة فرعية من الصحافة وليست كيانًا منفصلاً.

وبالتالي فإن المراسلين الصحفيين هم نوع معين من الصحفيين الذين يجمعون الحقائق والمعلومات ويبلغون عنها أيضًا في منابرهم.

الصحافة هي مجال واسع للدراسة لا تعد التقارير الصحفية سوى جزء صغير منه.

• يمكن للصحفي أن يكون مراسلا بينما لا يحتاج المراسل الصحفي أن يكون دائما صحفيا.

• الصحفي يجمع المعلومات ويحلل ويكتب بينما يقدم المراسل الصحفي كل ذلك في وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة.

• المراسل الصحفي هو الشخص الذي يتحدث أو يكتب مقالات ويحتاج إلى شخصية قوية، بينما يكون الصحفي في الغالب وراء الكواليس…

هناك فرق آخر ملحوظ بين الصحفي والمراسل الصحفي يكمن في مؤهلاتهم… يمكن لأي شخص أن يكون مراسلا صحفيا. ومع ذلك، لكي تكون صحفيًا، يجب أن تكون حاصلاً على مؤهلات مثل درجة علمية أو دبلوم في الصحافة.

*جميع الصحفيين صحفيون، لكن ليس كل الصحفيين هم صحفيون.

يقول صديق لي في أحد تعاليقه عن الموضوع: “هل من فصل قانوني ذكر فيه اسم مراسل صحفي؟

ما مدى قانونية المراسل الصحفي؟

هل المؤسسة الإعلامية تتوفر على قانون يعطيها حق إحداث مراسلين؟

إذا كان القانون يعطي حق ممارسة مهنة المتاعب فقط للحاصلين على بطائق مهنية، على ما اعتقد هذه الفئة لن تغطي جل أرجاء الوطن…. إضافة إلى ان هناك مراسلين يجيدون الممارسة الصحفية أفضل ممن يتوفرون على بطائق مهنية!” ……

ويقول زميل مراسل صحفي من جيلي القديم في المهمة:

“لايمكن بأي حال إقصاء المراسلين والمتعاونين… فالصحافة الوطنية على امتداد التاريخ كان حضورها وقوتها في المشهد السياسي والرياضي والثقافي بفضل اعتمادها على المراسل الصحفي المحلي..

السؤال الآن بعد هذه اللخبطة: كيف لهذا الصحفي المهني وهو جالس في مكتبه أن يواكب ويعلم بما يجري ويدور في الساحة (المداشر _القرى_ والمدن الصغيرة ) أو متابعة جلسات المحاكم في القضايا المثيرة..أو، أو … دون مصادر عليمة أو قريبة من الحدث..!!؟

سؤال آخر يطرح نفسه: هل المواقع التي تعتمد على شبكة كبيرة من المراسلين تقارب المائة أو ربما أكثر بكثير من ذلك (نموذج شوف ت ف ) هل مراسلوها يتوفرون جميعهم على البطاقة المهنية؟

هذه المحاولة هي نوع من الاحباط وإفشال المقاولات الصغيرة والمتوسطة.

فلا يمكن العمل دون مصادر موثوقة، ومن عين المكان؟! لهذا فمن حق المقاولات اعتماد مراسلين ومتعاونين”.( انتهى التعليقان معا).

وأنا إذ أكتفي بهذين التعليقين من جملة تعاليق اخرى، وإن لم أكن أبدا من محبي النرنيسيجية، أضطر لتذكير البعض من أعضاء المجلس الوطني للصحافة أني مارست مهمة مراسل صحفي لما يناهز 4عقود من الآن (37سنة) بعدد من المنابر الوطنية المكتوبة وأمهات الجرائد إن الحزبية أو المستقلة ( وباللغتين العربية والفرنسية) قبل ظهور صحافة السوشيال ميديا… بشكل مسؤول وفي تضحية شاملة وتامة لأوقاتي ولحقوقي وعلى حساب أسرتي، لأني كنت ولازلت شغوفا بالمهمة ولم يسجل علي أني وقعت في زلة أو في المحظور في نشراتي التي جلها كانت نشرات مشاكسة… أمَا كان الأجدر بالسلطات في عين المكان أن تقوم بالواجب في حينه لضبط الأمور؟…، وإن كان الآن المجلس الوطني للصحافة ورئاسة النيابة العامة بصدد تحميل المسؤولية لمختلف السلط… وذلك لما يحدث من عبث فاضح المتعلق أساسا، بمنتحلي صفة صحفي مهني، تحت صفة مراسل أو مدون.

