وتؤكد بالمناسبة مواصلة العمل ضد الإفلات من العقاب فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعلى رأسها ملف الشهيد عبد اللطيف زروال أحد أبرز القادة
تحل اليوم، 30 غشت 2014، الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس منظمة “إلى الأمام” الماركسية-اللينينية المغربية،هذه المنظمة التي تشكلت كقطيعة مع التحريفية والإصلاحية وكان الهدف الأساسي من تأسيسها هو العمل على بناء حزب الطبقة العاملة باعتباره الأداة السياسية الأساسية- بجانب التحالف العمالي-الفلاحي والجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية- لقيادة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وتطورها نحو الاشتراكية.
وإذا كان فشل الحزب الشيوعي المغربي في انجاز هذه المهمة( أي بناء حزب الطبقة العاملة) يعود لأخطائه الإستراتيجية وخاصة تأخره في طرح قضية الاستقلال بفعل تبعيته للحزب الشيوعي الفرنسي،وذيليته ل”الحركة الوطنية” بعد الاستقلال الشكلي،فان القوى الماركسية عموما،وخاصة تلك التي تنهل من النفس الثوري والرصيد الكفاحي لمنظمة “إلى الأمام” والحركة الماركسية-اللينينية بشكل عام، مطالبة بمحاسبة ذاتها بصرامة على مدى تقدمها في إنجاز المهمة المذكورة،عوض إضاعة الوقت في التنابذ حول قضايا ثانوية وتضخيمها لتصبح عرقلة أمام وحدة الماركسيين الضرورية أو المزايدات كبديل عن النقاش العميق حول الإستراتيجية والتكتيك الكفيلين بفتح الطريق أمام إنجاز هذه المهمة العظيمة.
لقد طرح النهج الديمقراطي الذي تشكل منذ ما يقرب من عشرين سنة كشكل من أشكال الاستمرارية السياسية والفكرية لتجربة الحركة الماركسية-اللينينية المغربية، وخاصة منظمة “إلى الإمام”،انطلاقا من تقييمه للوضع الذاتي والموضوعي والتطورات التي عرفها المجتمع المغربي( هجرة الفلاحين للمدن وتحول أغلبهم إلى كادحين) ومن دروس تجربة بناء الاشتراكية ومن الوفاء للخط الثوري والماركسي ل”إلى الأمام” و تطويرا له،طرح العمل على أربعة سيرورات مترابطة ومتزامنة:
– سيرورة بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين،
– سيرورة بناء وتوسيع وتوحيد التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الكادحة،
– سيرورة بناء جبهة الطبقات الشعبية،
– سيروررة بناء أممية ماركسية،
واليوم فان الظرف ملائم لتطوير نضال الشعب المغربي والتقدم في هذه السيرورات لتحقيق قفزات في اتجاه إنجاز مهام التحرر الوطني والبناء الديمقراطي،رغم التراجعات والهجوم الرجعي على الطبقات الشعبية، بما في ذلك الفئات الوسطى.
إن بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين يتطلب القيام بمهام خاصة تتمثل، على وجه الخصوص في نشر الفكر الماركسي وسط الجماهير الكادحة، ليس كفكر مجرد،بل كفكر يجيب على تساؤلاتها وحاجياتها وطموحاتها،مما يتطلب التجدر وسطها.ولا يمكن للقوى الماركسية أن تفصل بين عملها من أجل بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين عن النضال العام من أجل تحرر المجتمع ككل،بل يكون لزاما عليها احتلال موقع الريادة في هذا النضال وبلورة الشعار الذي من شأنه لف أوسع الجماهير والمناضلين في ظرف معين.
