كشفت مصادر استخباراتية إسرائيلية في العشرين من الشهر الجاري، النقاب عن عملية اغتيال استثنائية تمت في الضفة الغربية بحق قائد كبير لكتائب القسام عجزت
كشفت مصادر استخباراتية إسرائيلية في العشرين من الشهر الجاري، النقاب عن عملية اغتيال استثنائية تمت في الضفة الغربية بحق قائد كبير لكتائب القسام عجزت مخابرات الاحتلال عن الوصول إليه، فدست له السم في الطعام دون إيضاح مزيد من التفاصيل.
وأورد الصحفيان يوسي ميلمان ودان رافيف، المتخصصان في شؤون الاستخبارات العسكرية، أن “جهاز الأمن العام “(الشاباك) قام قبل عشرين عاما بتصفية قائد عسكري كبير في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية من خلال تسميمه.
وأشارا في كتاب جديد لهما صدر في الولايات المتحدة إلى أن جيش الاحتلال، حاول أولا تصفيته بالأسلحة التقليدية ولكنه لم ينجح، فقرر “الشاباك” دس مواد سامة في طعامه واغتياله.
وأشار ميلمان ورافيف إلى أن هذه العملية نفذت في الفترة ما بين محاولة تسميم خالد مشعل في عمان ووفاة ياسر عرفات الذي تؤكد مصادر فلسطينية بأنه أيضا تعرض للتسميم.
بدوره قال القيادي في حركة حماس المهندس وصفي قبها لموقع حركة حماس إنّ المقصود في تلك الحادثة هو الشهيد محمد أبو معلا الملقب “بالأتاسي“.
وأضاف أنّ الأتاسي، كان أحد قادة ومؤسسي خلايا القسام شمال الضفة الغربية وهو ينحدر من بلدة قباطية قضاء جنين، وطورد بسبب مسئوليته عن عملية العفولة الاستشهادية التي “هزت الكيان الصهيوني” وكانت ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي ونفذها الاستشهادي رائد زكارنة من بلدة قباطية وكانت أول عملية استشهادية نوعية للقسام وقتل فيها تسعة إسرائيليين وجرح العشرات.
وأشار قبها إلى أن الصحفيين ألمحا إلى الأتاسي في حوار صحفي معهما، مشيرا إلى أن الأتاسي الذي وقع في فخ طبيب عميل للاحتلال عقب مرضه نقل السم إلى جسده من خلال حقنة. وأضاف: إن “الأتاسي نقل بهوية مزورة إلى مستشفى المقاصد في مدينة القدس ولكنه توفي بعد عدة أيام”، مؤكدا أن الطبيب العميل تم قتله وتصفيته جراء فعلته.
الشهيد محمد مصطفى أحمد أبو معلا الملقب (بالأتاسي) قائد قسامي، ولد وترعرع في بلدة قباطية الواقعة شرق مدينة جنين القسام بتاريخ 12-11-1971، وقد نشط في حماس منذ انطلاقتها عام 1978، وتعرض للاعتقال عدة مرات خلال سنوات 1989 و1990 و1991 وفي السجن تعرف الشهيد على القائد في القسام محمود أبو هنود والشهيد الشيخ نصر جرار.
وقد نشأت داخل أسوار السجن قصة صداقة وأخوة كبيرة بين الأتاسي والمهندس يحيى عياش، واتفقا على اللقاء بعد خروجهما من السجن وذلك لترتيب إنشاء خلايا للقسام في المنطقة.
وبعد خروجه من السجن، أسس الشهيد محمد مع رفاق دربه الشهيد أمجد كميل والشهيد أحمد أبو الرب والشهيد رائد زكارنة من أبناء قباطية خلية عسكرية تابعة للكتائب وتلقى أفراد الخلية المساعدة والتدريب من قبل المهندس يحيى عياش.
عمل الشهيد بعد اشتداد حملة مطاردته إلى التوجه لمدينة أريحا وكانت حينها قد سلمت حديثا للسلطة في إطار اتفاق “غزة –أريحا أولا” حيث مكث في منزل صديق له وهو أيضا مطلوب للاحتلال وهنا بدأت حكاية تصفيته.
وتؤكد المصادر أن الأتاسي أصيب بالمرض في أحد الأيام خلال تواجده في أريحا وما كان من صديقه إلا أن استدعى طبيب المنطقة لعلاجه، ولكن للأسف كان ذلك الطبيب من المتعاونين مع مخابرات الاحتلال.
وعندما علم الطبيب أن (الاتاسي) متواجد هناك، أخبر مخابرات الاحتلال واتفق معهم على تصفيته من خلال حقنه بمادة قاتلة سلمه إياها الشاباك، واستشهد بتاريخ 24-8-1994.
وتشير المصادر إلى أنه وبعد إعطائه الإبرة تدهورت حالته الصحية للأسوأ فنقل لمستشفى المقاصد في القدس، وهناك استشهد على سرير المستشفى، حيث ما تزال طبيعة المادة غامضة حتى الآن.
إرسال تعليق