شفشاون بواحمد: سجن تاريخي آيل للسقوط بدوافع غامضة ومطالب بتحويله إلى متحف لفظ الذاكرة

0

ريحانة برس – عبدالإله الوزاني التهامي

تتأسف ساكنة إقليم شفشاون المهتمة بتاريخ منطقتها الغالية، على ضياع معالم مهمة، تؤرخ للذاكرة الجماعية، ومنها هذه المعلمة الشهيرة، المتجلية في سجن بواحمد الاستعماري، الذي كان مخفرا للاعتقال والتعذيب والقتل أيضا في حق المجاهدين المنحدرين من كافة تراب غمارة على يد جنود المستعمر الاسباني.

منذ مدة ليست بالبعيدة كان هذا السجن محافظا على تماسكه البنياني مثل بعض ما تبقى من معالم شاهدة على فترة الاستعمار، حيت لم يعرف لا تشققات ولا تصدعات في جدرانه وفي سقفه، إلا بعد أن بدأ يتعرض للتخريب الممنهج بقصد الاستيلاء على وعائه، حسب ما يتداول على ألسنة الساكنة الأصيلة.

هذا المعتقل الذي كان مقبرة للعديد من شهداء القضية الوطنية، الأجدر أن يتم إصلاحه وترميمه وفق نمطه القديم، ويبقى معلمة شاهدة قائمة الذات ويجمع داخله القطع التراثية والصنائع التقليدية القديمية ومعرض للصور الفوتوكرافية القديمة، ويصبح متحفا يحفظ ذاكرة أهالي غمارة، ويعزز بخزانة كتب يزودها المتطوعون والدولة، وبالتالي نكون قد أسدينا معروفا كبيرا لصالح الوطن والمواطنين.

إن المنطقة يعتريها نقص كبير على المستوى الثقافي والتراثي، وعليه فأي فرصة موجودة يجب استثمارها في هذا الاتجاه خدمة للصالح العام لا خدمة لمصلحة شخصية، خاصة وأن أهالي بلدة بواحمد الصوفية الجهادية القاطنين فيها منذ عام 1717 قد عبروا عن سخائهم الكبير سالفا لصالح ساكنة المنطقة والدولة بتطوعهم بعشرات الهكتارات شيدت فوقها على فترات مؤسسات مختلفة.

فعلى السيد العامل وكافة المسؤولين إعادة النظر في مثل هذه القضايا المهمة وإيلائها الأهمية المستحقة، للمساهمة في الدفع بعجلة التنمية الشاملة إلى الأمام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.