إن الماركسيين المغاربة يتوفرون على وسائل مهمة تمكنهم، إذا أحسنوا إستعمالها،من الالتحام بالطبقة العاملة وعموم الكادحين، منها تواجدهم في قطاعات هامة وفي النقابات وعملهم في الأحياء الشعبية والبوادي من خلال الدفاع عن قضايا الجماهير( السكن، انتهاك حقوق الإنسان، الباعة المتجولين و الفراشة، الفلاحون الفقراء…).لذا ينبغي الإسراع بتجاوز أحد أهم الاختلالات والمتمثل في سيادة منطق الإنابة عن الجماهير مما يؤدى إلى الغرق في عمل تدبيري يومي عوض التركيز على مساعدتها على بناء وقيادة أدواتها النضالية الخاصة وتطوير وعيها، و يعقد مهمة بروز طلائع عمالية و كادحة، ذلك أن بروز هذه الطلائع مرتبط بتحملها المسؤولية والتعلم من ممارستها،بما في ذلك أخطائها.
إن بناء التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير مسألة تكتسي أهمية خاصة،وقد راكم اليسار الجدري تجارب معتبرة في هذا الميدان.ويعرف العمل النقابي تغيرات إيجابية بفضل تشكل التوجه الديمقراطي داخل إمش ومحاولات دمقرطة كدش. ويتوجب على اليسار الجدري دعم هذه الحركية وكذا الدفاع عن العمل الحقوقي المبدئي ضد هجوم النظام.كما يتوجب عليه إبداع أشكال من التنظيم تساعد على تأطير تلك القوة الثورية الهائلة للشباب و كادحي الأحياء الشعبية والتي كشفت عنها حركة 20 فبراير.
إن حركة 20 فبراير شكلت جبهة ميدانية للنضال الجماهيري من اجل الديمقراطية، ضمت قوى سياسية واجتماعية من مشارب مختلفة واستطاعت جر فئات واسعة من الكادحين ومن الفئات الوسطى إلى ساحة النضال.إن تقييم هذه التجربة بهدف استنهاض حركة 20 فبراير وبمشاركة كل القوى التي كانت فاعلة فيها مسألة ضرورية على اعتبار أن حركة 20 فبراير مثلت جنين جبهة الطبقات الشعبية ويمكن أن تتطور لتصبح تجسيدا لهذه الجبهة، خاصة إذا تقدمت الحركة التصحيحية وسط الحركة النقابية وترسخ التوجه الوحدوي داخل الحركة الطلابية وتجاوزت بعض مكونات الحركة الإسلامية المناهضة للمخزن الغموض الذي يلف تصورها للديمقراطية وتوحد الجميع حول شعار المرحلة الذي يتمثل بالنسبة لنا في إسقاط المخزن.
إن الاستمرارية والوفاء للكفاحات المجيدة لمنظمة “إلى الأمام” وأهدافها الثورية لا يعني أبدا تكرار نصوص “مقدسة”، بل يتجسد في الإجابة الملموسة، في ظرف معين تحكمه موازين قوة محددة، على ما يتطلبه الوفاء للقطائع التي توفقت “إلى الأمام” في طرحها ومنها إنجاز التحرر الوطني والبناء الديمقراطي ذي الأفق الاشتراكي.إن النهج الديمقراطي قد يصيب و قد يخطئ في بعض ممارساته و أفكاره، لكنه منفتح دائما على النقد الجاد ولا يحيد عن أهدافه الكبرى: التحرر الوطني، الديمقراطية، الاشتراكية التي يسعى، باستمرار، إلى ترجمتها إلى مهام ملموسة.
وفي الأخير تعبر الكتابة الوطنية عن اعتزازها بالكفاح التاريخي لشعبنا من اجل هذه الأهداف وتوجه ألف تحية لكل المناضلات والمناضلين التقدميين الصادقين في مختلف مواقعهم وفي السجون وتقف وقفة إجلال لأرواح كافة الشهداء وتعاهدهم على الاستماتة في النضال من اجل نفس الأهداف.
وتؤكد بالمناسبة مواصلة العمل ضد الإفلات من العقاب فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعلى رأسها ملف الشهيد عبد اللطيف زروال أحد أبرز القادة التاريخيين لمنظمة “إلى الأمام”.
إرسال تعليق