الجيل Z لا يطلب المستحيل… بل يفضح واقعًا مُعطّلًا

  • الكاتب : سيداتي بيدا
  • بتاريخ : 30 سبتمبر، 2025 - 07:30
  • الزيارات : 86
  • ريحانة برس

    في زمن يتراكم فيه الفشل وتُدار فيه الأوطان كأن الإنسان آخر أولوياتها، يخرج صوت جيل جديد لا يقبل بالتجميل ولا ينخدع بالشعارات. إنه الجيل Z — جيل لا يطلب المستحيل، بل يكشف المستحيل الذي أصبح واقعًا: أن يحيا الإنسان بكرامة في مجتمعات تستهين بالعدالة، وتُمعن في التفاوت، وتُكافئ الفاسدين.

    هذا الجيل لا يريد رفاهية ولا امتيازًا. كل ما يطالب به هو ما يُفترض أن يكون بديهيًا في أي دولة تحترم نفسها: تعليم لا يُفرز الناس حسب ثرواتهم، علاج لا يُعامل المريض كعبء، وعدالة لا ترتجف أمام الأسماء الكبيرة.

    المفارقة التي يراها هذا الجيل بوضوح: الملايين تُهدر على مشاريع استعراضية، بينما تنهار القطاعات الأساسية كالصحة والتعليم. منطق مُعكوس لا يمكن تبريره، ولا يمكن الصمت أمامه.

    جيل Z لم يعد يثق في أنصاف الحلول ولا في عدالة انتقائية. إنه يعرف أن ما يُنقذ المستقبل ليس الخطابات، بل إعادة ترتيب الأولويات: استثمار في العقول لا في التسلح، إستثمار في البحث لا في الترف، استثمار في الإنسان لا في الواجهة.

    ما يُقلق البعض ليس صوت هذا الجيل، بل وعيه. جيل يرى، يفضح، ولا ينسى. إنه لا يُشاغب، بل يُطالب، ولا يصرخ، بل يُذكّر: السكوت لم يعد خيارًا، والتجاهل لم يعد ممكنًا.

    إما أن يُسمع هذا الصوت، أو يواجه من لا يسمعه الحقيقة التي ظل يهرب منها: التغيير قادم، شئتم أم أبيتم.