تشكل المسيرة الشعبية (المركبة من عدة مئات الآلاف) التي عرفتها مدينة الرباط يوم 20 يوليوز 2014، مناسبة لا مفر منها، لطرح بعض الملاحظات
على فقير –
تشكل المسيرة الشعبية (المركبة من عدة مئات الآلاف) التي عرفتها مدينة الرباط يوم 20 يوليوز 2014، مناسبة لا مفر منها، لطرح بعض الملاحظات
1- كعادته، حاول الإعلام الرسمي و التبعي أن يشوه الحقيقة ، حيث قدم للمشاهدين و للمستمعين صورة مخالفة للحقيقة، حيث أظهر كائنات مخزنية لم تمثل شيئا في المسيرة الشعبية. لقد أهمل عن قصد مشاركة جماعة العدل و الإحسان، القوة الرئيسية في المسيرة، و القطب الثالث المكون من الاتحاد المغربي للشغل-التوجه الديمقراطي، من حركة 20 فبراير، من النهج الديمقراطي، من حساسيات ماركسية أخرى، و من جماهير المواطنين “العاديين”…هذا القطب الذي شكل بدون مبالغة القوة الثانية، كما قزم إعلاميا دور القطب الثاني المكون أساسا من مكونات “فيدرالية اليسار الديمقراطي” في إنجاح المسيرة.
2- لم تتجاوز الحركة الإسلامية بمختلف مكوناتها المنظور الطائفي/العنصري للقضية الفلسطينية، هذا المنظور الذي يعكس مقارباتها لمختلف الصراعات عبر العالم، متناسية الحقائق الآتية:
أ-أن فلسطين تضم تاريخيا مسلمين، مسيحيين، يهود…الخ. هذه حقيقة تاريخية لا يمكن طمسها
ب-أن الفلسطينيين الماركسيين و العلمانيين بقيادة جورج حبش، نايف حواتمة ، ياسر عرفات…الخ هم من بادر إلى حمل السلاح ضد الكيان الصهيوني
ت-أن المقاومة داخل الأراضي المحتلة عامة، و داخل غزة خاصة، متعددة تنظيميا: حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الحزب الشيوعي الفلسطيني…الخ. إن الإعلام الغربي، و البترو-دولاري (الجزيرة…)…يتجاهل عمدا دور المقاومة الشعبية الفلسطينية المتعددة تنظيميا و مرجعية
ت- أن التركيز على النظام العسكري الرجعي المصري، و السكوت على الأنظمة الأخرى، يفقد الإسلام السياسي المغربي مصداقيته: الكيان الصهيوني موجود عبر السفارات في مصر، في تركيا، في الأردن، في قطر…و عبر علاقات متعددة في جل البلدان الأخرى (المغرب، السعودية، الكويت، الإمارات…)
ث- أن أكبر القواعد العسكرية الأميركية موجودة فوق التراب القطري، و السعودي، و الامارتي، و الكويتي…الخ و أن الولايات المتحدة الأميركية تعد الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني
ج- إن التشبث بشعار “فلسطين إسلامية”، و شعارات عنصرية/طائفية أخرى تضرب في الصميم أي عمل مشترك جدي بين مكونات المعارضة المغربية، المناهضة للنظام المخزني
ح- التشبث بعزل النساء و تطويقهن بسلاسل ذكورية لا تشجع عن تنظيم مسيرات مختلطة مشتركة بين مكونات المعارضة المغربية
3- ظهور القوى التقدمية المعارضة، و لأول مرة، منقسمتين إلى قطبين يشكل ضربة جديدة للعمل الوحدوي الطبيعي بين قوات متشبعة بنفس القيم الإنسانية، لها تاريخ كفاحي مشترك…هذا الانقسام سيكون له لا محالة انعكاسات سلبية على الحركة النقابية، و الحقوقية، و النسائية، و الشبابية…الخ
4- الجديد الايجابي (بالنسبة لي بطبيعة الحال)، هو الدور الايجابي الذي لعبته مختلف الحساسيات الماركسية الحاضرة في إنجاح مساهمة القطب (الثلث) في مسيرة الرباط التضامنية مع المقاومة الفلسطينية، مما جلب الجماهير، نساء و رجال، شباب و غير الشباب.