السمارة : فضيحة إسكان لا تُغتفر واستهداف صريح لكرامة المواطن

  • الكاتب : سيداتي بيدا
  • بتاريخ : 22 سبتمبر، 2025 - 19:29
  • ريحانة برس 

    في مشهد وضيع يكشف عن حقيقة مؤسفة، تُترك سيدة مسنة وابنتها تئن من وطأة إهمال غير مقبول أمام ملحقة “الكويز” بالسمارة. هذه ليست مصادفة بل نتيجة فشل ذريع، وفساد مقصود، وتقاعس مفضوح من الجهات المسؤولة التي تحولت من حامية للمواطن إلى جلادٍ لحقوقه.

     

    هل يعقل أن يُترك إنسان في هذا العمر المتقدم يعيش في خراب دام أقل من سنة على استلامه؟! هل أصبحت حياتهم رخيصة إلى هذا الحد؟! المبنى الذي كان مفترضاً أن يكون ملاذاً آمناً تحوّل إلى غرفة موت بامتياز، تتطاير فيها الشقوق من كل جانب وكأنها إعلان رسمي بفشل الهندسة والرقابة.

     

    الأمر لا يُحتمل، والسكوت عليه خيانة عظمى. المسؤولون الذين يتسترون ويتهاونون في حماية حياة المواطنين هم شركاء في جريمة تعريض الأرواح للخطر. لن نسمح لهم بتبييض هذه الجريمة، ولن نطمئن نومهم حتى يُحاسب كل مقصر ومهرب من واجبه.

     

    هذا السكن ليس منّة أو هبة، بل حق مشروع يكفله القانون. ومن يظن أن المواطن سيقبل بهذه المهزلة فهو واهم، واليد التي تمتد لإهانة كرامة أبناء وطننا ستُقطع حزمًا.

    نطالب بما يلي وعلى الفور:

    – فتح تحقيق قضائي عاجل لضرب بيد من حديد على كل يدٍ تعبث بحقوق المواطنين.

    – إخراج المسنة وابنتها فوراً من جحيم هذا المسكن المتهالك وتوفير مأوى آمن لهما.

    – إعادة تقييم صارمة لكل مشاريع إعادة الإيواء، ووقف أي مشروع لا يلتزم بأدنى معايير السلامة على الفور.

    – إنهاء سياسة التستر والتقاعس التي باتت تهدد الأرواح والكرامة بلا رحمة.

    لن نسمح أن تستمر هذه المهزلة، ولن نهادن من يراهن على صمتنا. كرامة المواطن خط أحمر، وأرواح كبار السن مسؤولية كل ذي ضمير. السكوت أو المساومة يعني المشاركة في الجريمة.

    هذا الإنذار ليس تحذيرًا فحسب، بل عهد مع كل مواطن أن نبقى صوت الحق الذي لا يُخمد حتى تنتصر العدالة والكرامة.

    كرامتنا ليست للبيع، وحياتنا ليست لعبة في يد فاسدين لا يستحقون الأمانة.

    استجيبوا فورًا، وإلّا فدماء الأبرياء ستقع على كل من يسكت ويتواطأ.