ريحانة برس- أحمد زعيم
تعاني ساكنة إقليم الفقيه بن صالح من أوضاع مزرية ترتبط بالمنظومة الصحية، حيث صارت مقولة ( سير لبني ملال) هي الرائجة، منذ زمن سحيق بسبب عدم اكتمال أشغال بالمستشفى الإقليمي قيد الإنجاز.
وقد تم إطلاق هذا المشروع سنة 2011، وانطلقت الأشغال سنة 2017 ، إلا أن الوضع لازال كما هو ،رغم الزيارات التفقدية التي قام بها عامل الإقليم لهذه البناية من أجل التعجيل بإنهاء الأشغال والحد من معاناة الساكنة، وإنقاذ الأرواح التي تزهق أثناء التنقل إلى مستشفيات أخرى، وخصوصا عندما تصير مقولة “سير لبني ملال” هي الحل الوحيد.
أضحى لغز بناية المستشفى الإقليمي محيرا كباقي المشاريع المعلقة والمتوقفة بمدينة الفقيه التي يسميها البعض ب:”مقبرة المشاريع المتعثرة”، و بالأساس هذه المؤسسة الاستشفائية الحيوية،و التي ينبغي على الوزارة الوصية صاحبة المشروع أن تتحمل مسؤوليتها في هذا التأخير الذي طال أمده، و على السلطات و المنتخبين المحليين ان يمارسوا الضغط على وزارة الصحة لإنهاء المشكل في أسرع وقت ، و لا داعي للإستمرار العبثي في تقديم المبررات تلو المبررات، خصوصا إذا علمنا ان مؤسسات صحية عملاقة خرجت للوجود في ظرف خمسة أيام في مناطق و جهات أخرى..
من هنا تتساءل الساكنة عن دور البرلمانيين والمنتخبين، ومؤسسة الجماعة الترابية المحلية المسؤولة عن حفظ الصحة، والخدمات الإدارية والإجتماعية…؟!
وما هو رأي حكومة اخنوش ووزير الصحة الذي زار العديد من المناطق بجهة بني ملال خنيفرة ، ولم يكلف نفسه عناء تفقد هذه البناية؟!
و أين نحن من الحق في التطبيب والعلاج والإجراءات الإستبقاقية المتخذة للتسريع ببناء المؤسسسات الصحية المتعثرة منذ سنوات كحال المستشفى الإقليمي بالفقيه بن صالح، خصوصا بعد جائحة كورونا، والزلزال الذي ضرب منطقة الحوز..، ناهيك عن الأوضاع الصحية المزرية بالبلاد عامة الناتجة عن الفقر والهشاشة والبطالة ، والجيوب المثقوبة وارتفاع الاسعار وسوء التغذية والمساكن غير اللائقة، والصرف الصحي، والمياه الصالحة للشرب…التي تدفع بالمرضى للبحث عن حلول ترقيعية لا غير؟!!!
و في هذا السياق قال المستشار الجماعي السابق بالمعارضة،والفاعل الحقوقي المتتبع للشأن المحلي الاستاذ الميلودي الرايف:
“المستشفى الاقليمي بالفقيه بن صالح وأكبر ملعب ببلادنا يحتضن: 115 ألف متفرج بمناسبة تظاهرة كأس العالم 2030 أية علاقة؟
الحديث عن المستشفى الإقليمي بالفقيه بن صالح أصبح مستهلكا حتى بدأت بعض النكت الساخرة تتداوله على سبيل المثال: الى متى هذا المرفق الصحي العمومي سيبقى يجتاز الدورة الاستدراكية كل سنة؟
مستشفى استبشرت ساكنة المدينة والإقليم حتى يخفف العبء على المستشفى الجهوي ببني ملال، ولكن مازالت لازمة “سير لبني ملال” سارية المفعول؟ مستشفى إقليمي لم يحترم دفتر التحملات والدليل انه كل مناسبة يتم تدشينه..مستشفى اقليمي لاتتجاوز عدد الاسرة حجم المرضى مقارنة مع اتساع الاقليم.
مستشفى اقليمي الذي كنا ننتظر افتتاح ابوابه (الله اشافي مرضانا) منذ مدة..
وهنا نطرح السؤال من باب القياس كما يقول فقهاء القانون: أكبر ملعب كروي يحتضن كأس العالم ببلادنا تفوق سعته 115 ألف متفرج اللهم زد وبارك، وسيكون جاهزا بالتمام والكمال قبل موعد الإفتتاح. وهذا دليل على إحترام الزمان والمكان المنصوص عليهما في دفتر التحملات..وصحيح أن الصحة والرياضة وجهان لعملة واحدة..وصحيح أننا في حاجة لمثل هذه المرافق..ولكن ليس على حساب الصحة التي هي تاج فوق من يعرفها…وهي مناسبة لنعلن تضامننا اللامشروط مع رجال ونساء الصحة في مطالبهم المشروعة…فهل سيفتح المستشفى الاقليمي بالفقيه بن صالح أبوابه قبل مونديال 2030.؟”
إرسال تعليق