اضطر نيني إلى قطع عموده “مغامرات وزير البيصارة”، الذي بدأه يوم الجمعة، وهرب في عدد يوم السبت إلى طفولته بحثا عن البراءة المفقودة، فالمسكين يحتاج “مرة
اضطر نيني إلى قطع عموده “مغامرات وزير البيصارة”، الذي بدأه يوم الجمعة، وهرب في عدد يوم السبت إلى طفولته بحثا عن البراءة المفقودة، فالمسكين يحتاج “مرة مرة” إلى لحظات صفاء ونقاء، بعد كل الأكاذيب والأراجيف التي ينشرها في جريدته.
قطع نيني المقال وقطع معه حبل تفكير قراءه وانتقل ليحكي لنا عن طفولته وعن عظة أمه وسوط أبيه، وعن القبلة التي كان يسرقها من بنت الجيران في غفلة من أهلها وعن سرقات أخرى مادية ومعنوية كان يرتكبها في حق المحيطين به، تحدث عن خصام الأب والأم في ساعات الليل المتأخرة، وعن المعلمين القساة في المدرسة، وعن جد يحشو أنفه بالتبغ.
وأنا أقرأ لنيني وهو يحكي عن عظة أمه وسوط أبيه، تذكرت الأغنية الرائعة لمارسيل خليفة التي يقول فيها: “أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي..”، وتذكرت الأغنية الجميلة جدا، لفايزة أحمد:”يا ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحي ودمي ، يا حنينة وكلك طيبة ، يا رب خليك يا أمي”، وقلت مع نفسي شوف الرائعين كيف يتذكرون أمهاتهم.
نعم كلنا عاش “شقاوة الطفولة“، لكن هذه الشقاوة ورغم الفقر والمعاناة والحرمان احتضنتها الأسرة وغذتها بمعاني الحب والصدق والوطنية، فالفقراء يتعلمون في حضن الأسرة “أن الحرة تموت ولا ترضع من ثذيها”، ولا يوجد شيء مهما كان قاسيا يبرر جرائم القتل والسرقة والكذب وكره الوطن ..، تعلمنا في المدرسة التي اتهم نيني معلميها بالقسوة كيف نحب وطننا وإلى أي درجة يجب أن نحبه، وغنينا كثيرا وبكل حب الأناشيد الوطنية، ورددنا بكل إخلاص وصدق “بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ظنوا علي كرام“.
نيني يستحضر طفولته ويسافر بنا إلى ماضيه ليخلص إلى أن الطفل الفقير الذي يعيش على أقل من عشرة دراهم لا يمكن أن ننتظر منه أن يكبر ويصبح مواطنا صالحا، والوطن الذي يقسو على أطفاله يبادله هؤلاء الأطفال قسوة أكبر منها عندما يكبرون.
لا يا نيني الفقراء هم أكثر الناس وفاء وحبا لوطنهم والتزاما بقيم دينهم ومجتمعهم، لا يا نيني هناك أناس كثيرون أعطاهم الوطن الشيء الكثير ولم يكن يوما قاسيا معهم لكن بادلوه قسوة وحقدا وكراهية ، لا يا نيني كم من الناس لم يكونوا شيئا يذكر وهربوا من وطنهم وعادوا ليجدوا حضن الوطن أرحم وأحن، ومع ذلك يتنكرون له ويلعنونه في السر والعلن.
نيني يحمل حقدا كبيرا لمجتمعه ولهذا تجده لا يتسامح مع ماضيه، ولا يريد من الآخرين أن يتسامحوا مع وطنهم، الوطن بالنسبة لنيني منزل وبطن مملوء وسيارة فارهة وجيب منفوخ ، لهذا يجب أن نقرأ مقالاته التي يخطها وفق التصور الذي يحمله.
عمود نيني ليوم الاثنين يثير الشفقة ويبعث على الضحك، واسمحوا لي لأنني في هذه المرة سأقوم بحملة لعمود نيني وسأدعوكم لقراءته لتكتشفوا وبما لا يدع مجالا للشك أن نيني المسكين تحول إلى ساعي بريد، ولم يعد فقط يكتب أعمدته بما يملى عليه، بل أصبح المسكين يوقع على أعمدة كتبت له خارج الجريدة، فهذا العمود لا علاقة له بأسلوب نيني ولا بطريقة كتابته، إنه عمود مختلف تماماً، وصيغ بأسلوب مغاير تماماً، “غير مسخر وصافي“.