وهذا لا يعني وضع الكل في سلة فاسدة واحدة، إذا ذكَّرنا نفس أعضاء المجلس الوطني خاصة أصحاب المقاولات الصحفية بأن هناك من المراسلين الصحفيين الذين فاق وجودهم وانتماؤهم للجسم الصحفي أكثر من مقام البعض من المشرعين… ( مراسلون صحفيون محليون على الأقل ربع قرن إن لم أقُل فاق حضورهم في الشهد الإعلامي إن محليا أو وطنيا الثلاث عقود، وفرضوا وجودهم بشكل مسؤول، ومن يشكك في قولنا هذا!؟؟ مستعدون لمواجهته شخصيا خاصة وأن البعض كان يتعامل مع المراسل الصحفي بعقلية حزبية أكثر من عقلية صحفية مهنية!!! )، مراسلون صحفيون محليون صنعوا أسماءهم وفرضوا وجودهم بتكوين شخصي من خلال الممارسة الميدانية قد تكون أكثر أهمية من التكوين الأكاديمي الذي يخضع مكونه لجملة من التقنيات التي تحد من مؤهلاته سواء الفكرية أو الجرأة في النشرة الإعلامية!؟؟ مراسلون صحفيون بكل جرأة يكتبون وفي إطار احترام أبجديات الجنس الصحفي حسب نوعيته، وصارت نشراتهم أكثر قوة حضورا واهتماما من قبل سواء دواير مسؤولة أو من المتلقين للاطلاع عن آخر المستجدات الإخبارية خاصة منها المحلية التي تمكن المراسل الصحفي من لعب دور محوري في إثراء وإغناء النشرات الصحفية والاخبارية، وهو الحلقة الأولى والأهم في صناعة الأخبار.. خاصة وقد أكدت المناسبات أن المراسلين الصحفيين لديهم قدرة هائلة لتغطية الأحداث المباشرة ضمن أصعب الظروف ويضحون بأنفسهم من أجل إبقاء الجمهور المتلقي على اطلاع بما يحدث حوله ووضعه في الصورة الكاملة للخبر كيفما كان جنسه…

أي منبر إعلامي سواء ورقي او إلكتروني عماده وأساسه المراسل الصحفي المحلي أو الجهوي، إلا أننا نسجل بكل أسف بأن وضعية المراسل المعتمد مقلقة جدا وغير واضحة للأسباب التالية :1/سوء معاملة صاحب المقاولة الإعلامية الذي لا يعترف حتى معنويا بدور المراسل المتطوع ويظن أن كلمة متطوع تسمح له ان يعمل عنده ك”خماس” وأكثر.

2/المجلس الوطني للصحافة لا يعترف له ببطاقة المراسل التطوعية ويحاربه بكل الوسائل.

3/ القضاء لا يعترف إلا ببطاقة الصحفي المهني، وعنذ أي مشكل في النشر بكل أنواعه قد يصطدم المراسل الصحفي من تقمص صاحب المقاولة الاعلامية من كل مسؤولية.

4/في التظاهرات المختلفة لا تعترف إلا بالبطاقة الرسمية المسلمة من المجلس الوطني للصحافة.

5/المجتمع نفسه يتحامل على المراسل المتطوع ويظنه متطفلا على الميدان.

……….✓#للموضع بقية في جزء موالي غدا بحول الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.