بعدما أطاحت جيل زيد بالرئيس السابق ، قصة تولي سجين خطير قيادة مدغشقر وبدون انتخابات

ريحانة برس 

ارغمت احتجاجات جيل زيد رئيس مدغشقر على الفرار خارج البلاد، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات ضده وضد سياسته. وقد انضم رئيس وحدة الجيش النخبوية “كابسات” إلى آلاف المتظاهرين الذين طالما طالبوا باستقالة الرئيس.

و اثناء تلك الاحتجاجات ظهر راندريانيرينا يوم السبت الماضي بعدما قاد قواته إلى وسط عاصمة مدغشقر، وقد سهل فرار الرئيس أندري راجويلينا الامر على الجيش وعلى الشعب.

كما صوّت أعضاء البرلمان لعزله بعد حادث فراره في ظل الاوضاع الكارثية التي تعيشها البلاد ، وقد لعب راندريانيرينا دورا بطوليا أمام القصر الرئاسي الخالي وأعلن لوسائل الإعلام العالمية أن وحدة “كابسات” باتت تتولى السلطة في البلاد.

وفي نفس السياق أعلنت المحكمة الدستورية عن راندريانيرينا كحاكم جديد للبلاد، مع أن الرئيس المخلوع مازال مصرا على كونه الرئيس الحقيقي.

هذا وقد جاءت الإطاحة به بعد أسابيع من الاحتجاج شهدتها كل أنحاء البلاد، وقادتها حركة جيل زيد التي طالبت في البداية بإصلاحات وتحسين مستوى معيشة المواطن بمدغشقر.

يذكر انه تم تنصيب العقيد ميكايل راندريانيرينا، يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، رئيسا لمدغشقر بعد سيطرة العسكر على السلطة.

وقد أدى راندريانيرينا، اليمين الدستورية خلال مراسم جرت في مقر المحكمة الدستورية العليا في العاصمة أنتاناناريفو، حسب ما أفاد به صحافيون تابعون لاجونس فرونس بريس.

الخطير في الامر ان الشعب لا يعرف الكثير عن الرئيس الجديد ، فقط يعلمون انه كان سجينا سابقا، موضوعا في سجن انفراردي لخطورته .. و مازللت تلف حوله هالة من الغموض، خاصة وانه قائد أقوى وحدة عسكرية في البلاد، هناك القليل من المعلومات عنه متاحة للشعب.

وانتقل العسكري البالغ 51 عاما خلال سنتين من اعتقاله للاشتباه بتخطيطه لانقلاب عسكري، إلى تنصيب وشيك على رأس السلطة بدون المرور عبر صناديق الاقتراع. وتعقد جلسة القسم في المحكمة الدستورية العليا التي دعته الثلاثاء إلى “ممارسة مهام رئيس الدولة”، بعد ساعات قليلة على تصويت الجمعية الوطنية على عزل راجولينا.

وأعلن الرئيس الجديد مساء أمس الخميس “إننا نعود إلى القانون، نحترم القانون” مشككا في إمكانية تنظيم انتخابات في مهلة ستين يوما مثلما طالبت به المحكمة الدستورية العليا في قرارها. ووعد بإجراء انتخابات خلال فترة تتراوح بين 18 و24 شهرا، مؤكدا أنه يستعد لإطلاق “عملية تشاورية لاختيار رئيس وزراء في أسرع وقت ممكن”. وتعد مدغشقر التي شهدت عبر تاريخها انتفاضات شعبية جاءت بحكومات عسكرية، من أفقر دول العالم. ويعيش ما لا يقل عن 80% من سكانها البالغ عددهم 32 مليون نسمة، بأقل من 2,80 يورو يوميا، وهو خط الفقر الذي حدده البنك الدولي.