ارتفاع الجائعين الى 276 مليون في العالم بسبب الخبز والحرب… والمخزون الحالي للقمح لايكفي بعد مرور شهرين

0

ريحانة برس – محمد عبيد + وكالات

يتذكر المغاربة جيدا ان البلاد عرفت قبل 72 سنة من الآن “عام الجوع” (سنة 1944)الذي فتك بهم وحوّل البلاد من أرض خضراء كريمة تُنبث وتُزهر وتُدر خيرًا وافرًا، إلى بلد المصائب والكروب. فباعوا أملاكهم لقهر الجوع الذي كانت ناره تُطارد السكان وتقُض مضاجعهم، فعاش الوطن عصر الأكل بالوصولات، حتى أطلق على هذه الفترة “عام البون”.

وذلك على إثر اندلاع الحرب العالمية الثانية…

ويعيش المغرب حاليا في أزمة توفير القمح، إذ يتوقع أن يتراجع الإنتاج (القمح اللين، القمح الصلب، الشعير) برسم الموسم الفلاحي 2021/2022 بـ 32 مليون قنطار، أي بانخفاض بنسبة 69% مقارنة بالموسم السابق الذي سجل إنتاجا قياسيا، إذ لا يكفيه المنتوج الوطني لسد الحاجيات حيث كان يعول على استراد هذه المادة سنويا من الخارج، خصوصا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وأوكرانيا وكندا، ما بين 60 و75 مليون قنطار من الحبوب، تشمل القمح اللين والصلب والشعير والذرة، وحيث اعلنت الهند مؤخرا عن حظر تصدير القمح، فسيعاني المغرب من تبعات قرار هذا البلد ، لأنه كانت يمثل سوقا أساسيا لهذه المادة الحيوية”..سيما وان كل المؤشرات توحي بأن الإنتاج الوطني من القمح هذه السنة سيكون ضعيفا جدا هذه السنة، فبعدما كان الرهان هو تحقيق 70 مليون قنطار، بلغ الإنتاج هذه السنة 32 مليون قنطار”، وهذا ما سيؤدي إلى ارتفاع سعر الخبز وكل المواد المرتبطة بالقمح”… إن توفرت مادة القمح في الأسواق بشكل عادي.

فلقد عادت المجاعة تهدد العالم من جديد بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا القائمة حاليا مما أدى إلى تخوف كبير وقلق عام في ربوع العالم بسبب قرب نفاذ مخزون القمح…

إذحذر خبراء في الأمن الغذائي مجلس الأمن الدولي من أخطار المجاعة على الاستقرار السياسي في العالم وسط النقص الحاصل في مخزونات القمح العالمية وارتفاع أسعار هذه المادة الأساسية في الأسواق.

وأبلغت خبيرة في الأمن الغذائي مجلس الأمن الدولي بأن العالم لديه مخزونات من القمح تكفيه فقط لمدة 10 أسابيع، بحسب قناة “فوكس 10” الإخبارية الأميركية، وهو ما يعني أن الأمن الغذائي في العالم بلغ مرحلة حرجة لم يشهدها منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “أغرو انتيليجنس” العالمية المتخصصة في الأمن الغذائي، سارة مينكر”، إن “الغزو الروسي لأوكرانيا لم يبدأ بسبب أزمة الغذاء ولكنها صبت الزيت على نار مشتعلة منذ مدة”.

ونبهت مينكر إلى أن “أزمة الغذاء قد لا تنتهي بتوقف الحرب الروسية على أوكرانيا”، مطالبة بجهود أممية لـ”حلحلة هذه الأزمة”.

غير أن الخبيرة نفسها تعترف بأن “الحرب الروسية على أوكرانيا فاقمت الأزمة حيث بات العالم يعاني من نقص في الأسمدة ومشاكل في سلاسل الإمداد الغذائي، إضافة إلى العالم يعاني أصلاً من مشكلة جفاف قاسية ضربت العديد من مناطق العالم”.

من جانبه، حذر المدير العام لبرنامج الغذاء العالمي بالأمم المتحدة، ديفيد بيرسلي، مجلس الأمن، خلال هذا الأسبوع، من أن “الحرب الروسية أنشأت أزمة غير مسبوقة في أسعار الغذاء نتجت عنها احتجاجات وأعمال شغب في بعض الدول”.

وأضاف أن نقص الغذاء وارتفاع أسعاره يهددان بمجاعة في العالم واضطرابات سياسية، حيث إن نحو 47 مليون جائع تمت إضافتهم هذا العام إلى عدد الذين يعانون من المجاعة البالغ عددهم 276 مليون جائع”.

ويذكر أن إمدادات العالم من القمح باتت تحت التهديد لأن مجموعة من الأسباب تكاتفت لتخنق إمدادات القمح بالعالم، على رأسها  اندلاع الحرب في أوكرانيا والجفاف والفيضانات وموجات الحر التي أدت إلى هبوط الإنتاج.

وقفزت أسعار القمح حول العالم إلى مستوى قياسي في شهر مارس الماضي عقب غزو روسيا لأوكرانيا، وباتت أغلى بـ80% مما كانت عليه في العام الماضي، وهو ما ساهم في دفع تكاليف الغذاء حول العالم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.