الدكتور عبد الله الجباري :  السلفية العلمانية بين الدين وحقوق الإنسان؟

0

عبد الله الجباري – ريحانة برس

السلفية ليست مذهبا. السلفية حالة وجدانية رومانسية يفر بها الإنسان من الواقع للاحتماء بالماضي والارتماء في أحضانه. لذلك لا فهمَ عنده أسلم من فهم السلف. ولا حياةَ نموذجية إلا حياة السلف.

وهذا مثل الإنسان الذي يعيش في عصرنا المتطور وتراه يحن إلى الماضي ويقول: أيام الزمن الجميل. رغم أن ذلك الزمن ليس أجمل من واقعه.

لهذا. فإن الحنين إلى الماضي/السلف هو مجرد رومانسية لا غير.

اليوم قررت أن أتجول في صفحات بعض شيوخ السلفية بالمغرب عل وعسى أجد لهم منشورا أو مقطع فيديو يتحدث عن تصويت البرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان والعمل الصحفي وبيغاسوس …. ولم أجد لذلك أثرا.

فهل هؤلاء السلفيون لا يؤمنون بحقوق الإنسان ولا يهتمون باعتقال الصحفيين؟

أم أن فهم سلف الأمة لم يكن يهتم بحقوق الإنسان؟

أم أن شيوخ السلفية علمانيون متدينون. يقصرون الدين على بعض الزوايا الثانوية. وحين يجد الجد ينقبعون في بيوتهم؟

أليست العلمانية هي فصل الدين عن الحياة. فأين المقاربة الدينية لبيغاسوس واعتقال الصحفيين واعتقال شباب الريف؟

وإذا كان البرلمانيون الأوربيون مجرد كذابين فعلى شيوخ السلفية أن يؤطروا الرأي العام في هذه المعركة وألا يتركوا المغرب عرضة لكيدهم؟

وسواء دافعوا عن الحقوق وتماهوا مع التصويت الأوروبي أو انتقدوه. ففي الحالتين معا سيخرجان من وصف العلمانية. لكنهم في علمانيتهم السلفية سادرون نائمون يغطون.

ممكن تدخل صفحة أحد شيوخهم وتجد له شريطا بعنوان: “وافيق باركا من النعاس. حرب العلمانية على الإسلام”.

ولكن. والله ما توجد عندو: “وافيق. حرب الاستبداد على الإنسان”. مع العلم أن السلفية الحقة تعظم الإنسان لأن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ذكر أن حرمة الإنسان أعظم من الكعبة.

ويأتي من يرمي بالإنسان في السجن سنين عددا ولا يتذكر السلفي العلماني حلف الفضول. ولا يتذكر السلفي العلماني حرمة الإنسان الأعظم من الكعبة. ولا يتذكر السلفي العلماني السلف وفهم السلف إلا في الأمور الثانوية التي لا تخرجه عن علمانيته.

نحن الآن أمام علمانيتين

علمانية غير متدينة

وعلمانية متدينة

ويمكن تأسيس النقاش لاحقا على هذا التمايز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.