باختيارها وجها شابا رئيسا جديدا، برهنت حركة التوحيد و الاصلاح الراعي الدعوي لحزب العدالة و التنمية، على انفتاحها المتصاعد أمام جيل متوسط العمر ليخلف
زهير الريحاني –
باختيارها وجها شابا رئيسا جديدا، برهنت حركة التوحيد و الاصلاح الراعي الدعوي لحزب العدالة و التنمية، على انفتاحها المتصاعد أمام جيل متوسط العمر ليخلف القيادات الحالية من جيل التأسيس.
عبدالرحيم شيخي، خريج المعهد الوطني للإحصاء و الاقتصاد التطبيقي بالرباط، مهندس دولة في تحليل النظم المعلوماتية و مستشار لرئيس الحكومة المغربية عبدالاله ابن كيران، من أبناء العمل الاسلامي المبكر. فهو من شباب “التبين” و “جمعية الشروق” التي أسسها عبدالرزاق المروري في بداية الثمانينات بعد الخروج من تجربة الشبيبة الاسلامية.
يمتاز عبدالرحيم شيخي بانفتاحه النسبي مقارنة مع قيادات إسلامية أخرى، و هو الذي انخرط مع يسار الجامعة في سجالات و حوارات منذ أيام دراسته الجامعية، كما انه يمتاز بعدم اندفاعه و استقرار حركته بشكل هادئ مكنه من نسج علاقات متوازنة مع أغلب التيارات الاسلامية و المحاور القيادية داخل حركة التوحيد و الاصلاح، كما يذهب إلى ذلك أكثر من متتبع لمسار هذا القيادي الجديد، هذه الحركة التي ساهم هو في تأسيسها من جهة رابطة المستقبل الإسلامي، التي بدورها مثلت تجمعا لخمس جمعيات إسلامية و دعوية التأمت مع حركة الاصلاح و التجديد في بداية التسعينات.
رغم الحديث عن المفاجئة في انتخاب شيخي رئيسا لحركة التوحيد و الاصلاح، إلا ان مقربين منه، كشفوا عن قيمته و عن اشتغاله في صمت ، تمكن هذا المهندس ذي التكوين الحديث، من تكوين صورة ايجابية له، و حصل على ثقة جيله كما تزكية الجيل الذي سبقه إلى تصدي المسؤولية بالحركة.
لكن شيخي، لايزال بسبب عدم تسليط الاضواء عليه غير ذائع الصيت لدى الرأي العام مثل باقي الشخصيات الدينية و السياسية الأخرى بالحركة، و هذا ما جعل الكثير يتحدث عن المفاجئة في تصديه للائحة المرشحين نهاية بعد ما اتى في المرتبة الختامية خلال الدور الاول من التصويت بالمؤتمر الخامس للحركة.
فهل سيعمل شيخي، على تجديد رؤية الحركة في اتجاه أكثر انفتاحا على المخالفين لها و على قطاعات واسعة من المجتمع، و هل سيحقق الاستقلال الكافي عن تأثيرات قيادة العدالة و التنمية التي اشتغل تحت ظلها كمستشار خلال هذه التجربة الحكومية، و هل سيطبع الحركة بشخصيته التي تنزع نحو التكتم و الهدوء، وهو الذي رغم تكوينه الفكري و الثقافي المتميز، لا يميل إلى الخطابة و الاندفاع الذي يمثل رأسمال هام لدى قيادات العمل الاسلامي الحديث. وهل سيحقق “أطروحة الكتلة الديمقراطية” التي برزت خلال المؤتمر بحيث يسعى إلى التخفيف من حدة الخلافات مع تيارات فكرية و حزبية أخرى و الاتجاه نحو جبهة تدافع عن انتقال ديموقراطي حقيق يقطع مع رواسب الاستبداد و يحصن مكتسبات التعددية و الانفتاح النسبي الذي يتميز به المغرب على خلاف محيطه الاقليمي و العربي عامة؟ هذه الاسئلة و غيرها هي التي ستظهر الاجابة عنها القيمة المضافة لهذا الوجه الجديد على رأس حركة الريسوني و الحمداوي.
إرسال تعليق