بلاغ المجلس العلمي الأعلى بعد أمر الملك محمد السادس بإصدار فتوى شاملة حول أحكام الزكاة

ريحانة برس 

في خطوة تعكس الاهتمام الملكي بالشؤون الدينية والتعليمية، أعلن المجلس العلمي الأعلى في المغرب يوم الجمعة 5 سبتمبر 2025، عن تلقيه أمرًا ملكيًا من  الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، يطلب إصدار فتوى شاملة توضح أحكام الشرع في موضوع الزكاة.

هذا الأمر يأتي في سياق تزايد الأسئلة من المواطنين حول هذا الركن الإسلامي الأساسي، خاصة في ظل التطورات الاقتصادية الحديثة.

بصفة الملك محمد السادس،  أميرا للمؤمنين، ومسؤولاً عن حفظ الأمانات الدينية في المملكة المغربية. وفقًا لبلاغ المجلس، يستلهم هذا التوجيه سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التذكير والتعليم والتبليغ، مستشهدًا بحديثه: “ألا هل بلغت، ألا هل بلغت”. كما يتزامن هذا مع احتفاء العالم بالذكرى الـ1500 لميلاد خير انبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مما يعزز من أهمية التبليغ الديني في هذا السياق.

الهدف الرئيسي من الفتوى هو تقديم إجابات علمية وتبليغية محضة للأسئلة المتكررة حول الزكاة، خاصة تلك المتعلقة بالأموال المكتسبة من الأنشطة الاقتصادية المعاصرة مثل الأجور، الخدمات، الاستثمارات، والمعاملات المالية.

ستشمل الفتوى تفاصيل حول النصاب (الحد الأدنى للزكاة)، المقادير، وأوقات الإخراج، لمساعدة المواطنين على أداء هذا الركن بطريقة صحيحة.

وهذا  نص البلاغ الرسمي

أصدر المجلس العلمي الأعلى البلاغ التالي، الذي يوضح تفاصيل الأمر الملكي:

“يعلن المجلس العلمي الأعلى أن مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، قد تفضل فأصدر أمره المطاع إلى المجلس العلمي الأعلى بإصدار فتوى شاملة توضح للناس أحكام الشرع في موضوع الزكاة، حتى يعلمها من يرغب من عموم المواطنين والمواطنات، والمقصد الأسمى من إصدار هذه الفتوى مقصد علمي تبليغي محض، وهو الإجابة عن الأسئلة الكثيرة التي يرفعها الناس في هذا الموضوع ولاسيما ما يتعلق بالزكاة على الأموال المكتسبة من الأنشطة المستجدة في الحياة الاقتصادية الحديثة كالأجور والخدمات ومختلف الاستثمارات والمعاملات، وذلك بخصوص النصاب والمقادير وأوقات الإخراج.

وتنفيذا لأمر أمير المؤمنين، حفظه الله، ستشتغل الهيأة العلمية المكلفة بالإفتاء، ومن قد تستعين بهم من الخبراء، على هذا الموضوع، على أن يتولى المجلس نشر الفتوى في حدود شهر، كما أن المجلس سيفتح إثر ذلك موقعا على الإنترنيت خاصا بشؤون أحكام الزكاة، يسجل فيه الناس أسئلتهم ويتوصلون عبره بالجواب.

هذا وإن أمير المؤمنين، حفظه الله، إنما يجري في إصدار هذا الأمر على سنن أداء أمانات جده صلى الله عليه وسلم في التذكير والتعليم والتبليغ، وهو القائل: “ألا هل بلغت، ألا هل بلغت“، سيما وأن العالم يحيي هذا العام ذكرى تمام خمسة عشر قرنا على ميلاده عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

حفظ الله مولانا أمير المؤمنين، وأبقاه حاميا لأمانات الدين، إنه سميع مجيب.

وتنفيذًا لهذا الأمر، ستبدأ الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء في العمل فورًا، مع الاستعانة بخبراءَ إذا لزم الأمر. ومن المتوقع نشر الفتوى خلال شهر واحد من تاريخ البلاغ، كما سيتم إطلاق موقع إلكتروني مخصص لأحكام الزكاة، يتيح للمواطنين طرح أسئلتهم وتلقي إجابات رسمية، مما يعزز من التواصل الديني في العصر الرقمي.

بعد انتشار البلاغ بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعادت نشره العديد من الحسابات الرسمية والمواطنين، معبرين عن تقديرهم للجهود الملكية في توضيح الأحكام الشرعية، كما أشاد آخرون بأهمية الفتوى في تعزيز العدل والتكافل الاجتماعي، معتبرين الزكاة وسيلة لحفظ الكرامة ونشر الرحمة بين الناس.

من المتوقع أن تساهم هذه الفتوى في تعزيز الوعي الديني بين المغاربة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحديثة، وتعكس التزام المملكة بتطوير الإفتاء ليتناسب مع متطلبات  العصر.