بين شرطيين واحد معتقل وآخر بطل مقتول

0

عبد الصمد بنعباد – ريحانة برس

تقول الروايات القادمة من انزكان إن رجل شرطة تلقى طعنة قاتلة ليلة الأربعاء، خلال تدخله لـ”فض نزاع” بين شابين يقطنان في نفس الحي الذي تسكنه أسرته، التي كان يزورها بمناسبة العيد، وتوفي بعد نقله للمستشفى.

هذا الشرطي الذي ارتقى وهو يقوم بواجبه الأخلاقي ـ الإنساني توقيف شجار بين شابين وسط “دربهم”، وعلى ظاهر الروايات التي ينشرها أبناء إنزكان عن الضحية/البطل، لا يمكن إلا الإشادة بهذا السلوك النبيل وهو توقيف الشجار، بالرغم من مأساوية نتيجته.

في المقابل كانت هناك حادثة، مات فيها شاب بالدار البيضاء، وأصيبت فتاتان كانت تركبان معه دراجة نارية، بعد مطاردة رجل شرطة لعدد من الشبان كانوا يركبون دراجات.

الروايات المتعددة تقول بأن الشرطي “دفع” الشاب إلى حافة الطريق، حيث اصطدم أثناء وقوعه بشجرة، بينما انتهى المطاف بإحداى الفتاتين إلى الوقوع في أحد البالوعات المفتوحة، ودخول المستشفى في حالة حرجة.

الوفاة وطريقة تدبيرها وروايات الشهود وتسجيلات الكاميرا، خلقت جوا مشحونا، كاد في عدد من المراحل أن يتحول إلى مواجهة مفتوحة بين أصدقاء الضحية وبين رجال الشرطة، ويبدو أن الملف دخل مرحلة جديدة عندما اختار أصداقاء الراحل وسما لمعركتهم هو #العدالةلعثمان #العدالة_لعثمان.

النيابة العامة أمرت بمتابعة الشرطي في حالة اعتقال، وأصدرت المديرية العامة للأمن الوطني بلاغا، لم تدافع فيه عن الشرطي، كما لم تؤكد روايات الشهود، وأرجعت حسم الموضوع إلى استكمال التحقيق.

ورغم كل هذا “الحياد” الرسمي، ارتفعت أصوات كثيرة تخلط بين خطأ رجل الرجل الشرطة المميت، وبين تجاوز القانون بالنسبة للشاب (حمل عدد ركاب فوق القانون)، وبين إحياء الذاكرة الغاضبة من تصرفات الشباب الطائش الذي يقود الدراجات.
هذه الحملة المخدومة، تتجاهل بشكل قصدي ومتعمد، أن خطأ عدد زائد، أو السرعة، أو الفوضى.. و غيرها من التجاوزات الأخلاقية أو القانونية، لا تساوي عقوبتها “القتل”، وأن رفض تطبيق “شرع اليد” أول واجبات رجال حماية القانون وعلى رأسهم رجال الشرطة.

بين الشرطيين نحن أمام حالتين الأولى مات وسيخلده الناس بطلا، لأنه مات في معركة أخلاقية (فض نزاع بين شخصين). في الحالة الثانية، إذا ثبت خطأ الشرطي تجاه سائق الدراجة، فأسأل الله أن يغفر له، وعليه ـ بعد أن تهدأ النفوس ـ أن يطلب عفو أسرة الضحية، لأن التدخل أفضى إلى الموت، أما في حال براءته، فإننا نكون أمام تدبير عقلاني لقضية ذات أبعاد اجتماعية من النيابة العامة وإدارة الأمن، قد يكون تضرر منه فرد، لكنه في الأخير حمى الكثيرين.

رحم الله شهداء الواجب، وشهداء الغدر، وشهداء القتل ظلما.. #العدالة_للضحايا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.