بمدينة فاس التقت ريحانة بريس بالمعتقل الإسلامي السابق عبد العالي بريك وكان لها معه حوارا حول ظروف وملابسات اعتقاله.
بمدينة فاس التقت ريحانة بريس بالمعتقل الإسلامي السابق عبد العالي بريك وكان لها معه حوارا حول ظروف وملابسات اعتقاله.
1ـ بصفتك ناشط حقوقي ومعتقل سابق كيف تفسر اعتقالك ؟
ـ بسم الله الرحمان الرحيم بداية الاعتقال كانت في 2003 وكان الخروج سنة 2006 بعفو ملكي خاص بالنسبة للاعتقال السياسي عندنا الدولة تقوم بكل الإمكانيات كي لا تصفه بهذا الوصف خاصة ملف السلفية الجهادية، فاعتقال الحركات الإسلامية هو في نفس الوقت اعتقال حركي سياسي وكذلك اعتقال الرأي والعقيدة لكن في حد ذاته هو اعتقال سياسي بامتياز لان سبب الاعتقال هو الفكر المعتقدات والتوجهات الفكرية … كما وقع لمجموعة من الأحزاب السياسية من بينهم الاتحاد الاشتراكي، اليسار الموحد، حزب الطليعة كذلك حركة 20 . بالنسبة لظروف الاعتقال عندنا في المغرب هي ظروف كانت في الحقيقة جد صعبة حسب ما شاهدت وعاينت بأم عيني والأخطر منه من ناحية الحرب النفسية على الإسلاميين كذلك التعذيب الجسدي الذي مورس على بعض المعتقلين حتى وصل إلى حد الموت والهلاك داخل المعتقلات السرية وكذلك بعض حالات الإعاقة بسبب التعذيب وهناك حالات اغتصاب الذي تعرض لها بعض المعتقلين داخل السجن وهذه الممارسات لا تمارسها الدول الأجنبية في سجونهم أو معتقلاتهم على السجناء سواء كانوا سجناء سياسيين مخالفين لأنظمتهم أو مؤيدين أو كانوا غير ذلك، في حين أن العرب هم الذين يمارسون هذه الممارسات الشنيعة على دويهم وأبناء وطنهم فنرى الفرق هنا شاسع بين الديمقراطية الغربية والديمقراطية العربية. بالنسبة للغربية نرى أن الغرب يؤمن الحريات لبعض المعتقلين الإسلاميين حتى وان كانوا ليسوا من تلك الدول حتى ولو تبتت ضدهم التهمة يتم التعامل معهم في إطار الحقوق والواجبات واحترام المعتقل عكس الوضع بالمغرب هناك أشخاص معينين لا داعي لذكر أسمائهم تعرضوا لأبشع تعذيب بل اغتصبوا .
2-هل طرأ تغيير على وضعية المعتقلين بعد الدستور الجديد في نظرك؟
بعد الدستور الجديد لسنة 2011 تحسنت بعض الشيء في المجال الحقوقي حيث أن الرسائل كلها تصل إلى وسائل الإعلام والى منظمات حقوقية داخل المغرب وخارجه بحيث أن بعض المنظمات الحقوقية تدخل المغرب وتقوم بزيارة بعض السجناء وتقف على بعض حالات التعذيب، وهناك تقارير دولية كثيرة أثبتت ذلك بالأدلة، وقد مورست على بعض المعتقلين لان الوضع الحقوقي في المغرب لازال ضعيف جدا ، ولدي بعض الحالات وبعض الصور والشهادات لحالات التعذيب من سجناء الحق العام والمعتقلين الإسلاميين من بينها (الكاشو) والحرمان من النوم من الأكل من الزيارات و(القفة) والحرمان من الفسحة داخل السجن.
-3 هل تعرضت للتعذيب أثناء اعتقالك؟
طبعا قضيتي كانت قد أحيلت على منظمات أجنبية ووطنية وكان هناك بعض المسؤولين في الدولة اعترفوا باني تعرضت للتعذيب على يد بعض الموظفين داخل سجن أطلق عليه أبو غريب وطيطة2 سيدي قاسم، وقمت بأشكال احتجاجية والتي كانت أول سابقة من نوعها تدخل على إثرها السيد وزير العدل مصطفى الرميد والسيد الوكيل العام لجلالة الملك بمدينة فاس والسيد مدير المستشفى الحسن الثاني والسادة نواب وكيل الملك وكذلك أعوان رجال السلطة الذين حضروا للحوار معي حول قضيتي من أجل الوصول إلى حل إيجابي، وكذلك كان الحوار من أجل التطبيب لأني تعرضت لحالة جد خطيرة داخل السجن وكنا قد خرجنا بنتيجة ايجابية على أن الدولة تتحمل مسؤولية الاستشفاء داخل المستشفى على حسابها هذا من جهة ومن جهة ثانية كان قد تم الاتفاق من أجل رد الاعتبار لأني كنت من الناس الأغنياء من مدينة فاس …يعني الاعتقال تسبب لي في تشريد العائلة بأكملها، وكان قبل الاعتقال قد تعرضت زوجتي للقتل على يد قائد المقاطعة.
4-هل كنت منتميا لتيار السلفية الجهادية؟
كنت مواطنا عاديا لا علاقة لي بالسلفية الجهادية ولا بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد، أعتز بهويتي المغربية والوطنية وأنني مسلم أصلي و أصوم واتبع منهاج إمارة المؤمنين في المغرب، نعم حضرت بعض خطب أبو حفص المغربي محمد رفيقي تلك الخطب كانت سببا في اعتقالي وذهابي معه وحضوره إلى بيتي من أجل عقيقة أو عرس أو ما شابه فهل كان حضور يوم الجمعة حراما كوننا في دولة مغربية إسلامية. لكن بعد الأحداث التي وقعت في الدار البيضاء تم جمع كل من صلى أو كانت له قرابة بشخص ما أو قريب أو له لحية أو قميص أو حضر مع فلان أو علان وهناك من لم يصلي قط ومعروف بكثرة شربه للخمر مع ذلك اعتقل في ملف الإرهاب .
5- كيف ترى تعامل الدولة مع ملف السلفية الجهادية؟
كان تعاملا خاطئا جدا وأعلى سلطة في البلاد اعترفت بهذه الخروقات فلماذا لم يبحثوا عن حل جدري لماذا تركوا المجال للشباب ليهاجرون إلى سوريا لماذا لم يتم دمجهم اجتماعيا ووطنيا.
إرسال تعليق