واسمحوا لي لأنني لن أعير هذا العمود أدنى اهتمام لأنه بكل بساطة لا يستحق، فنيني كرر مواضيع سبق وأن كتب عنها وسبق أن قدمنا ردودنا عليها وهي فارغة مثل صاحبها.
لكن في المقابل سنرد على ما كتبه مراسله البامي بمدينة القنيطرة في الصفحة الأولى وحديثه عن مستثمر من طنجة جاء لمدينة القنيطرة للاستثمار بها، فحسب نيني خريطة الاستثمار ببلادنا مقسمة ومحددة، ولا يحق لمستثمر من طنجة أن يستثمر بالقنيطرة ولا للمستثمر القنيطري ان يستثمر بأكادير، وغدا لن يسمح لنا نيني حتى بالتجوال داخل وطننا بله الاستثمار فيه.
المستثمر الطنجاوي يمكنه أن يستثمر في أي مكان يحبه في بلده وإذا كان عند نيني مشكل مع بعض المستثمرين ويريدهم لشيء آخر فليوضحه للقراء بشكل مباشر.
بالنسبة لنيني المستثمر مقرب من العدالة والتنمية والحقيقة أن نيني يشن منذ مدة حربا على كل مستثمر قرر الاستقرار بالقنيطرة أو ضخ أمواله بالمدينة بعدما أزيلت كل العراقيل التي كانت تحول دون ذلك، أما المستثمر المذكور فهو معروف بطنجة واعماله شاهدة عليه وكان لرباح شرف إقناعه بالاستثمار بالقنيطرة مع غيره من رجال الأعمال الذين يتصل بهم رباح مند توليه رئاسة المجلس البلدي وقد استجاب الكثيرون منهم وكلما ازداد عددهم وإقبالهم على القنيطرة سيرتفع ضغط الدم عند نيني وسيزداد كذبه وسينعتهم بالقرب من العدالة والتنمية، نيني قال أن العدالة والتنمية مكنت المستثمر من العقار والحقيقة التي يتجاهلها نيني هي أن لجنة الاستثمار ترأسها السيدة الوالي وهي التي حركت مشاريع كانت مجمدة في عقارات متعددة ترجع ملكيتها اما للدولة أو الجماعات السلالية، وهذا الفندق ينظاف إلى مشاريع أخرى تمت الموافقة عليها وفي مواقع متعددة ومنها فندق شركة مرجان بمدخل المدينة ومجمع أسيما بشارع محمد الخامس والمجمع الرياضي قرب أسواق السلام، لكن نيني لم يتحدث عن هذه المشاريع وحصر هجومه على هذا المستثمر “والفاهم يفهم”، نيني قال أن العدالة والتنمية يميز المقربين والحقيقة التي يعرفها الجميع مهما كذب نيني أن رباح منذ سنوات وهو يحاول إقناع المستثمرين من كل القطاعات والجهات للاستقرار بالمدينة وأصبحت البلدية مفتوحة كما المركز الجهوي للإستثمار أمام المنعشين العقاريين والصناعيين والتجار وغيرهم وقد وضعت العديد من ملفات الاستثمار وخاصة في مجال الصناعة للبث فيها والبحث جاري عن العقار وتوسعة المنطقة الصناعية
استمر نيني في مذله وقال أن العدالة والتنمية يضغط للحصول على العقار باثمنة بخسة والحقيقة التي لا يريدها نيني هي أن كل العقارات موضوع الاستثمار لا تملكها البلدية حتى تلك التي تمتلكها، فتفويتها يكون بقرار من المجلس وليس الرئيس وتصادق عليه الوصاية، أما الثمن فتحدده لجنة متعددة الإدارات ترأسها السلطة المحلية ويمكن مراجعته إذا طعن فيه
والجهل المرافق للكذب لدى نيني وهو أنه لا يفهم بأن العقار ينفع للاستثمار في القطاعات المنتجة والخدماتية أو السكن الاجتماعي وليس المضاربة العقارية التي قتلت الاقتصاد.
وأقول لنيني اطمئن فالعدالة والتنمية سيبحث عن المستثمرين كيفما كانوا وإن استطاع أن يجد لهم العقار بشروط مناسبة سيفعل لأن ذلك واجب عليه وقد قررت الحكومة إعداد العقار المناسب باثمنة وأكرية جد مناسبة لتشجيع الاستثمار، كما أنه يسر العدالة والتنمية أن يتعاطف معه الجميع بما فيهم رجال الأعمال ويبدو أن نيني ومن وراء نيني يغيضهم ذلك.
إرسال تعليق